تيار تدفق المخدرات على العراق يغالب الجهود الأمنية

العراق تحوّل في السنوات الأخيرة إلى ممر مهم لتجارة المواد المخدرة لاسيما الكبتاغون والكريستال ميث.
الثلاثاء 2025/04/08
كبتاغون سوري لكل الأذواق

بغداد- تواتر في العراق بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة الإعلان عن إحباط عمليات تهريب كبيرة للمخدرات والقبض على متورطين ومصادرة كميات هامّة من المواد المخدّرة، وذلك في مؤشّر خطير على تفاقم الظاهرة، في البلاد ووجود سوق داخلية واسعة لرواج واستهلاك تلك المواد وضلوع جهات متنفذة في التهريب والترويج ما يفسّر وجود حالة من الإصرار لدى المهرّبين والمروجين في مواجهة الجهود الأمنية الكبيرة والصرامة القانونية في التعامل مع من يسقط منهم بأيدي السلطات.

وأعلنت بغداد الاثنين عن إحباط محاولة تهريب 400 ألف حبة كبتاغون عبر مجرى نهر الفرات من شرق سوريا باتجاه العراق حيث تحوّلت الأراضي السورية خلال فترة حكم نظام بشار الأسد إلى موطن كبير لإنتاج المواد المخدرة وتصديرها إلى بلدان الجوار.

الأمم المتحدة: العراق شهد طفرة هائلة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية

وكان أعلن في العراق قبل ثلاثة أسابيع عن ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدّرة مصدرها سوريا عبر تركيا. وكان ذلك الإعلان الأول من نوعه منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر والمتهم نظامه بتصنيع المنشط الشبيه بالأمفيتامين على نطاق واسع في المنطقة.

وبحسب تقديرات الحكومة البريطانية كان النظام الأسد عن ثمانين بالمئة من الإنتاج العالمي من مادة الكبتاغون المخدرة.

وتشير تقديرات إلى أن القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية تبلغ نحو 10 مليارات دولار في حين أن الربح السنوي لعائلة الأسد كان بلغ نحو 2.4 مليار دولار.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في بيان الاثنين “تمكّن لواء مغاوير الحدود من إحباط محاولة تهريب أربعمئة ألف حبة مخدرة من نوع كبتاغون عبر مجرى نهر الفرات باتجاه العراق في منطقة الباغوز.” ونوّه إلى أن المواد المخدّرة المهرّبة كانت “مخفية داخل جليكانات بلاستيكية محكمة الإغلاق.”

وأعلن ميري كذلك الأسبوع الماضي “إحباط محاولة تهريب 30 ألف حبة” من المخدّر نفسه عبر الطريق نفسه وكانت تلك المواد “مخفية داخل علب بلاستيكية ومعبأة بأكياس أُحكم ربطها بلفة من القصب للتمويه.”

ويُعدّ العراق الذي له حدود مع سوريا وإيران والسعودية والكويت أيضا بلد عبور لتهريب المخدرات وتحوّل في السنوات الأخيرة إلى ممر مهم لتجارة المواد المخدرة لاسيما الكبتاغون والكريستال ميث.

وحبوب الكبتاغون من المخدرات السهلة التصنيع، وتصنّفها الأمم المتحدة على أنّها “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة”، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى. وباتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب والاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

وأورد تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نشر العام 2024 أن العراق شهد طفرة هائلة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية، لا سيما حبوب الكبتاغون والميثامفيتامين.

400

ألف حبة كبتاغون ضبطت أثناء تهريبها من سوريا عبر مجرى الفرات

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس أقرّ مصدر دبلوماسي متابع للملف بأنه لا يزال من الصعب قياس “الوجود النشط للشبكات الضالعة في إنتاج وتهريب الكبتاغون في سوريا،” في وقت لا تزال السيطرة على المنطقة هشة، والوسائل المتاحة لمكافحة الاتجار محدودة بسبب الوضع الاقتصادي والعقوبات على سوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن “عملية تجارة الكبتاغون لا تزال مستمرة وخلايا التهريب تواصل عملها،” على الرغم من أن مصانع الكبتاغون التي أنشأها النظام السابق في الساحل السوري أصبحت خارجة عن الخدمة.

ولا يقتصر تهديد المخدرات على العراق فقط بل بات يشمل معظم بلدان المنطقة بسبب وجود بلدان غير مستقرة فيها باتت تمثّل خواصر رخوة وملاذا لشبكات الجريمة.

وأعلن تحالف بحري متعدد الجنسيات مؤخرا عن ضبطه أكثر من 2.5 طن من المواد المخدرة بقيمة تزيد عن 8 ملايين دولار أميركي في سفينة كانت بصدد الإبحار في بحر العرب.

3