تويوتا تعد بقيادة أكثر أمانا عبر مقود مبتكر

يشكل شغف المطورين ومن بينهم العاملون في تويوتا بإدخال تغييرات على وظائف المقود باعتباره أكثر تجهيزات السيارة أهمية بالنسبة إلى السائقين، وأحد أبرز العلامات المميزة في الاتجاهات الراهنة في عالم تصنيع المركبات الحديثة، مما يجعلها على أعتاب قفزة تزيد من أمانها.
طوكيو – يحرص عمالقة تصنيع السيارات على تقديم عجلة قيادة ذكية في الجيل المقبل من المركبات خاصة بعد أن تعدت شكلها المستدير المعتاد إلى أشكال تتوافق مع القمرة الرقمية الحديثة وغيرها من السمات الأخرى التي تمنح السائق عالما من الاسترخاء.
وتركت التقنيات المتقدمة بصمتها على المقود بإدراج وظائف وميزات جديدة بها تجعلها توفر للسائق تجربة قيادة مريحة وفريدة تواكب خصائص العصر الحالي ولاسيما الأنظمة المتطورة التي باتت تزخر بها السيارات الحديثة.
ويمكن للمقود الحديث أن يقدّم ما هو أكثر من وظيفة التوجيه حيث تدمج بعض الشركات ببعض طرزها مجموعة من الوظائف في هذا الأداة الأساسية كخيارات الاستعمال لأجهزة السيارة مثل السماعات ونظام الملتيميديا والاتصال الهاتفي.
وفي المقابل، ذهبت شركات أخرى إلى أبعد من ذلك بكثير من خلال التحكم في وظائف المركبة بواسطة أسطح حساسة بالمقود وأنظمة التحكم بالإيماءات والأوامر الصوتية.
☚ الفكرة تتعلق بتغيير مقدار الاحتكاك بين يدي السائق والمقود لمنع السيارة من القيام بمناورات خطرة
ويبدو أن المطورين في تويوتا يحاولون إعطاء عجلة القيادة مزية أمان أكبر حينما تقدمت الشركة مؤخرا للحصول على براءة اختراع لابتكارها الجديد والذي يعرض كيفية انتقال عجلة القيادة غير التقليدية للغاية التي تصنعها بين الانزلاق والقبضة عن قصد.
وذكر خبراء منصة “موتور تريند” المتخصصة في عالم السيارات أن تويوتا تحاول الحصول على براءة اختراع لفكرة غريبة جدا.
وتتمحور الفكرة أساسا حول تغيير مقدار الاحتكاك بين يدي السائق وعجلة القيادة للمساعدة في منع السيارة من القيام بمناورة خطيرة قد تهدد المركبة نفسها.
ولمجرد أن تتقدم شركة بطلب للحصول على براءة اختراع لفكرة معينة، فهذا ليس بالضرورة شيئا عمليا أو شيئا تعتزم طرحه في السوق.
ولكن المتخصصين في “موتور تريند” يعتقدون أن الابتكار الجديد لتويوتا والذي رصده أحد المستخدمين في منتديات “نيونيسانز دوت كوم” يندرج في كلتا الفئتين، لكنها طريقة مثيرة للاهتمام وجديدة بالتأكيد للتدخل الفعال في مجال السلامة.
ويصف تسجيل براءة الاختراع عددا من الطرق لتحقيق ذلك حيث يمكن أن تكون العجلة مثقبة، مما يؤدي إلى نفخ الهواء فوق أجزاء من العجلة لتقليل الاحتكاك في هذا الجزء، مع إنشاء فراغ في جزء آخر لزيادة ذلك.
كما يمكن أن تحتوي العجلة على كريات أو مكابس تبرز من خلال حافتها. وبواسطة مجموعة متنوعة من الآليات يمكنها التراجع أو التمدد أو التدوير بمقاومة أكثر أو أقل لزيادة الاحتكاك على يدي السائق.
والأمر يذهب إلى أبعد من ذلك حتى أن هناك نسخة واحدة تستخدم الاهتزازات فوق الصوتية لفعل الشيء نفسه، وكلها مشمولة في نفس تسجيل براءات الاختراع.
وبحسب الابتكار سوف تقرر السيارة مقدار الاحتكاك الذي يجب أن توفره، وفي أي جزء من العجلة وفقا لأجهزة استشعار الحفاظ على المسار أو بعض أجهزة استشعار مسار السيارة في الروبوت الآلي للمركبة.
وعلى سبيل المثال، في حال كانت السيارة التي تعمل بهذا النظام يقودها سائق غافل بشكل خاص فيمكن ملاحظة أنها قد تنجرف باتجاه الرصيف فحينها تستشعر المركبة أن الاصطدام وشيك ويقلل من الاحتكاك على العجلة، مما يسمح لمحرك تدخل توجيه السيارة بإجراء تصحيح تلقائي أكثر فعالية.
والعكس صحيح أيضا فعندما تريد تغيير الممرات تبدأ المناورة بإشارات السائق وتستخدم السيارة أجهزة الاستشعار الخاصة بها لتحديد مسار واضح ويزيد الاحتكاك على عجلة القيادة لمنح السائق مزيدا من التحكم في هذه المناورة الحاسمة.
وفي ضوء ذلك هناك بعض المنطق. لكن فكرة جعل العجلة أقل ثباتا، وأخذ المزيد من التحكم بعيدا عن السائق وتسليمها للسيارة، تثير بالتأكيد بعض الأسئلة الأخرى.
وقام الخبراء المولعون بالتجارب بقيادة الكثير من السيارات الحديثة ووجدوا أن هناك تدخلا خاطئا دائما من قبل السائق من نوع “الكبح الوهمي” عندما يكتشف نظام الكبح في حالات الطوارئ بعض الأشياء غير الموجودة ويضرب الفرامل.
ورغم أن هذا الأمر نادر الحدوث، لكنه بالتأكيد مقلق. والآن، يحاول المختصون تخيل ما إذا كان المقود ينحرف بالسائق بعيدا عن حاجز غير موجود أصلا ويقلل من قدرته على تجاوز المناورة بعجلة القيادة عن طريق نفخ الهواء فوق حافتها لجعل الإمساك بها أكثر صعوبة.
ومن المؤكد أن لكل نظام أمان مزايا وعيوب بالإضافة إلى التعقيدات الإضافية المتعلقة بما إذا كان السائق يستخدم النظام بشكل صحيح وينتبه عند الحاجة.
ولذلك، ربما ستعمل تويوتا على معالجة مكامن الخلل وستمسك بعجلة قيادة مرصعة بكرات قابلة للسحب في المستقبل القريب. وهذا قد يكون ممكنا بفضل التكنولوجيا.