تويتر يكسر حاجز الصمت.. احتجاجات جديدة لعمال في قطر

الدوحة - أظهرت مقاطع فيديو متداولة على تويتر احتجاجات لحشود كبيرة من العمال في قطر، ما أثار تفاعلا على الموقع.
وتداول مغردون في موقع تويتر مقاطع مصورة تظهر حشودا كبيرة من العمال على طريق سلوى، أحد أهم الطرق الرئيسية في البلاد يحتجون على عدم تقاضي رواتبهم وسوء أحوالهم المعيشية. وأقدم المحتجون من العمال على قطع الطريق الرئيسية في البلاد ما تسبب في توقف حركة المرور بها.
وغرد الناشط القطري راشد بن سالم بن قطفة الفهاد المري:
ra21112@
مظاهرات العمال في #قطر اليوم وكسر الصمت عن الظلم والمطالبة بالحقوق والأجور وحقوق الإنسان المفقودة في قطر، يجب على أبناء شعب قطر المنتزعة مواطنتهم والمساجين أبناؤهم ظلما تنظيم مظاهرات لإنقاذ أبنائهم واسترجاع حقوقهم. الصمت لا يرد الحقوق!
وفي إشارة إلى الظلم الواقع على قبيلة آل مرة التي ينتمي إليها، غرد المري:
يا ليتني هندي مع أبوهنّود، أسكّر الشارع ولا أخشى الحكومة، يفرج عن اللي داخل السجن مضهود، وإلّا على الظالم أولّع اهدومه #قطر.
وفي العام 2005 أسقطت الدوحة الجنسية عن نحو ستة آلاف من فخذ الغفران التابع لقبيلة آل مرة بحجة أنهم يحملون جنسيات دول أخرى، وهو ما يخالف القانون القطري. وجاء ذلك الإجراء بعد تضييق تعرضوا له في قطر بهدف دفعهم لمغادرة البلد.
وفي عام 2017 أسقطت الجنسية عن أكثر من 50 قطريا بينهم شيخ قبيلة بارز. وشهدت قطر احتجاجات نادرة في أغسطس الماضي من مئات من القطريين المنتمين لقبيلة آل مرة للمطالبة بتعديل شروط المشاركة في الانتخابات لمجلس الشورى التي استثنتهم، رغم عددهم الكبير في البلد الخليجي الصغير. ولم تسفر الاحتجاجات إلا عن اعتقال رموزها الذين يقبعون حاليا في السجون القطرية.
وفي سياق آخر توعد بعض المغردين الناشط القطري المقيم خارج قطر لنشره مقاطع الفيديو.
وقسمت مقاطع الفيديو القطريين على موقع تويتر ما بين رافض للاحتجاج بتلك الصورة، ومؤيد لحقهم في التظاهر للحصول على حقوقهم.
وغردت القطرية شيخة علي المري:
أستغرب من مظاهرات عمال شارع سلوى الذين تجرأوا على ممتلكات الدولة بأبشع الطرق وانقضوا على سيارات المواطنين وتعطيل مسار السيارات بالشارع العام من قبل أغلبية سكانية مليونية. هل هناك دراسة للأسباب لتفاديها مستقبلاً؟ وهل توجد قوانين تنظم عملية حرية التعبير السلمية وتردع التدمير؟
في المقابل رأى مغردون آخرون أن لجوء العمال إلى تلك الاحتجاجات لم يأت إلا بعد ما فاض بهم الكأس.
ويرى لاعب كرة القدم القطري السابق جفال بن راشد الكواري أن:
باعتقادي أن هناك من يدير هذه الظاهرة الجديدة علينا وتحريض العمال على القيام بهذه التصرفات خصوصا ونحن مقبلون على كأس العالم. هناك من له مصلحة وافهم يا فهيم.
واعتبر معلق:
بالإشارة إلى اللقطات التي نشرت حول اعتصام وتظاهر العمال في الشارع، لم نلاحظ أن هناك انقضاضا لكن الملاحظ تعطيل المسار العام. لماذا لا نفترض أن هؤلاء لهم حقوق تأخرت الشركة الكفيلة عن سدادها؟ لماذا ندين الحراك قبل معرفة الأسباب؟ المطلوب إجراء تحقيق لمعرفة الدوافع الفعلية لاحتجاج العمال.
وتدفع بعض الأحداث مع شح المعلومات الرسمية القطريين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتحليل الأخبار بتحفظ بسبب القيود المفروضة على القطريين في تناول قضايا الرأي العام.
ورغم أن القطريين يجدون في تويتر متنفسا، فإنهم لا يتمتعون بالجرأة الكافية بسبب خطر تعرضهم للاعتقال والموت تحت التعذيب.
وكسر العمّال الوافدون حاجز الخوف من ردود فعل السلطة حيال مثل هذه التحرّكات النادرة، ما يعكس إلى أي مدى بلغت بهم الحال وما يتعرضون له من معاملة لا إنسانية أدت إلى وفاة عدد كبير منهم على مدار سنوات.
وتأتي تلك الاحتجاجات قبيل أشهر قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر في الفترة من الحادي والعشرين من نوفمبر إلى الثامن عشر من ديسمبر 2022.
وقبل شهرين دعت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إلى تعويض الآلاف من العمال الذي قيل إنهم تعرضوا لانتهاكات في قطر خلال العمل على البنية التحتية والخدمات المتعلقة ببطولة كأس العالم هذا العام. وطالبت الجماعات “الفيفا” بإنشاء صندوق تعويضات بقيمة 440 مليون دولار، وهو المبلغ نفسه الذي يسلمه الاتحاد جوائز مالية خلال هذا الحدث الرياضي.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير سابق إن العمال تعرضوا لـ”سلسلة من الانتهاكات” في قطر، كان من أبرزها تأخر تقاضي رواتبهم في الوقت المحدد، أو عدم تقاضيهم رواتب على الإطلاق.
ولكن الحكومة القطرية نفت الاتهامات التي وردت في تقرير منظمة العفو الدولية، وأكدت أنها أدخلت إصلاحات مختلفة في السنوات الخمس الماضية.