تويتر تفتح المتاجر الإلكترونية بعد تراجع أموال الإعلانات

واشنطن - أطلقت شركة تويتر في الآونة الأخيرة، أداة تتيح للعلامات التجارية بيع المنتجات مباشرة على الشبكة، وهو أسلوب اعتمدته قبلها شبكات اجتماعية أخرى يندرج في إطار إستراتيجية التنويع.

وتسعى المنصة الأميركية إلى تحقيق توازن بين الحاجة إلى الدخل وخطر بث الكثير من الإعلانات، فيما يلاحظ الخبراء بأن بزنس التجارة الإلكترونية بات يحفّز مواقع التواصل الاجتماعي على اقتحامه لما يدرّ عليها من أرباح كما يزيد من توسيع عدد المستخدمين.

لذا تختبر منصة شركة تويتر أنساقا جديدة واشتراكات مدفوعة، فيما بلغ عدد المستخدمين اليوميين الذين يمكن أن يشكلوا مصدر دخل للشبكة، أي الذين يتلقون الإعلانات عبرها، 206 ملايين في نهاية يونيو.

وبحسب الإصدار التجريبي الذي أطلقته شركة تويتر، سيتمكن المعلنون من إضافة ما سُمي “شوب مودول” (“وحدة متجر”) إلى ملفهم الشخصي، ما يتيح لهم استعراض السلع من دون الحاجة إلى الخروج من التطبيق لمعرفة خصائصها وحتى لشرائها.

وقالت المجموعة التي تتخذ مقرا لها في سان فرانسيسكو في بيان “نؤمن بقوة المحادثات التي تسهلها شركة تويتر بشأن المنتجات”.

وستكون الأداة متاحة في بادئ الأمر لعدد قليل من العلامات التجارية في الولايات المتحدة، باللغة الإنجليزية وعلى أجهزة آبل.

ومن المتوقع أن تطلق الشركة قريبا ميزة الشراء المباشر من تطبيقها وموقعها سواء من خلال قسم مخصص في حسابات الشركات أو من خلال التغريدات.

وسيتمكن العشرات من تجار التجزئة الأميركيين من تسويق ما يصل إلى 5 منتجات في الجزء العلوي من ملفاتهم الشخصية على شركة تويتر. ويمكن للمستخدمين التمرير بين المنتجات والنقر لزيارة موقع ويب بائع التجزئة لإجراء عملية شراء.

وكانت شركة تويتر فكرت في دمج خيارات مرتبطة بالاستهلاك في خدمتها قبل خمس سنوات، لكنها ركزت على ميزات أخرى، بحسب مسؤول المنتجات في الشبكة بروس فالك.

وقال فالك في بيان الأربعاء “لقد عدنا وبتنا نكرس طاقة أكبر لاختبار إمكانات التسوق على شركة تويتر”.

وتأتي خطوة شركة تويتر بعدما بات لفيسبوك وشبكات اجتماعية أخرى حضور كبير في هذا المجال، تعزّز أكثر بفعل طفرة التجارة الإلكترونية خلال جائحة كوفيد – 19.

واكتسبت شبكات التواصل الاجتماعي مكانة إستراتيجية في مجال الأعمال والتجارة في ظل تقدم الوسائل الرقمية وتزايد الاعتماد على آليات تسويق ناجعة في استقطاب الجماهير خاصة في أعقاب ظهور الجائحة، ما جعل فيسبوك وإنستغرام وغيرهما من المنصات محل اهتمام كبرى الشركات والماركات العالمية لترويج منتجاتها.

وتعتبر منصات وسائل التواصل قيّمة لزيادة المبيعات وإجراء اتصالات مع الزبائن المحتملين. وحسب بيانات وأبحاث سابقة فإن نحو 57.5 في المئة من المستهلكين يصرحون بأنه تزيد احتمالية شرائهم من علامة تجارية يتابعونها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وعلى إنستغرام على سبيل المثال، يمكن أحيانا النقر مباشرة على الملابس التي ترتديها عارضات العلامات التجارية أو القطع التي تظهر في صور المؤثرين لشرائها مباشرة عبر التطبيق.

أما تطبيق واتسآب فقد أضاف خاصية جديدة لتسهيل التسوق الإلكتروني في ديسمبر الماضي، تتيح للمستخدمين طلب عدة منتجات من أي شركة في رسالة واحدة عبر التطبيق.

ومن خلال الخاصية الجديدة التي تحمل اسم “أضف إلى عربة التسوق” (آد تو كارت) يمكن للمستخدم تصفح أي كتالوج واختيار عدة منتجات وإرسال الطلبية إلى الشركة في رسالة واحدة. ويقول تطبيق واتسآب “إن هذه الخاصية ستسهل على الشركات استمرار متابعة الاستفسار عن الطلبيات وإدارة طلبات الزبائن وإتمام الصفقة”.

يذكر أن خاصية “آد تو كارت” متاحة حاليا لمستخدمي واتسآب على مستوى العالم، وهي تعمل بالتوافق مع خاصية الكتالوج الموجودة حاليا.

ويمكن للمستخدمين البحث عن السلع التي يريدونها في الكتالوجات المتاحة على خاصية كتالوج في تطبيق واتسآب ثم نقلها إلى قائمة “أضف إلى عربة التسوق”. وبمجرد اكتمال القائمة يمكن للمستخدم إرسالها إلى الشركة كرسالة واحدة.

مع ذلك يعتقد خبراء أن التسوق الإلكتروني يشكل تحديا على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك شركة تويتر، حيث سبق للمنصة أن قامت ببناء منتجات تجارية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك “زر الشراء” الذي تم كشف النقاب عنه في عام 2014 وكتالوجات المنتجات اللاحقة، ولكن هذه الميزات لم تنطلق مطلقا وتم إلغاؤها في النهاية.