تويتر تطلق نسخة مدفوعة رسميا: الاشتراكات مقابل البيانات

لندن - طرحت شركة تويتر خدمة اشتراك جديدة في متاجر التطبيقات، في إشارة إلى أن عملاقة التواصل الاجتماعي تتأهب لتجريب العرض الجديد.
وتسمح خدمة “تويتر بلو” بالقيام بعمليات شراء داخل التطبيق. وقد طرحت تويتر الخدمة بسعر 2.49 جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، و2.99 دولار في الولايات المتحدة.
ولم تعط تويتر المزيد من التفاصيل، كما امتنعت عن التعليق على مزاعم تفيد بأن الخدمة تخوّل لمستخدميها صلاحية التراجع عن التغريد.
وكانت الشركة أعلنت في وقت سابق أنها تعمل على تطوير ميزات خاصة للاشتراكات المدفوعة. ولم تعلق تويتر بشكل مباشر على طرح الخدمة الجديدة، لكنها أوضحت أنها كانت أعلنت في السابق عن خطط لتنويع مصادر دخلها.
ورغم أن خدمة “تويتر بلو” مطروحة الآن في متاجر التطبيقات، إلا أنها لم تُفعّل بشكل تام للمستخدمين. ومن المرجح أن تبدأ العروض التجريبية لخدمة الاشتراك الجديدة في وقت قريب.
وقالت المدوِّنة التقنية جين مانشون وونغ إنها ستكون أول المشتركات في الخدمة الجديدة، مشيرة إلى أن هذه الخدمة تتضمن ميزة “التراجع عن التغريدات”، فضلا عن خدمة “حالة القارئ المزاجية” لتيسير عملية قراءة المطوّلات. لكن تويتر رفضت تأكيد ما قالته جين مانشون.
وتخطط عملاقة التواصل الاجتماعي للاستمرار في تطوير وتجريب المزيد من الطرق لتنويع مصادر دخلها. وتتضمن خطط التطوير هذه خدمات اشتراك وطرقا أخرى تمكّن الأفراد والشركات من الحصول على ميزات خاصة على التطبيق.
الدراسات تشير إلى أن ما يصل إلى 80 في المئة من المستخدمين سيرفضون جمع بياناتهم
وفي أكتوبر من عام 2018 أثارت تغريدة على الحساب الرسمي لشركة تويتر جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولمحت التغريدة إلى أن خدمة التغريد لن تبقى مجانية في المستقبل، وربما ستكون مدفوعة الثمن.
وقالت شركة تويتر في تغريدتها “لا يمكننا أن نصدق أن هذا الموقع مجاني؟”، الأمر الذي رأى فيه كثيرون بداية تخلي الشركة عن تقديم الخدمة مجانا للملايين من الأشخاص في مختلف مناطق العالم.
وقالت زو كيرنز المستشارة في شؤون التواصل الاجتماعي “اعتاد الجمهور استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مجانا، أعتقد أن الشركات قد تدفع مقابل تقديم الخدمة، بيد أن المستخدم العادي اعتاد الحصول على الأخبار بسهولة وبالمجان”.
ويذكر أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد الجزء الأسرع نموا في الإنترنت إذ يبلغ عدد مستخدميها 3.5 مليار مستخدم.
وتعتبر بيانات المستخدمين الشخصية هي الثمن الذي يدفعونه مقابل الاشتراك في مواقع التواصل الاجتماعي التي يعد موقع فيسبوك أبرزها.
وهذا الشهر طلبت منصة تويتر في رسالة من مستخدمي التطبيق على هواتف آيفون السماح للتطبيق بتتبعهم على أجهزتهم، معللة ذلك بأنه سيساعد على إبقاء الإعلانات التي يشاهدونها مخصصة لهم. وتعد رسالة تويتر محاولة استرضاء المستخدمين كي تسمح لتطبيقها بتتبعهم ليست الأولى إذ قامت شركة فيسبوك بحركة مشابهة مع تطبيقي فيسبوك وإنستغرام ولكنها عللت طلبها بأن ذلك سيساعد على إبقاء فيسبوك بتطبيقاته المختلفة مجانيّا.

ومع نشر الإصدار 14.5 من “آي.أو.أس” من أبل الشهر الماضي، أصبحت الميزة المعروفة باسم “أي.تي.تي” (شفافية تتبع التطبيقات) إلزامية. وعمليا تعرض نافذة موافقة عند فتح كل تطبيق. وإذا نقر المستخدم على “لا” أو إذا لم تظهر النافذة، لأي سبب من الأسباب، يفقد التطبيق إمكانية الوصول إلى المعرّف الإعلاني للمستخدم، وهو رقم خاص به يتيح تتبعه عبر الإنترنت.
ورأى المحلل المستقل إريك سوفيرت في مقال على مدوّنة أن “اقتصاد التطبيقات برمّته، وحتى الإعلان الرقمي، سينقلب رأسا على عقب بسبب سياسة الخصوصية هذه”.
وكانت شركة فيسبوك من أشد المنتقدين للإصدار الجديد، بحجة أن تغييرات الخصوصية قد تضر بشبكتها الإعلانية للوصول إلى الزبائن.
وتشير الدراسات، كما تقر فيسبوك، إلى أن ما يصل إلى 80 في المئة من المستخدمين سيرفضون جمع بياناتهم.
وفي أغسطس 2019 اختفت العبارة الشهيرة “إنه مجاني وسيبقى كذلك دائما” من واجهة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي كانت تظهر أمام كل مستخدم جديد خلال السنوات الماضية.
ويذكر أن البيانات الشخصية للمستخدمين هي الثمن الذي يدفعونه مقابل الاشتراك في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشكل أرباح الإعلانات نصيب الأسد من أرباح مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، حيث يعتمد نموذج تحقيق الأرباح الخاص بالشركات على جمع خوارزميات البيانات ومعالجتها، ضمن ملفات غير اسمية، ومن ثم بيع مساحات إعلانات محددة الأهداف بدقة للمعلنين.