تونس توقع مذكرة تفاهم مع الصين لإنجاز المدينة طبية في القيروان

المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة طبية متكاملة وتعزيز القطاع الصحي، وتوفير خدمات طبية متطورة للمواطنين، وجذب السياحة العلاجية.
الثلاثاء 2025/02/25
مشروع يمثل نقلة نوعية لتونس

تونس - أعلنت تونس، الاثنين، توقيعها مذكرة تفاهم مع الصين، لإنجاز "المدينة الطبية الأغالبة" بالقيروان وسط البلاد، ذلك خلال جلسة عمل عقدها وزير الصحة مصطفى الفرجاني في العاصمة بكين مع ليو سيشي نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصيني.

وقالت وزارة الصحة التونسية في بيان نشرته على صفحتها في فيبسوك "في ختام الجلسة تولى وزير الصحة مصطفى الفرجاني مع نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح ليو سيشي توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بالمدينة الطبية الأغالبة بالقيروان".

وأضافت أن الفرجاني الذي يؤدي زيارة (لم تحدد مدتها) إلى الصين، "أعرب عن تطلع الجانب التونسي للمرور للمراحل العملية لتنفيذ هذا المشروع الرائد في أقرب الآجال الممكنة بما يعكس عمق العلاقات التونسية - الصينية في مختلف المجالات".

وتابعت أن وزير الصحة "ثمّن الاهتمام الذي أولاه الجانب الصيني للمشروع الرئاسي الرائد: المدينة الطبية الأغالبة بالقيروان، باعتباره قطبا تنمويا ذا أبعاد وطنية وإقليمية، وذلك في إطار رؤية استراتيجية طويلة المدى تدعم قطاع الصحة والتنمية".

ويهدف المشروع إلى إنشاء مدينة طبية متكاملة في مدينة القيروان، تشمل مستشفى جامعيا، وكلية طب، ومرافق بحثية، ومناطق سكنية للعاملين، كما يهدف إلى تعزيز القطاع الصحي في تونس، وتوفير خدمات طبية متطورة للمواطنين، وجذب السياحة العلاجية.

وأكد الفرجاني على أهمية إحداث لجنة متابعة لتنفيذ المراحل العملية المقبلة للمشروع لما يكتسيه من أهمية في النهوض بالقطاع الصحي في تونس وجذب الاستثمارات وتقريب الخدمات الطبية المتطورة من المواطنين.

وأوضح وزير الصحة أن مدينة الأغالبة الطبية ستشكل قطبا لتصدير الخدمات الصحية واستيعاب المرضى الذين يختارون تونس كوجهة استشفائية، فضلا عن جذب المزيد من الطلبة الأجانب للدراسة بالمؤسسات الجامعية المرتبطة بها مما يعزز اشعاع تونس كوجهة طبية وعلمية.

من جانبه، أكد نائب رئيس اللجنة الصينية للإصلاح والتنمية أن مذكرة التفاهم الخاصة بالمدينة الطبية الأغالبة تعتبر خطوة مهمة لتنفيذ التوافقات التي توصل لها قائدا البلدين خلال اللقاء التاريخي الذي جمعهما ببكين، مجددا استعداد بلاده لتعميق التعاون مع تونس ودفع جهودها في التنمية.

وتعتبر الصين شريكا رئيسيا في هذا المشروع، حيث ستقدم الدعم المالي والتقني اللازم لإنجازه.

وتعكس هذه المذكرة التزام الصين بتعزيز التعاون مع تونس في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع الصحي.

ويعد هذا المشروع من المشاريع الاستراتيجية التي توليها الحكومة التونسية أهمية كبيرة، إذ من المتوقع أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين البنية التحتية في منطقة القيروان.

وأكد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال استقباله وزير الصحة الجمعة الماضي أن مدينة الأغالبة الطبية تمثل مشروعا طويلا ومعقًا، واجه تعطيلا داخلًا رغم استعداد عدة جهات أجنبية لتمويله بالكامل.

وأوضح أن المشروع لم يتم إيقافه لأسباب موضوعية، بل بفعل جهات سعت إلى عرقلته وكأن الأمر يخص مصلحة شخصية، في حين أنه يعود بالفائدة على جميع التونسيين والتونسيات.

ورغم هذه المحاولات، شدد الرئيس سعيد على أن المشروع سينطلق قريبًا بفضل المتابعة المستمرة والإصرار على إنجازه، مشيرا إلى أن بعض الأطراف التي ادّعت خدمة أهداف الثورة كانت في الواقع تعمل لصالح لوبيات معينة.

كما أشار إلى أن مدينة الأغالبة الطبية ستكون الأولى من نوعها عالميًا، بتميّزها عن المدن الصحية التقليدية التي أنشأتها بعض الدول.

وستضم جميع المرافق الضرورية، من مستشفى وكلية طب ومؤسسات تعليمية أخرى، إلى جانب مساكن مخصصة للإطار الطبي وشبه الطبي، فضلا عن فضاءات ترفيهية، نزل، ومكاتب للخدمات مثل البريد والتأمين على المرض.

وأكد أن المشروع سيوفر ما لا يقل عن 50 ألف فرصة عمل، مع إمكانية ربط المستشفى بشبكة سكة حديدية تمتد من النفيضة إلى مدينة الأغالبة الطبية.

و"المدينة الطبية الأغالبة" تم تخصيص أرض لها تبلغ 550 هكتارا (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع)، منها 300 هكتار للمباني والمنشآت، وستكون الأولى من نوعها بكلفة 3 مليارات دينار (نحو 1.1 مليار دولار).