تونس تواصل جهود تحييد المساجد عن السياسة

تونس - أطلقت وزارة الشؤون الدينية في تونس الجمعة، ميثاق شرف للأئمة، ينأى بعملهم عن الخطابات السياسية والدعاية الحزبية. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم في مقر الحكومة بالعاصمة تونس.
وخلال كلمته، قال عظوم إن “ميثاق شرف الإمام الخطيب ينص على إرساء عناصر الخطاب الديني المتوازن الداعي إلى التسامح والتراحم، وعدم توظيف المساجد للدعاية الحزبية والأغراض التجارية والربحية”.
وأضاف أنه ينبغي تجنب الخطابات الدينية القائمة على التشهير والتجريح، وهتك الأعراض والإساءة إلى الأشخاص والمؤسسات. وتابع عظوم “كما ينبغي على الأئمة البعد التام عن تكفير أي شخص آخر أو الإساءة إليه، اتساقا مع تعاليم الدين الإسلامي ودستور البلاد”.
وبحسب وزير الشؤون الدينية، ينتشر في عموم تونس 4 آلاف و719 مسجدا تقام فيها خطب الجمعة. وأوضح الوزير أنه تم العمل على الميثاق مع عدد من الجمعيات والنقابة العامة للشؤون الدينية، بالإضافة إلى عدد أئمة وخطباء موثوق في كفاءتهم.
وتأتي هذه الخطوة، عقب تلقي الوزارة خلال السنوات الماضية بلاغات عن بعض الأئمة يدعون في خطبهم إلى نوع من التشدّد ومن ثم تم إنهاء عملهم. كما تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها في خريف هذا العام.
وتبذل الحكومة التونسية جهودا حثيثة للسيطرة على كافة المساجد المنتشرة في البلاد، لمنع السيطرة على وعي الشباب وتوجيههم في مسارات متشددة.
وألقت وحدة أمنية تابعة لمنطقة الأمن الوطني في محافظة بنزرت شمال البلاد، الخميس، القبض على الداعية السلفي خميس الماجري وإيداعه السجن المدني بالجهة، تنفيذا لحكم قضائي بالسجن مدة شهرين بسبب تهمة مخالفة قانون المساجد، وفق ما أفاد به مصدر أمني مسؤول للوكالة الأنباء الرسمية.
وأوضح المصدر أن الوحدة الأمنية وخلال تنفيذ حملة أمنية شملت محيط الفضاءات العامة ومحطات النقل تمكنّت من إلقاء القبض على المتهم بمحطة النقل البري في مدينة جرزونة بعد أن تبيّن صدور برقية تفتيش بشأنه لفائدة الجهات السجنية تنفيذا لحكم صادر ضدّه في 2014 والقاضي بسجنه مدة شهرين مخالفة قانون المساجد منذ سنة 2014.