تونس تلغي مهرجان قرطاج السينمائي تضامنا مع فلسطين

النقابة المستقلّة للمخرجين المنتجين دعت إلى التمسّك بإقامة المهرجان في موعده المقرّر كي يكون كعادته منارة للدّفاع عن القضايا العادلة.
السبت 2023/10/21
قرار يثير غضب السينمائيين التونسيين

تونس – أعلنت وزارة الشؤون الثقافية في تونس إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان “أيام قرطاج السينمائية” التي كانت مقرّرة من 28 أكتوبر الجاري إلى الرابع من نوفمبر القادم تضامنا مع الفلسطينيين.

ويشكّل هذا المهرجان المكرّس للمخرجين العرب والأفارقة ملتقى ثقافيا سنويا رئيسيا في تونس.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الثقافية التونسية “تضامنا مع شعبنا الفلسطيني الشقيق، واعتبارا للأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة جرّاء العدوان الصهيوني الغاشم، قرّرت وزارة الشؤون الثقافية إلغاء تنظيم الدورة 34 من أيام قرطاج السينمائية”.

وتونس التي استضافت على أراضيها بين العامين 1982 و1994 منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بعد خروجها من لبنان، تُعتبر منذ أمد بعيد داعما أساسيا للقضية الفلسطينية.

قرار الإلغاء يعد الأول منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية في عام 1966. والمهرجان يلقب بـ"شيخ" المهرجانات الأفريقية والعربية

وكان من المقرر أن تحتفي الدورة الرابعة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922 – ديسمبر 2023) عبر برنامج ثري يرقى إلى مستوى ما حققه الفن السينمائي في تونس.

وجاء قرار الإلغاء مفاجئا لأغلب العاملين في القطاع السينمائي وخاصة المخرجين، ومنهم مخرجون فلسطينيون كان من المنتظر أن يشاركوا في فعاليات المهرجان، وقد سبقه بسويعات قليلة إعلان إدارة المهرجان عن الأفلام المشاركة في مسابقتي الفيلم الروائي بصنفيه الطويل والقصير.

وكان من المزمع أن تشارك فلسطين في فعاليات الدورة الملغاة بفيلمين روائيين قصيرين هما “دماء كالماء” للمخرجة ديما حمدان، والذي يتناول حكاية شادي الذي يخوض مغامرة عاطفية سريّة ويقع هو وأسرته في فخ لا مخرج منه إلا بخيارين؛ فإما أن يتحولوا إلى عملاء للاحتلال الإسرائيلي، وإما أن يتعرضوا للإهانة والعار في مجتمعهم.

أما الفيلم الثاني فهو “سوكرانيا 59” للمخرج عبدالله الخطيب، ويتناول العمل قصة عائشة وزوجها جمال وابنهما سمير، وهم لاجئون سوريون في ألمانيا، يجدون أنفسهم مقيمين في مساكن توفرها المؤسسات العامة. وفي أحد الأيام تصل ماريا وصوفيا، الأم وابنتها اللتان فرتا من الحرب في أوكرانيا. وتضطر العائلتان إلى العيش معًا على الرغم من اختلاف أسلوب حياتهما والتجارب التي مرّتا بها في المنفى.

واستنكرت النقابة المستقلّة للمخرجين المنتجين بتونس القرار، ودعت القائمين على أيام قرطاج السينمائية في نسختها الرابعة والثلاثين إلى التمسّك بإقامة المهرجان في موعده المقرّر كي يكون كعادته منارة للدّفاع عن القضايا العادلة، وأولاها القضية الفلسطينية.

وجاء في نصّ البيان :”تفاعلا مع قرار إلغاء الجانب الاحتفالي لأيام قرطاج السينمائية، وحيث أنّ المهرجان عبر تاريخه الحافل كان دائما منارة للدفاع عن القضايا العادلة والانتصار للسينما المناضلة من أجل الحرية والكرامة، ندعو كلّ الأطراف المساهمة في تنظيم المهرجان إلى التمسّك بتنظيم الدورة في موعدها، على أن تتصدّر فعالياتها مناصرة صمود ونضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة الهمجيّة الدمويّة الصهيونيّة”.

يذكر أن قرار الإلغاء يعد الأول منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية في عام 1966. والمهرجان يلقب بـ”شيخ” المهرجانات الأفريقية والعربية، وقد حمل على عاتقه منذ تأسيسه الدفاع عن الأفلام الأفريقية والعربية المستقلة، باعتبارها تعكس وجهة النظر الفنية للسينمائيين بعيدا عن السينما التجارية السائدة، ويتبنى ضمن برمجته سنويا أفلاما تدافع عن الحقوق والحريات الإنسانية والقضايا الدولية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

14