تونس تكثف من تحركها شرقا لتنويع الشركاء الاقتصاديين

تونس تتطلع لتعزيز علاقاتها وشراكاتها مع دول شرق اسيا لتنويع الشركاء في ظل تعرضه لضغوط غربية سياسية ومالية.
الاثنين 2024/06/03
تونس تبحث عن بدائل للتخلص من الضغوط الغربية

تونس – توجه رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني اليوم الاثنين إلى كوريا الجنوبية مرفوقا بوفد رفيع المستوى للمشاركة في القمة الكورية الافريقية، في زيارة تأتي بعد أيام قليلة من مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في منتدى التعاون العربي الصيني وتوقيع تونس وبكين اتفاقيات إستراتيجية.

وتسعى تونس إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية والاستفادة من التوجه شرقا بعد ارتباط امتد لعقود مع الغرب، في خطوة تستهدف احتواء ضغوط غربية سياسية ومالية.

وتعثرت مفاوضات بين الحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي حول قرض تمويلي بنحو ملياري دولار بسبب اشتراطات رفضها الرئيس التونسي قيس سعيد، ما فتح المجال للتفكير في التوجه شرقا خاصة بعد أن أبدت الصين استعدادها لدعم تونس وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه موسكو حليفة بكين.

وتشكل القمة الكورية الافريقية التي تعقد في العاصمة سيول تحت شعار المستقبل الذى نصنعه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن"، فرصة بالنسبة لتونس لاستكشاف فرص تعزيز التعاون مع واحدة من كبرى دول شرق آسيا ضمن مسار أوسع لتنويع الشركاء.

وتهدف القمة إلى تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة والرقمنة.

ويرافق الحشاني في هذه الزيارة كل من وزير الخارجية نبيل عمّار ووزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي، بحسب بيان للحكومة التونسية.

وتشارك العديد من الدول الإفريقية في هذا الاجتماع، مثل موريتانيا ورواندا وناميبيا وغانا وساحل العاج ومدغشقر وغينيا بيساو ورواندا وتانزانيا وزيمبابوي وسيراليون والصومال وليبيريا.

و بلغ حجم التجارة بين كوريا وإفريقيا، منذ 2022 حوالي 20.45 مليار دولار، وهو ما يمثل 1.4 بالمئة من إجمالي التجارة الكورية.

وتوجه تونس الجديد وتغيير بوصلتها نحو الشرق هو توجه مهم في أبعاده الاقتصادية والإستراتيجية لو يتم توظيفه بالشكل المناسب، وفق المحلل السياسي مازن الشريف، مشيرا في تدوينة سابقة على حسابه بفيسبوك إلى القيمة الجيوستراتيجية الكبيرة التي تحظى بها وأهميتها في توازنات الشرق والغرب وفي معادلة العالم العربي وإفريقيا مع دول شمال المتوسط.

واستقبلت تونس بداية السنة وخلال أقل من شهر 3 وزراء خارجية من دول الشرق الوازنة، هي روسيا والصين وإندونيسيا، قبل أن يزورها لاحقا رئيس برلمان كوريا الجنوبية.

وكان الرئيس التونسي قد التقى للمرة الثالثة خلال عامين شي جين بينغ رئيس الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. وشارك من 28 مايو الماضي إلى 1 يونيو الجاري في منتدى التعاون العربي الصيني ومؤتمر مبادرة "طريق الحرير"، في العاصمة بيكين.

وفي أعقاب جلسة عمل موسعة بين وفدي البلدين، أعلنت كل من الصين و تونس عن إقامة علاقات شراكة إستراتيجية و توقيع 7 اتفاقيات تعاون في مجالات التعاون الاقتصادي والفني والاستثمار والتنمية والإعلام.

وترتبط تونس بعلاقات تجارية مع الصين تعود لعام 1958، لكنها تطورت بعد إنشاء اللجنة الصينية التونسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي عام 1983. واكتسبت زخما جديدا في السنوات الأخيرة، بعد أن أدرجت بكين تونس في "مبادرة الحزام والطريق" التي وقعت الحكومتان مذكرة تفاهم بشأنها عام 2018.

 وتعد الصين أيضا ثالث أكبر مورد للسلع الاستهلاكية لتونس منذ عام 2021، وافتتحت في أبريل 2022 أكاديمية دبلوماسية جديدة في العاصمة التونسية.

كما تشهد العلاقات التونسية الكورية الجنوبية أيضا حركية عكستها زيارات واجتماعات بين مسولين من البلدين وعودة الحديث عن دعم متبادل لمزيد تطوير الشراكة والتعاون بينهما.

وفي لقاء سابق بين بسونغ هو سونغ المبعوث الخاص لوزير الشؤون الخارجية الكوري الجنوبي ورئيس الحكومة التونسية، أكد الأخير استعداد بلاده لمزيد دفع علاقات التعاون الثنائي مع كوريا الجنوبية في مجالات استراتيجية على غرار استقطاب السوق السياحية الكورية والتبادل الشبابي والثقافي بين البلدين.

وأكد هو سونغ استعداد سيول لمضاعفة الاستثمارات الكورية في السوق التونسية خاصة في مجال صناعة قطع غيار السيارات، لتكون بذلك تونس منصة إقليمية للتصنيع والتوسع نحو أسواق إفريقيا وأوروبا.