تونس تقيم ورشات تكوينية في الفنون المسرحية

تونس – انطلق مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس في العاصمة تونس منذ العاشر من يوليو الجاري في تقديم مجموعة من الورشات التكوينية في الفنون المسرحية، قد تنوّعت بين فن المهرّج ومسرح النو وفن التشخيص المسرحي والكوميديا دي لارتي.
والدورات التكوينية التي تتواصل حتى السابع عشر من أغسطس القادم، انطلقت من خلال ورشة فن المهرّج التي أشرف عليها الممثل يحيى الفايدي، الذي قال “فن المهرّج، فن قديم قدم المسرح الإغريقي يقوم على ثنائية الهزل والجد، الضحك والبكاء، فالمهرّج قبل أن ينبس ببنت شفة وقبل أن يقوم بأيّ حركة، يضحكنا من خلال ملامح وجهه وطريقة حركته علاوة على طرافة هندامه متعدّد الألوان والأحجام”.
وأضاف “المهرّج يحوّل نفسه إلى طرفة متحركة وربما مبطنة بنقد لاذع للمجتمع وعاداته وتقاليده ولكل قيد لحرية الإنسان”. واستعرض الفايدي في ورشة فنّ المهرّج تاريخ هذا الفن وأدواته وأشهر الفاعلين فيه.
أما الورشة الثانية التي اختتمت مساء الجمعة، فقد استعرض فيها المخرج والممثل الطاهر عيسى بن العربي على امتداد ستة أيام تقنيات مسرح النو، وهو فن ياباني يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر للميلاد، وفيه يقوم الممثلون بارتداء أقنعة، ويتخاطبون باستعمال نفس نبرة الصوت، تصاحبهم فرقة موسيقية مزودة ببعض الآلات التقليدية.
ويقدّم المخرج المسرحي حاتم دربال في الفترة الممتدة بين الثالث والثامن من أغسطس القادم ورشة تكوينية ثالثة في فن التشخيص أو ما يصطلح على تسميته بمراحل تركيب الشخصية في العرض المسرحي.
وتختتم الدورات الأربع في السابع عشر من الشهر ذاته، عبر ورشة تكوينية في فن الكوميديا دي لارتي، يشرف عليها الممثل المسرحي رياض حمدي.
وتعد الكوميديا دي لارتي من أشهر أنواع الكوميديا العالمية التي ظهرت في إيطاليا في عصر النهضة، إذ تعتمد بشكل أساسي على الارتجال، فيضع المخرج إطارا خارجيا لقصة العرض المسرحي، ويبدأ الممثلون بالارتجال حوله أثناء العرض، كما تميزت بشخصيات ثابتة ومألوفة، منها شخصية الرجل المسن (الحاكم أحيانا) ويسمى: بنتالوني، أو شخصية الطبيب الذي عادة ما يكون جشعا أو سكيرا ويسمى: دوتور، وهناك أيضا شخصية الجندي المغرور الذي يسمى: الكابيتانو، وأرلكينو الخادم الذكي وهو أشهر شخصيات الكوميديا دي لارتي.
وتتميّز الكوميديا دي لارتي أيضا بالأقنعة والماكياج المسرحي الذي يميز كل شخصية عن الأخرى، إلى جانب الأزياء التي تشبه أزياء إيطاليا في ذلك الوقت، كما كانت تعتمد على ممثلين محترفين وتبتعد عن الهواة لما تحتاجه من مستوى عال في الأداء التمثيلي، حيث يؤدّي الأداء الارتجالي الجيد للممثلين إلى تأديتهم نفس الشخصية طوال حياتهم الفنية.
وترجم المسرحيون العرب كلمة “الكوميديا دي لارتي” إلى أسماء مختلفة منها: كوميديا الفن، وكوميديا الصنعة، والكوميديا الشعبية، وكوميديا الارتجال، والكوميديا الإيطالية، وكلها ترجمات تعبّر عن جذور هذا الفن وآلياته الفنية الموغلة في الارتجال.