تونس تفتح الباب لإعادة العلاقات مع سوريا بترفيع التمثيل الدبلوماسي

تونس - قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد الخميس ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي في دمشق بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لأكثر من عشر سنوات، في خطوة لإعادة العلاقات كاملة مع دمشق وبالتزامن مع جهود تونس لتقديم مساعدات للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا إضافة إلى تركيا، وكذلك في إطار جهود السلطات التونسية للكشف عن ملابسات تسفير الجهاديين خلال السنوات التي تولت فيها حركة النهضة الإسلامية إدارة الدولة.
وأفادت مؤسسة رئاسة الجمهورية في بيان عقب لقاء جمع الرئيس قيس سعيّد بوزير الخارجية الجديد نبيل عمار، الذي خلف الثلاثاء عثمان الجرندي بـ"أن رئيس الجمهورية قرر الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق"، مشيرة إلى أن "قضية النظام السوري شأن داخلي يهم السوريين بمفردهم، والسفير يعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام".
ولم يوضح البيان إن كان المقصود بـ"ترفيع" المستوى الدبلوماسي عودة السفير التونسي إلى دمشق وفتح السفارة السورية بتونس بعد غلقها إثر قرار قطع العلاقات.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا منذ الرابع من فبراير 2012 بقرار من الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي، على خلفية الحرب في سوريا واستضافة الدولة التونسية مؤتمر "أصدقاء سوريا"، غير أن في يوليو 2014، افتتحت تونس مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا في عهد الرئيس السابق الباجي قائد السبسي.
ومنذ 2015 عينت وزارة الخارجية التونسية قنصلا عاما (دون رتبة السفير) في دمشق، لكن تونس أرسلت إشارات لإعادة العلاقات مع سوريا بشكل كامل منذ اتخاذ الرئيس سعيّد للإجراءات الاستثنائية في الخامس والعشرين من يوليو 2021، لكن لم يتم تفعيلها وسط مخاوف من أن يثير أي قرار بإعادة العلاقات الدبلوماسية غضب الغرب، وخاصة الولايات المتحدة التي تنظر بالكثير من القلق إلى التطورات السياسية الحاصلة في تونس، وفي خضم أزمة اقتصادية تمر بها البلاد والبحث عن تمويلات خارجية.
ويرى مراقبون أن الرئيس التونسي يبحث من وراء جهود إعادة العلاقات الكشف عن ملابسات قضية تسفير الجهاديين إلى بؤر التوتر، وهي قضية شغلت الرأي العام التونسي كثيرا ووجهت فيها اتهامات لقيادات في حركة النهضة، على غرار وزير الداخلية الأسبق علي العريض، بالتورط فيها.
وضغطت بعض الأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للرئيس، على غرار حركة الشعب القومية الناصرية، من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
ويأتي قرار ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق بعد ساعات على اتصال أجراه وزير الخارجية التونسي مع نظيره بالنظام السوري فيصل المقداد، نقل خلاله "تعازي سعيّد والشعب التونسي إلى الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبا، معبرا عن التضامن مع أهالي الضحايا والمتضررين، جراء الزلزال الذي ضرب سوريا".
وذكر بيان الرئاسة التونسية أن سعيّد "جدد التأكيد على وقوف الشعب التونسي إلى جانب الشعب السوري الشقيق".
والثلاثاء، أرسلت السلطات التونسية مساعدات وفريق إنقاذ إلى سوريا لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة فجر الاثنين الماضي، وذلك في خضم جهود عربية لدعم الشعب السوري.
وأدى الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر إلى مقتل أكثر من 21 ألف شخص بينهم أكثر من ثلاثة آلاف سوري.