تونس تسيطر على حرائق خلفت خسائر جسيمة في الغابات

تونس – تمكنت السلطات التونسية من السيطرة على 14 حريقا اندلع منذ الإثنين الماضي في ثماني ولايات، وفق المتحدث باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة، الذي أشار إلى أن الخسائر التي خلفتها جسيمة تفوق ما تم تسجيله الموسم الماضي.
وخلال أيام قليلة، اندلعت سلسة من الحرائق المتزامنة شملت ثماني ولايات غرب وشمال وجنوب البلاد وفق ما ذكرت الحماية المدنية، كان أكثرها خطورة حريقان في ولاية جندوبة بجبل ملولة ومنطقة "عين الصبح" بمدينة طبرقة، على مقربة من الحدود الجزائرية.
وقال تريعة في تصريحات لإذاعة "موزاييك" (خاصة)، اليوم الخميس أنه "تم تسجيل خسائر كبيرة على مستوى الغطاء النباتي وأن المساحة التي أتت عليها الحرائق لم تحدد بعد إلا انها مساحات شاسعة تتجاوز ما تم تسجيله السنة الماضية."
وفي 2022 اجتاحت الحرائق قرابة 25 ألف هكتار من الغابات وفق تقديرات خبراء.
وتضم مناطق الشمال الغربي أكثر من 70 بالمئة من المناطق الغابية في البلاد وتستحوذ في مواسم الصيف على النسبة الأعلى من الحرائق.
وأضاف تريعة أنه "تم إبقاء بعض الوحدات التابعة للحماية المدنية على عين المكان من أجل المراقبة والحراسة تحسبا لأي تأجج للنيران بفعل الرياح".
ولفت إلى أن "عمليات الإطفاء تمت أيضا بمساعدة 25 رجل إطفاء وطائرتين قدموا من إسبانيا".
وأعلنت السلطات التونسية، اندلاع 16 حريقا منذ الاثنين الماضي إلى صباح الأربعاء، بشكل متزامن في مناطق الغابات بـ8 محافظات على غرار بنزرت (أقصى الشمال) وجندوبة سليانة وباجة (شمال غرب) والقصرين (وسط غرب) ونابل (شمال شرق) وقابس (جنوب شرق).
وبخصوص أسباب هذه الحرائق قال تريعة "كلّ الاحتمالات مطروحة خاصة وأن بعض الحرائق اندلعت بطريقة متزامنة ممّا يثير حولها الشبهات حيث اندلعت الحرائق بكلّ من مناطق سجنان وغزالة والظّواهرية (ولاية بنزرت) بطريقة متزامنة إذ لا تفصل بينها سوى 30 دقيقة".
والأربعاء، أكد وزير الداخلية التونسي كمال الفقي في جلسة مخصصة لمساءلته في البرلمان، أنه "لم يتم تسجيل خسائر في الأرواح، في حين تعرض 12 شخصا للاختناق بسبب الدخان وقد تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفيات".
وأوضح الفقي أن الـ600 ساكن الذي تم إجلاؤهم من الغابات والحقول المتاخمة للحرائق قد عادوا جميعا إلى منازلهم.
وتشهد تونس والجزائر ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة وسط استمرار حرائق الغابات، التي راح ضحيتها في الإحصاءات الأخيرة 34 شخصا من بينهم 10 عسكريين.
ففي تونس ارتفعت درجة الحرارة ما بين 6 إلى 10 درجات عن المعدل الموسمي وصولا إلى نحو 50 درجة مئوية (نصف درجة الغليان)، في مناطق بينها العاصمة، ما دفع الناس إلى الفرار نحو الشواطئ وسط تكرار انقطاع التيار الكهربائي.
وبينما وصلت درجة الحرارة، الاثنين، في قلب العاصمة تونس إلى 49 درجة مئوية في الظل، ارتفعت إلى 56 درجة تحت الشمس، بينما خلت الشوارع من المارة باستثناء المضطرين.
وأدى هبوب رياح قوية مصحوبة بدرجات الحرارة العالية في بلدة ملولة شمال غربي تونس على الحدود مع الجزائر، إلى تجدد الحرائق، وأجلت السلطات ما لا يقل عن 300 شخص عن طريق البحر والبر من البلدة التي شهدت حريقا خطيرا استمر لأيام، الأسبوع الماضي.