تونس تسعى لتكون قطبا إقليميا لتدريب جيوش الطيران الأفريقية
تسعى تونس في ظلّ تنامي التهديدات الأمنية بقارة أفريقيا، لاستثمار تنظيمها الندوة الدورية الثالثة عشرة لجمعية قادة جيوش الطيران الأفريقية، وتحولها إلى قطب إقليمي لتدريب جيوش المنطقة، فضلا عن تعزيز الشراكة العسكرية وتبادل الخبرات في المجال.
تونس - أبدى وزير الدفاع التونسي عماد مميش، خلال فعاليات الندوة الدورية الثالثة عشرة لجمعية قادة جيوش الطيران الأفريقية لسنة 2024 بعنوان “التعاون الأفريقي في مجال التدريب والتكوين”، استعداد بلاده لتدريب الجيوش العربية والأفريقية، مؤكدا أن الجيش التونسي يمكن أن يكون قطبا إقليميا للتدريب قاريا.
ويحتضن جيش الطيران التونسي هذه التظاهرة خلال الفترة الممتدة بين السادس والعشرين من فبراير الجاري والأول من مارس المقبل.
ويشارك في فعاليات هذه الندوة حوالي 40 دولة أفريقية وممثلون عن كل من جيش الطيران الأميركي وأفراد من القوات الجوية في القيادة الأميركية بأفريقيا وشخصيات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
وقال وزير الدفاع عماد مميش الاثنين “إن جيش الطيران التونسي قادر على أن يكون قطبا إقليميا لتدريب وتكوين بقية جيوش الدول الأفريقية والعربية وغير العربية”.
وأبرز مميش أن “لتونس مكتسبات ومعارف وقدرات علمية في التكوين تمكنها من أن تكون رائدة في مجال الطيران المدني”، مؤكدا أن “هذه القدرات تعززت أكثر مع إبرام بلادنا مجموعة من الاتفاقيات في هذا الشأن”.
الجيش التونسي كان قد حل في المرتبة التاسعة عربيا، حسب تصنيف القوة العسكرية "غلوبال فايرباور" لعام 2023 لأقوى الجيوش في العالم
وأضاف أن “الهدف الأساسي من هذه الندوة، التي ستمثل فرصة للتباحث في جملة من المواضيع ذات العلاقة بالواقع الميداني للقوات المسلحة ولجيوش الطيران بالدول الأفريقية ومختلف التحديات التي تواجهها من حيث ندرة الموارد أو الحاجة إلى مواكبة آخر التطورات التكنولوجية أو تحديث الأساطيل الجوية وتطوير أساليب التدريب وتوفير الكفاءات والخبرات في الطيران العسكري، هو جعل جيش الطيران التونسي قطبا إقليميا للتدريب والتكوين”.
وأكد أن “هذا اللقاء الذي يشهد حضور ما يقارب الأربعين رئيس أركان جيش طيران من أفريقيا، يعد فرصة للاطلاع عن كثب على قدرات جيش الطيران التونسي في مجال تطوير مناهج التدريب والتكوين في مؤسساته التعليمية ومراكز التدريب العسكري ومدى مواكبته لأحدث التكنولوجيات وأساليب التكوين العملياتي لطياريه”.
وأشار الوزير التونسي إلى مختلف المكاسب التي تحققت لأفراد جيش الطيران في مجالات التكوين والتدريب والمراقبة الجوية وتطوير القدرات العملياتية والطيران التكتيكي الليلي وتوحيد آليات العمل ومعالجة مختلف الإشكاليات، وذلك بالاعتماد على التجارب الميدانية وتعزيز أسطول الطيران باقتناءات جديدة ستدعم قدراتهم في مجال تكوين طياري القتال وتدريبهم.
كما لفت إلى أن “البلدان الأفريقية تواجه اليوم نفس التهديدات والتحديات وهو ما يحمّل الجميع مسؤولية المحافظة على أمنها واستقرارها من خلال تدعيم القدرات الذاتية لجميع الجيوش والقوات الجوية من خلال اعتماد تدريب موحد وتكوين منهجي مدروس يستجيب للمعايير الدولية ولمقاييس الجودة”.
وأوضح عزم تونس على فتح مدارسها العسكرية ومراكز تكوين جيش الطيران أمام الجيوش الصديقة والشقيقة للتعريف بالتجربة التونسية في المجال وتبادل الخبرات مع بقية الجيوش الأفريقية، مؤكدا أيضا الالتزام بدعم العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف وتعزيز روح التعاون بين مختلف الجيوش الأفريقية.
وكان الجيش التونسي قد حل في المرتبة التاسعة عربيا، حسب تصنيف القوة العسكرية “غلوبال فايرباور” لعام 2023 لأقوى الجيوش في العالم، والذي يعتمد على مجموعة من العوامل مثل حجم تطور المعدات والأموال المنفقة والجغرافيا والموارد.
وشهدت الندوة أيضا حضور قائد القوات الجوية الأميركية بأفريقيا جايمس هايكر والفريق المستشار العسكري لدى الأمم المتحدة بيرام ديوب.
ووفق الموقع الرسمي للسفارة الأميركية في تونس، فإن “تونس تمثل شريكا مهما في إطار الجهود الإقليمية الرامية إلى مقاومة الإرهاب”.
ومنذ 2011 منحت واشنطن أكثر من 225 مليون دولار تحت عنوان “المساعدة الأمنية لتونس”، وذلك لدعم قدراتها في مجابهة التهديدات والإرهاب على المستويين الداخلي والإقليمي.
وستتم خلال هذه التظاهرة مناقشة مواضيع تتعلق بمجالات التدريب وتنظيم زيارات ميدانية لفائدة الوفود المشاركة إلى بعض الوحدات الجوية والمؤسسات التكوينية وورشات عمل حول المرأة والسلام والأمن.
