تونس تسعى لتحفيز سوقها السياحية وتنويعها

تونس - كثفت تونس من جهودها من أجل تجسيد خططها المتعلقة بتحفيز سوقها السياحية وتنويعها على أرض الواقع لإعادة الزخم إلى قطاع عانى لسنوات من التذبذب وخاصة خلال الأزمة الصحية.
وشكلت مسألة فتح آفاق جديدة للوجهة التونسية بالأسواق الأوروبية والواعدة وتطوير وتنويع المنتجات السياحية محور لقاء جمع وزير السياحة محمد المعز بلحسين بوفد من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الاثنين الماضي في العاصمة تونس.
وذكر بيان للوزارة نشرته على حسابها في فيسبوك أن بلحسين ناقش مع مديرة البنك الأوروبي في تونس نوديرا مانسوروفا برامج التعاون بين الطرفين والسبل الكفيلة بتطويرها.
وقال بلحسين خلال اللقاء إن الضرورة تقتضي اليوم “تطوير التعاون المشترك والمثمر لمزيد تدعيم السياحة التونسية”.
ويدعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار خطة طموحة لتونس لاستعادة النشاط السياحي لما بعد كوفيد، ودراسة خاصة للغرض بالتعاون مع المنظمة العالمية للسياحة.
وعلاوة على ذلك، يساعد تونس على تطوير منتجات القطاع على غرار السياحة الطبية ودعم تنظيم دورات تكوينية وتطوير منصات رقمية ترويجية وغيرها من مجالات التعاون الثنائي.
وقالت مانسوروفا إن البنك “على استعداد لمزيد تدعيم وتطوير هذا التعاون في مختلف المجالات ذات العلاقة بالقطاع السياحي” في تونس.
وتتطلع تونس إلى أن يُسهم تنويع منتجاتها في استقطاب المزيد من السياح، بما يمكن القطاع من التعافي بعد الأزمات التي تعرض لها خلال السنوات التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي.
وكان القطاع قبل 2011 يسهم بنحو 14 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما يعتبر مصدرا رئيسيا للنقد الأجنبي.
لكنه عرف بعد ذلك أزمة توصف بأنها “الأكثر صعوبة”، حيث تضرر كثيرا جراء الأزمات السياسية والعمليات الإرهابية، وكذلك جائحة كورونا.
وبدأت السياحة تستعيد عافيتها تدريجيا، حيث أكد بلحسين، في تصريحات سابقة، أن نحو ثلاثة ملايين سائح زاروا تونس خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عائدات القطاع.
وفي أكتوبر الماضي أطلقت وزارة السياحة برنامجا لتطوير سياحة المغامرات والتجوال بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج التعاون الفني الألماني.
وقال بلحسين أثناء مؤتمر صحافي حضره وزير الرياضة كمال دقيش ورئيسة قسم تطوير السياحة المستدامة في برنامج التعاون الفني الألماني كاترين غيرهارد، إن الهدف من البرنامج هو “تطوير وتنويع المنتج السياحي والتوجه نحو السياحة البديلة والمستدامة”.
واعتبر أن سياحة التجوال والمغامرات تبقى محركا حقيقيا للتنمية الاقتصادية والتنمية الجهوية، لافتا إلى أن هذا البرنامج يندرج في “صميم إستراتيجية تنمية القطاع بحلول 2035، التي ترنو إلى تركيز سياحة مدمجة ومستدامة في تونس”.
ومن بين أهداف البرنامج أيضا دعم رجال الأعمال والمؤسسات والجمعيات الناشطة في هذا النوع السياحي لإقامة مشاريع سياحية في الجهات الداخلية.
ولدى المسؤولين قناعة بأن مثل هذه المشاريع يمكن أن تروج للوجهة السياحية التونسية في الأسواق السياحية العالمية، خاصة وأن هذا النوع من السياحة مطلوب في عدة دول عربية وأوروبية.
ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الأولى من هذا البرنامج في محافظات توزر وزغوان والكاف.
وسياحة المغامرات والتجوال باتت واحدة من أسرع القطاعات نموا في السوق السياحية العالمية بحسب تقارير منظمة السياحة العالمية.
وتتمحور سياحة المغامرات حول ممارسة الرياضات الخطيرة في الهواء الطلق، وزيارة الأماكن الوعرة، ومسارات المشي لمسافات طويلة، والغوص والغطس، إلى جانب القفز بالمظلات، ورحلات السفاري.
أما سياحة التجوال فهي تتعلق بالقيام بجولات منظمة سيرا على الأقدام في بعض المناطق النائية التي تتميز بجمال مناظرها الطبيعية، بالإضافة إلى إقامة المخيمات وسط الطبيعة.