تونس تستعيد ذكرى بيرم التونسي وتحتفي بطوايف غبنتن في كتابين

تونس - ضمن سلسلة “ذاكرة وإبداع”، وهي سلسلة ثقافية صادرة عن وزارة الشؤون الثقافية التونسية، صدر عن منشورات المركز الوطني للاتصال الثقافي مؤخرا كتابان ضمن العددين 50/ 49 من هذه السلسلة. الكتاب الأول “أحرار بلادنا” للباحث حسناوي الزارعي حول الصحافي والشاعر التونسي بيرم التونسي، والكتاب الثاني للأكاديمي محفوظ عبدالجليل الباحث في فنون العرض بعنوان “الشعر الغنائي عند طوايف غبنتن”.
صدر هذان العملان، اللذان احتضن حفل توقيعهما مركز الاتصال الثقافي بتونس مؤخرا، في سياق دعم وزارة الشؤون الثقافية للأعمال التي تحفظ الذاكرة والتوثيق للرموز الوطنية إحياء لسيرة الأعلام والقامات الثقافية.
وقد وقع الاهتمام ببيرم التونسي حسب كلمة وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي في افتتاحية الكتاب الأول لأنه من الرموز المعاصرة وخير مجسد لعمق الروابط الأخوية الجامعة بين تونس ومصر في إطار الاحتفاء بالسنة الثقافية التونسية - المصرية 2021/ 2022.
والجديد في كتاب “أحرار بلادنا” أنه تقديم وتحقيق لمجموعة قصصية من أعمال بيرم التونسي بتونس التي أقام فيها في ثلاثينات القرن العشرين. وبذلك يمثل الجانب المهمل الذي لم يقع الاهتمام به في الشرق هو فترة إقامته في تونس، ومساهماته في تاريخ القصة التونسية والمصرية، خاصة وأن بيرم التونسي عرف بأزجاله وأشعاره، وكلمات الأغاني والمقامات والمسرحيات، والمقالات الفكرية والأدبية. وكان له دور بارز في النهوض بالصحافة الأدبية والهزلية والنقد الاجتماعي والسياسي.
والكتاب مؤلف من 32 قصة وقع تقديمها وبيان خصوصياتها من حيث الشكل والمضمون. وقد نشرت هذه القصص في جريدة “الزمان” التي ترأس بيرم التونسي تحريرها منذ قدومه إلى تونس سنة 1935، وجريدة “السرور” لصاحبها علي الدوعاجي التي لم تعمر سوى سنة واحدة 1936، و”الشباب” بين سنتي 1936 - 1937 والتي أوقفت بحكم قضائي من الاستعمار الفرنسي لمساندة بيرم التونسي لإضراب العمال المناجم والتشهير بالقمع الاستعماري.
وقد ولد بيرم التونسي سنة 1893 وتوفي سنة 1963. وقد نفي من مصر إلى تونس مرتين. الأولى أقام فيها في تونس لعدة أشهر، والثانية بين 1932 و1937. ونجد في الكتاب بعض الصور التوثيقية لبيرم التونسي منها صورة له بريشة الرسام عمر الغرايري، وصورة تجمعه بالمنجي سليم والشيخ معاوية التميمي عند زيارة الشيخ عبدالحميد بن باديس لتونس سنة 1936.
أما الكتاب الثاني للأكاديمي محفوظ عبدالجليل فيتناول طوايف غبنتن ومدونتها الشعرية بالجنوب التونسي وتحديدا من عمادة القصبة، معتمدية سيدي مخلوف، ولاية مدنين.
وقد تم الاهتمام بهذه المدونة الشعرية المغناة في سياق الاهتمام بالتراث الشعبي وفق دراسة أنثروبولوجية. لأن هذا الشعر المغنى يجاري الواقع ويتميز بتعبيراته المتجددة ليكون شاهدا ناقدا للأوضاع الاجتماعية والسياسية، فهو ملتصق بالواقع، موثق لأهم أحداثه، ورغم نبرة الحزن التي تطغى عليه فهو ينشد في المناسبات وخاصة في الأعراس في شكل احتفال فرجوي مؤثر ومعبر.