تونس تستعرض وجهها الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب

الجناح التونسي يقدم تجربة افتراضية لمواقع تراثية تونسية بتقنية "في آي آر".
الخميس 2022/10/06
السعوديون أقبلوا بكثافة على الجناح التونسي

الرياض - حلت تونس ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، بصحبة 16 دار نشر تونسية، وعدد من رموز الثقافة التونسية، محيين الحراك الثقافي السعودي - التونسي.

وبرز جناح تونس في المعرض بهيئة تمثل ألوان البلد ورموزه، متباهياً بتنوعه الثقافي وجمالياته.

وأوضحت مديرة الآداب بوزارة الشؤون الثقافية راضية العرقي، أن الجناح يضم أهم الإصدارات النادرة لوزارة الشؤون الثقافية، ومعهد تونس للترجمة، ومركز الاتصال الثقافي التونسي، ودار الكتب الوطنية التونسية، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية التونسية، والمعهد الوطني للتراث التونسي، ومركز الموسيقى العربي والمتوسطي (النجمة الزهراء)، ومركز الاتصال الثقافي الرقمي، ومركز الفنون والآداب (القصر السعيد)، وغيرها من المؤسسات التي يروي عنها الجناح مدى ثرائها وتنوعات مكنوناتها الثقافية ومجالات معرفتها العديدة.

الجناح التونسي قدم عددا هاما من الإصدارات بينما قدم مثقفون وكتاب وفنانون تونسيون عددا من الندوات والفعاليات

وأشارت العرقي إلى أن الجناح يقدم ورشة بتقنية “في آي آر” من مركز الاتصال الثقافي الرقمي التونسي لزواره، تتيح فرصة التجربة الافتراضية الغامرة لـ6 من المواقع التراثية التونسية، وهي جزيرة قمنارية، وجامع فضلون، وبرج الغازي مصطفى، ومتحف التراث التقليدي بجربة، ومدينة دقة الأثرية، والموقع الأثري بمكثر، إضافةً إلى ركن لبيع الكتب، وركن للكتابة بخط المغرب العربي، مقدمةً شكرها على استضافة معرض الرياض الدولي للكتاب لتونس كضيف شرف، وما تبرزه هذه الدعوة من عنوان لشراكة فعالة وترابط ما بين تونس والمملكة.

وأكد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين رياض بن عبدالرزاق، أن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد من أهم المعارض على الصعيد العربي، لافتاً إلى أن مشاركة تونس كضيف شرف يعدّ حدثاً هاماً نظراً للروابط التاريخية الراسخة بين الشعبين التونسي والسعودي، متمنياً أن تكرس هذه العلاقة في المجال الثقافي.

ويضم الوفد التونسي عدداً من الشعراء والمثقفين المشاركين بلقاءات ثقافية وحوارية، من بينها ندوة في قاعة القيروان بالمعرض وأخرى بعنوان “فعل الترجمة وسؤال المثاقفة” التي قدمها ثلاثة من أهم المختصّين في هذا المجال في تونس وهم الأكاديميون: توفيق بن عامر وعبداللطيف عبيد وفوزي البدوي.

وطرحت الندوة العديد من التساؤلات من بينها سؤال المثاقفة وأيّ دور لها في زمن أقررنا فيه بتخلف البلدان العربية عن ركب الحضارة،  وتم تعريف مصطلح المثاقفة الذي يرتكز على التأثير والتأثر وبالتالي إبراز  كل أمة تفوقها العلمي والحضاري.

وضمن البرنامج الثقافي للمعرض تحديدا بقاعة قرطاج، حاورت الروائية ومديرة بيت الرواية آمال مختار مجموعة من الروائيين من تونس ولبنان وهم التونسيان حنان جنان ومحمد فطومي ومن لبنان سونيا بوماد المقيمة بالنمسا. وكان العنوان الكبير لهذا  اللقاء “سيادة الرواية”، حيث امتزجت الآراء حين تم اعتبار الرواية أداة للتطهر والاستشفاء وتأثير الثورة الرقمية في إبراز بعض الكتاب واختلاف طريقة التلقي.

ومن الندوات أيضا الندوة الحوارية التي شارك فيها الكاتب والروائي التونسي شكري المبخوت والروائي السوداني منصور الصويم وجاءت بعنوان “تسلط المكان على الرواية العربية” احتضنتها قاعة القيروان بالمعرض، وناقشت الندوة محاور مهمة نذكر من بينها إبراز سيطرة الزمان على سير أحداث الرواية وتطورها فلا أهمية للمكان إلا بالحدث أو انتقال الشخصية فيه وتطلّب المكان  للكثير من الوصف وهو أمر غير محبذ لدى القارئ، لذلك نعت المبخوت بعض الأدباء “بالأذكياء” مثل ربيع جابر الذي نجد في رواياته رسوما للمكان أو خرائط تدل عليه الأمر الذي يمكّن القارئ من صورة أوضح عن مكان الأحداث دون إطناب في الوصف أو الثرثرة.

زوار المعرض استعرضوا شذرات من تاريخ الحركة الثقافية في تونس وذكروا بعض الأسماء من رموزها الثقافية التي أثرت في المشرق

كما قدم البرنامج الثقافي الموازي ندوات فنية مثل ندوة بعنوان “المالوف التونسي موروث عربي أم نتاج مع الآخر” بقاعة قرطاج من تقديم الفنان مكرم الأنصاري وهو باحث في الموسيقى ومدير بيت المالوف بمسرح أوبرا تونس.

وقدم الأنصاري خلال هذه الندوة لمحة تاريخية عن مدى تأثر المالوف بالعديد من الحضارات فهو خلاصة للموروث الحضاري لأفريقية والمشرق والأندلس. واستمع الحضور إلى مقاطع من هذه الطبوع لمزيد تقريبها من الآذان والذّاكرة.

وشهد المعرض تنظيم عدة ندوات أخرى نذكر منها ندوة “الإبداع والإعلام: حدود المساحة والعزلة (قراءات سعودية تونسية في الواجهة)”، وندوة “الفكر التنويري التونسي وأثره في الثقافة العربية”، وندوة “سفينة الثقافة التونسية في محيط الأزمات”، إضافةً إلى ورشة حول الكتاب في زمن الرقمنة، وورشة التراث الثقافي غير المادي في تونس، ولقاء حول التراث الثقافي المغمور بالمياه، ومداخلات شعرية تونسية، وكل ذلك يأتي في مدى تنوع وثراء ما يقدمه المبدعون التونسيون.

وعبّر جل زوار المعرض عن مدى اهتمامهم بالحركة الثقافية والفكرية في تونس حتى أن هناك من استعرض شذرات من تاريخ الحركة الثقافية في تونس وذكر بعض الأسماء من رموزها الثقافية التي أثرت في المشرق.

وحرص غالبية الزوار على اقتناء عدة عناوين من الكتب التاريخية والدراسات وكذلك الروايات، كما عبر البعض منهم عن رغبته في اقتناء أمهات الكتب والمراجع التي تعرضها وزارة الشؤون الثقافية في الجناح والتي كانت غير مخصصة للبيع.

13