تونس تستأنف تصدير الفوسفات بعد سنوات من التعثر

تونس- تقترب تونس من استعادة وتيرة تصدير الفوسفات إلى الأسواق الدولية بعد تعثر دام لأكثر من عشر سنوات تسبب في خسارة البلاد للمليارات من الدولارات، نتيجة توقف الإنتاج وما رافقه من احتجاجات وسوء إدارة الحكومات المتعاقبة لهذا القطاع.
وقال مسؤول بارز بشركة فوسفات قفصة المملوكة للدولة الثلاثاء إن “تونس تتوقع تصدير أكثر من 300 ألف طن من الفوسفات خلال هذا العام نتيجة زيادة كبيرة في الطلب العالمي”.
وتسعى الدولة التي تعاني أزمة مالية حادة كانت نتيجة تراكم العديد من المشكلات التي عاشتها منذ العام 2011 إلى استعادة مكانتها كمصدر رئيسي للفوسفات، للاستفادة من الزيادة الكبيرة في أسعار الأسمدة بسبب تأثيرات الحرب في أوكرانيا.
وأوضح المسؤول الذي لم تكشف وكالة رويترز هويته أن تونس التي تستأنف تصدير الفوسفات هذا العام لأول مرة منذ 11 عاما تشهد طلبا من البرازيل وتركيا وباكستان وإندونيسيا وفرنسا.

شركة فوسفات قفصة: نشهد طلبا من البرازيل وتركيا وباكستان وإندونيسيا وفرنسا
وكانت تونس تصدر نحو 80 في المئة من الفوسفات، إلى أكثر من 20 سوقا خارجية، وبفضل استقرار عمليات الإنتاج كانت تحتل المركز الثاني عالميا. لكن الاضطرابات وعدم تحمل القطاع لأكثر من 30 ألف شخص يعملون بشكل مباشر وغير مباشر، دفعت البلاد إلى التقهقر في الترتيب.
ويتابع الخبراء انعكاسات استعادة مراكز الإنتاج في الحوض المنجمي بولاية (محافظة) قفصة نشاطها على الاقتصاد في أعقاب القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد الصيف الماضي على أمل أن يعود الإنتاج إلى طاقته القصوى، وبالتالي تعويض جزء من الخسائر الذي تكبدها القطاع بما يعود بالنفع على خزينة الدولة الفارغة.
وقال المسؤول بالشركة الحكومية “مع تحقيق المخزونات الكافية للزبائن المحليين، نتجه إلى تسريع وتيرة التصدير، نخطط للوصول إلى 600 ألف طن العام المقبل لنقترب من مستوى 2010”.
وكانت تونس أحد أكبر منتجي معادن الفوسفات في العالم، والتي تستخدم في صناعة الأسمدة، لكن حصتها في السوق تراجعت بشكل حاد في العشرية الأخيرة.
وأدت الاحتجاجات والإضرابات المحلية إلى خفض الإنتاج بشكل مطرد، وتسببت في خسائر بالمليارات من الدولارات منذ اندلاع احتجاجات ضد نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وبحسب الإحصائيات الرسمية تضاعف إنتاج تونس من الفوسفات إلى 1.3 مليون طن في الربع الأول من 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال مسؤولون لرويترز في وقت سابق من هذا العام إن شركة فوسفات قفصة تهدف إلى إنتاج حوالي 5.5 مليون طن من الفوسفات هذا العام مقارنة مع 3.7 مليون طن العام الماضي.
وبدأت آثار خروج قطاع الفوسفات من أزماته المزمنة طيلة عقد من الزمن تظهر بوضوح مع نهاية العام الماضي، لتعطي بارقة أمل باتجاه إعادة عجلة النمو الاقتصادي للدوران رغم العراقيل الكثيرة التي تعترض خطط السلطات.
وتشير الأرقام إلى أن إنتاج الفوسفات التجاري سجل أعلى حصيلة له في العام الماضي منذ 2011 محققا رقما يناهز 3.8 مليون طن، حيث ناهز المعدل السنوي للإنتاج في 2010 قرابة ضعف إنتاج 2021.