تونس تراهن على دعم الإمارات لها أوروبيا واقتصاديا
تونس / أبوظبي- كانت تونس تتحرك لتوقيع اتفاقها مع أوروبا، وهي تدرك أن دعما عربيا من دولة مؤثرة مثل الإمارات سيزيد من تأثير حضورها، وأن إرسال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار في هذا التوقيت إلى أبوظبي له دلالة سياسية أكثر منها اقتصادية كما جرى العرف في التعامل مع دول الخليج كداعم اقتصادي.
وقالت أوساط سياسية تونسية إن تونس تراهن على تنويع فرص الحصول على الدعم الخارجي، وهي تطرق مختلف الأبواب، لكنها مقتنعة بأن دولة مثل الإمارات لن تتركها وحدها في مواجهة المشكلات المالية والاقتصادية الراهنة التي تحتاج إلى حلحلة سريعة.
وخلال استقباله من قِبل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قال الوزير التونسي إن بلاده تواجه تحديات مركبة، ويجب دعم الاقتصاد التونسي لمواصلة المسار التصحيحي الذي يقوده الرئيس قيس سعيد.
وتقول الأوساط السياسية التونسية إن الإشارة إلى دعم الاقتصاد التونسي من قبل الإمارات تأتي في سياق مقاربة أوسع، إذ أن إشارات إيجابية من أبوظبي، مثل تلك التي ساعدت على تحريك ملف باكستان، ستغير طريقة تعامل صندوق النقد الدولي مع تونس.
وأقرّت هذه الأوساط بأن تطرق الوزير التونسي إلى مسألة الدعم تطرقا مباشرا، يكشف أن الرئيس سعيد يتعامل مع الإمارات بمبدأ الأخوّة ويلغي الكثير من تحفظاته التقليدية التي طالما أثارها كلما تعلق الأمر بطرف خارجي.
وأكد الرئيس الإماراتي بالمناسبة على متانة العلاقات التونسية – الإماراتية وعراقتها وخصوصيتها، والاستعداد التام للمزيد من تطويرها والارتقاء بها إلى مستويات أرفع من التعاون والشراكة.
وتطرّق عمار إلى التحدّيات المركّبة التي تواجهها تونس داخليّا وخارجيّا، لاسيما في سياق التطوّرات الإقليمية، مشدّدا على أنّ “هذه التحدّيات تتجاوز قدرة دولة بمفردها، وهو ما يحتاج إلى المزيد من التضامن والتآزر بين دولنا، وتضافر الجهود من أجل مواجهتها باقتدار”.
وأشار الوزير إلى أنّ تونس تُعوّل على قدراتها الذاتية وكفاءة أبنائها، ولكنّها بحاجة أيضا إلى فهم حقيقي للتطوّرات التي تشهدها من قبل الأشقاء والشركاء.
ويقول مراقبون إن ما قاله وزير الخارجية التونسي لدى استقباله من قِبل الرئيس الإماراتي حديث واقعي وضروري، وإن تونس لا يجب أن تكتفي بإدارة الأزمة المعقدة وحدها، وإن مكاشفة الأصدقاء ومصارحتهم مهمة من أجل أن يدعموا تحركاتها خارجيا، خاصة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، حيث تحظى الإمارات بعلاقات اقتصادية ومالية مؤثرة.
ويرى المراقبون أن تنويع المحاولات للخروج من الأزمة أمر مهم لتونس، خاصة أنها وقفت على حقيقة أن الاعتماد على الذات لا يكفي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية التونسي بكل وضوح في لقائه مع الشيخ محمد بن زايد.
