تونس تدفع كلفة باهظة لتحقيق مناعة جماعية ضدّ كورونا

تونس – رجّح أستاذ في كلية الطب بتونس أن تحقق بلاده مناعة جماعية تقدّر بـ70 في المئة ضدّ فايروس كورونا المستجدّ.
لكنّ رفيق بوجدارية، الذي يشغل رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبدالرحمن مامي قرب العاصمة، أكد الخميس أن كلفة تحقيق تلك النسبة من المناعة الجماعية قد تكون باهظة، في أعقاب الموجة العاتية الحالية من تفشي الجائحة.
وكتب في تدوينة له الخميس "أعتقد حقا بأننا نتجه في القريب العاجل نحو تحقيق 70 في المئة من المناعة بعد تسونامي دلتا (السلالة الهندية المتحورة)".
وأضاف أن "الكلفة ستكون باهظة وأعلى بكثير من تحصيل اللقاحات"، في إشارة إلى العدد الكبير والقياسي للإصابات اليومية وعدد الوفيات جراء الفايروس.
وتشهد تونس منذ أكثر من أسبوع منحى تصاعديا خطيرا لعدد الإصابات اليومية بفايروس كورونا، ومن بينها إصابات بالسلالات المتحورة.
ووصلت الحصيلة ذروتها في إحصاءات الأربعاء لوزارة الصحة التي كشفت عن 5921 إصابة و116 وفاة في 24 ساعة، وسط مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.
وطعمت تونس 1.8 مليون شخص فقط من بين نحو 12 مليون ساكن، تلقى 594 ألفا منهم جرعتين، ويعود ذلك أساسا إلى نقص الإمداد بالجرعات من اللقاحات المضادة لكورونا.
وحذر الدكتور بوجدارية من أن الوضع الصحي على مشارف الانهيار.
ويشترك الطبيب التونسي في تحذيراته مع المتحدثة باسم الحكومة حسناء بن سليمان، التي أعلنت في مؤتمر صحافي الجمعة، أن "الوضع الوبائي في البلاد خطير جدا".
وتعاني بالفعل أغلب المستشفيات العمومية في أنحاء البلاد من ضغط شديد ونسبة إشغال بلغت أقصاها لأسرّة الإنعاش والأكسجين.
وأثار فيديو لشرطي وهو يحتضر أمام مستشفى بمدينة القيروان (وسط غرب) صدمة لدى التونسيين، وبثّ فيهم الرعب من وضع صحيّ خطير.
وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية لفايروس كورونا قرابة 37 في المئة على المستوى الوطني، ولكنها في المناطق الأكثر تضررا فاقت 60 في المئة مثل سليانة (شمال غرب) وتطاوين (جنوب شرق)، وتخطت نسبة 40 في المئة في ست ولايات أخرى.
ومددت تونس ساعات حظر التجوال الليلي بدءا من الساعة الثامنة ليلا، وفرضت قيودا على حركة التنقل بين الجهات الموبوءة وفي العاصمة وما جاورها، في مسعى لكسر حلقات العدوى.
وأصبحت الحفلات العامة والخاصة والتظاهرات الرياضية والثقافية وصلاة الجماعة محظورة حتى 14 يوليو في ولايات العاصمة الأربع (تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس) وولايتي سوسة والمنستير الساحليتين.
واضطرت السلطات إلى الاستعانة بالجيش، بسبب عدم احترام القيود السارية حتى 11 يوليو في بعض المناطق التابعة للولايات التي لم تعد مستشفياتها قادرة على استيعاب المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس.