تونس تدشن كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"

الكتاب جاء بلغة بصرية قوية مقدما مشاهد فوتوغرافية بتفاصيل دقيقة للمواقع العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي.
الجمعة 2022/09/16
التراث العربي وسيلة لتحقيق التنمية

تونس - احتضن المعهد الوطني للتراث التونسي بفضاء دار حسين بالمدينة العتيقة مساء الأربعاء الرابع عشر من سبتمبر 2022 حفل تدشين الجزء الثاني من كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية".

وكان الحفل تحت إشراف رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن رمضان وبحضور وزيرة الشؤون الثقافية الأكاديمية حياة قطاط القرمازي والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الأكاديمي محمد ولد أعمر.

وحضر حفل تدشين هذا المنجز العلمي التوثيقي عدد من وزراء الشؤون الثقافية السابقين إلى جانب سفراء المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر.

وصدر كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"  في جزئه الثاني عن المركز الإقليمي العربي للتراث، وتم إطلاقه في نهاية العام الماضي لأول مرة في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بالعاصمة الفرنسية باريس، كما تم تدشينه في مقر المركز بالعاصمة المنامة.

الكتاب صدر في جزئه الثاني عن المركز الإقليمي العربي للتراث وتم إطلاقه لأول مرة بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)

ويهدف الكتاب في نسخته الثانية والذي يخاطب العالم بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية) إلى عرض وترويج مواقع التراث العالمي في الوطن العربي، وهي مواقع تمتد من المغرب العربي إلى الخليج وتتنوع بشكل كبير ما بين مواقع ثقافية وطبيعية، ويصل عددها في الكتاب الثاني إلى 86 موقعاً، بزيادة قدرها 20 موقعاً عن النسخة الأولى من الكتاب، حيث تم تسجيل هذه المواقع الجديدة على قائمة التراث العالمي ما بين عامي 2011 و2019، عاكسة بذلك غنى وجمال التراث الذي تتمتّع بها الأقطار العربية.

وقد تم إصدار الجزء الأول من الكتاب سنة 2012 بالتعاون مع وزارة الثقافة في البحرين ومنظمة اليونيسكو ومنظمة الألكسو، ويتمتّع الكتاب بلغة بصرية قوية، حيث يحتوي على مشاهد فوتوغرافية لافتة ومميزة، وبتفاصيل دقيقة للمواقع العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي.

وفي كلمتها الافتتاحية أكدت وزيرة الثقافة التونسية أن هذا الكتاب المتميز بما يحتويه من معلومات تاريخية قيِّمة ودقيقة عن كل هذه المواقع والمعالم الأثرية سيساهم في تعزيز الخريطة التراثية العربية من جهة، وتثمين كل مكوناتها الإنسانية والحضارية والطبيعية لتكون مقوما أساسيا للتنمية المستدامة ومحركا فعليا للاقتصاد الوطني، من جهة أخرى.

وبينت القرمازي أن هذا الكتاب سيكون مرجعا أساسيًّا لكل الباحثين والمهتمين بالتراث العالمي للتعرف أكثر على الصروح الثقافية الأثرية والطبيعية في المنطقة العربية.

ومن جهتها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن إطلاق الجزء الثاني لكتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"، يترجم توثيق التراث الفريد والثري الذي يعد على رأس أولويات العمل  في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، مشيرة إلى أن المركز يحتفي هذا العام بذكرى تأسيسه العاشرة إضافة إلى الاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي.

وأضافت في كلمتها أن هذا الكتاب، يعكس التطلع إلى توفير وثيقة رسمية معتمدة لمواقع التراث العالمي في المنطقة العربية، فضلا عن المساهمة في زيادة الوعي بأهمية هذه المواقع ودورها في تعزيز الهوية الوطنية.

وأوضحت أن الوطن العربي يمتلك تراثاً مادياً وغير مادي يستحق أن يكرّم وأن يتعرف عليه العالم، منوّهة بضرورة تكاتف جهود كافة الجهات العامة والخاصة من أجل الحفاظ عليه، إذ تعرض خلال السنوات الماضية للعديد من التحديات التي أثرت على مستوى حمايته.

◙ حفل الاحتفال تضمن عرضا مختصرا لعمل المصور الفرنسي المتخصص في تصوير التراث العالمي جان جاك جيلبار الذي قام بتصوير كافة المواقع في البلدان العربية

وأكدت آل خليفة على ما قالته في تصريح سابق إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يكرّس كافة قدراته المالية والتقنية لمساعدة الدول العربية على النهوض بجهود حفظ وصون تراثها الثقافي والطبيعي، وصولاً إلى الازدهار والنماء والتنمية المستدامة. موضحة أن "تدشين الكتاب يأتي في وقت يحتفي فيه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بذكرى تأسيسه العاشرة والذكرى الخمسين على اتفاقية التراث العالمي لعام 1972".

ومن خلال إصدار هذا الكتاب يساهم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في إلقاء الضوء على أهمية حماية التنوع الذي تمتاز به مواقع التراث العربية، إضافة إلى استثمار تسجيل هذه المواقع وحمايتها ما يمكن من جعلها أدوات التنمية الهامة والمستدامة في مختلف الدول العربية.

وفي كلمته أشاد مدير عام الألكسو الأكاديمي محمد ولد أعمر بالعمل المشترك للمنظمة ووزارة الشؤون الثقافية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في إعداد هذا الكتاب الذي يترجم أهمية التعاون بين المؤسسات الدولية والعربية، مبيّنا أن الشراكات العربية قادرة على النجاح ومواجهة كل التحديات والصعوبات في سبيل المحافظة على تاريخها وحضارتها العريقة من كل الشوائب.

وتضمن الاحتفال عرضا مختصرا لعمل المصور الفرنسي المتخصص في تصوير التراث العالمي جان جاك جيلبار الذي قام بتصوير كافة المواقع في البلدان العربية.

13