تونس تحتفي بمناضلاتها بكتاب يرصد تاريخهن

قابس (تونس) - احتفاء بالمرأة التونسية في عيدها الوطني الثامن والستين، نظم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (كريديف) مساء الاثنين الخامس من أغسطس الجاري تظاهرة احتفالية بالمطوية من محافظة قابس (جنوب تونس)، لتكريم مناضلات الجهة تحت شعار "تونسيات: فاعلات في معركة التحرير الوطني"، ويأتي ذلك بمناسبة إصداره الجديد بعنوان "مناضلات تونسيات: مسارات استثنائية في تاريخ الحركة الوطنية (1881 – 1961)".
وجاءت هذه التظاهرة تحت إشراف وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية، في إطار الانفتاح على الجهات وتثمينا لما قدمته نساء تونس في معركة التحرير الوطني وهن على التوالي: خديحة رابح وأم السعد يحيى وشريفة الفياش.
وخلال افتتاحها للتظاهرة ثمنت المديرة العامة للكريديف ثريا بالكاهية نضالات نساء المطوية مبرزة دور المركز في تسليط الضوء على بيوغرافيا المناضلات. وقد تم اختيار المطوية لتقديم الإصدار الجديد الذي يحمل دلالة رمزية للدور البارز لمناضلات المطوية. وهي تجربة نموذجية ورائدة وستعمم على بقية المحافظات التونسية.
كما أكدت بالكاهية أن حفظ الذاكرة النسائية يعتبر من بين أولويات المركز، التي يسعى إلى نقلها للأجيال القادمة، معتبرة أن هذا العمل هو امتداد لأعمال بحثية سابقة، كانت قد وثقت لنضالات وإبداعات النساء التونسيات مثل "موسوعة النساء التونسيات: مائة امرأة وامرأة" في نسختها المحينة الصادرة سنة 2023 والتي شكلت حافزا مهما ومنطلقا لمزيد البحث في مسارات النساء النضالية. وأعلنت المديرة العامة للكريديف عن إطلاق المنصة الرقمية لموسوعة النساء التونسيات محينة باللغتين الفرنسية والإنجليزية.
وفي مداخلتها، طرحت الباحثة فاطمة شلفوح، والتي أشرفت على الصياغة والمراجعة التاريخية لكتاب “مناضلات تونسيات”، إلى الأشكال النضالية لنساء المطوية وسلطت الضوء على خصوصية البيئة التي ساهمت في انخراطهن في العمل الوطني الميداني. كما ثمنت النضالات النسائية في بقية الجهات التونسية. وقدمت بيوغرافيات المكرمات وهن شريفة الفياش وخديجة رابح وأم السعد يحيى.
من جهة أخرى ثمنت الأكاديمية جليلة الطريطر، والتي أشرفت على المراجعة اللغوية للإصدار، مشروع الكريديف في حفظ الذاكرة النسائية ودوره في مخاطبة الأجيال والتوعية من أجل بناء المواطنة وذلك في مداخلة بعنوان “حتى لا ننسى".
وشهدت التظاهرة حضورا لافتا ونوعيا من أهالي المطوية وتفاعلا إيجابيا من عائلات المناضلات المكرمات، التي أدلت بشهادات شفوية هامة وثرية عن مساراتهن ومكنت الكريديف من وثائق أرشيفية وأوسمة.