تونس تتطلع إلى إزالة العراقيل أمام تعافي إنتاج الفوسفات

القطاع شهد تعافيا ملحوظا في الفترة الأخيرة بفضل عودة النشاط على الرغم من بعض الصعوبات التي لا تزال تعترضه.
السبت 2024/12/14
تونس تأمل في استعادة مكانتها كأبرز المصدرين للفسفات

تونس - تتطلع السلطات التونسية إلى إزالة العراقيل أمام تطوير قدراتها على إنتاج الفوسفات خلال السنوات القادمة، ومن بينها تجدد الإضرابات التي تقودها النقابات ما أثر على نسق الإنتاج.

وشهد القطاع الحيوي تعافيا ملحوظا في الفترة الأخيرة بفضل عودة النشاط على الرغم من بعض الصعوبات التي لا تزال تعترضه.

وتأمل تونس في أن تستعيد مكانتها كأبرز المصدرين مستفيدة من ارتفاع كبير في أسعار الأسمدة بسبب الحرب في أوكرانيا خاصة في ظل المنافسة القوية مع المغرب.

ويقول مراقبون إن البلاد تسعى لزيادة إنتاج الفوسفات من 3.7 مليون طن في العام الماضي إلى 12 مليونا في 2025.

وتعثر إنتاج الفوسفات لأكثر من عشر سنوات تسبب في خسارة البلاد لمليارات من الدولارات نتيجة توقف الإنتاج وما رافقه من احتجاجات وإضرابات وسوء إدارة الحكومات المتعاقبة لهذا القطاع.

وأصدر المجلس القطاعي للمناجم بالاتحاد العام التونسي للشغل، الجمعة، برقية إضراب بكامل مواقع إنتاج شركة فوسفات قفصة يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من ديسمبر الجاري، وذلك احتجاجا على فشل المفاوضات بين الفرع الجامعي للمناجم وممثلي الإدارة العامة لشركة فوسفات قفصة حول جملة من المطالب العمالية، منها صرف منحة إنتاجية 2023 وتطبيق محاضر الجلسات المركزية السابقة إضافة إلى رصد حصص القروض الاجتماعية بعنوان 2023 – 2024 – 2025.

إنتاج الفوسفات تهاوى من 8.2 مليون طن سنويا إلى أقل من النصف خلال العشرية الماضية بسبب الإضرابات

ودخل عمال الشركة بأقاليم المتلوي وأم العرائس والمظيلة، منذ الخميس في إضراب عام فجئي عن العمل والتحق بهم عمال إقليم الرديف صباح الجمعة مساندة للفرع الجامعي للمناجم بقفصة وللمطالبة بتطبيق محاضر الجلسات السابقة وصرف المستحقات المالية المتخلدة بذمة الشركة حسب برقية الإضراب.

وقبل ثورة 2011، كان الفوسفات مصدرا للعملة الصعبة التي تضخ في ميزانية تونس، لكن مع الفوضى السياسية التي دخلت فيها البلاد انخفض الإنتاج وانعكس ذلك سلبا على موارد الدولة.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد ضرورة العودة إلى إنتاج الفوسفات لتمكين اقتصاد بلاده من التعافي من دون اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية.

وقال سعيد خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة، ليل الأربعاء – الخميس، إن تنشيط إنتاج الفوسفات “يمكن أن يمثل جزءا كبيرا من ميزانية الدولة حتى لا نقترض من الخارج وتتعافى الدولة التونسية والاقتصاد.”

وكان مستوى الإنتاج كبيرا ما قبل فترة 2011، وحتى عام 2010 بلغ الإنتاج 8.2 مليون طن، وهو رقم كبير مقارنة بما ينتج الآن، إذ بحسب أحدث المعلومات المرتبطة بعام 2022 لا يتجاوز الإنتاج أربعة ملايين طن.

ويتطلب بلوغ الإنتاج مستواه الطبيعي، وفق شركة فوسفات قفصة، عودة العمل في جميع أماكن الإنتاج بمنطقة الحوض المنجمي، وعدم عودة الاحتجاجات التي أدت إلى توقف نشاط بعض الأماكن خلال السنوات الماضية.

 وتهاوى الإنتاج من 8.2 مليون طن سنويا إلى أقل من النصف خلال العشرية الماضية بسبب الإضرابات العمّالية والمطالب المرتبطة بتوفير فرص عمل والتنمية وارتباك الحكومات المتعاقبة في معالجة أزمة أهم قطاع إستراتيجي.

وعانى القطاع الحيوي خلال الأعوام الأخيرة من تواتر الإضرابات والتحركات الاحتجاجية التي عرقلت الإنتاج في العديد من مناطق الحوض المنجمي.

4