تونس تتحرى بشأن تجنيد قسري لرعاياها السجناء في أوكرانيا

تونس - قال مصدر بوزارة الخارجية التونسية الاثنين إن السلطات بصدد التحري عما ذكرته تقارير صحافية عن مزاعم بعمليات تجنيد لرعايا تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية، للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية.
وأوضح مدير الدبلوماسية العامة والإعلام بالوزارة محمد الطرابلسي أن السلطات التونسية تواصلت مع سفير أوكرانيا بتونس لطلب معلومات بشأن هذه التقارير المحلية والدولية، والتي نقلت بالفعل شهادات عن تونسيين في أوكرانيا.
وقال الطرابلسي "عبّرنا عن موقفنا من حيث المبدأ وقلنا للسفير إن هذا الأمر مخالف للقانون الدولي، لكنه أكد لنا أن لا صحة لهذه التقارير".
وتابع الطرابلسي "نحن نتواصل بشكل يومي مع السفير الأوكراني لمتابعة أيضا عمليات إجلاء التونسيين".
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أعلن الاثنين الماضي عزمه على الإفراج عن المساجين الذين لديهم خبرات عسكرية وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وعرضت إذاعة "موزاييك" الخاصة في تونس استمارة باللغة الأوكرانية يتم ملؤها من قبل مساجين تونسيين وجنسيات أخرى تعود إلى تاريخ الخامس والعشرين من فبراير الماضي، وهي تمثل مطلبا موجها إلى مدير السجون ومراكز الإيقاف والرئاسة الأوكرانية للمشاركة في الحرب ضد روسيا.
وقالت الإذاعة إن الوثيقة التي عرضتها تعود إلى سجين تونسي في أحد مراكز الإيقاف الأوكرانية، وهي تحمل إمضاءه وإمضاء مدير السجون سيرجي بروتسانجو.
ومازالت عمليات التحري مستمرة في الخارجية التونسية، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن ستة تونسيين يقبعون في السجون الأوكرانية.
وكان قرابة عشرين ألف مقاتل أجنبي أعلنوا الأحد استعدادهم للتطوع للمشاركة في القتال ضد روسيا، وفق تصريح لوزير الخارجية الأوكراني.
وقال دميترو كوليبا لقناة "سي.أن.أن" الأميركية إنّ "عدد المتطوعين بلغ حاليا حوالي عشرين ألفا، وهم يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية"، مدعيا أنّ "الكثير من الأشخاص يكرهون روسيا منذ سنوات، لكنهم لم يجرؤوا على معارضتها".
وأضاف "عندما شاهد الناس الأوكرانيين يقاتلون وأنّهم لم يستسلموا، اندفعوا إلى الالتحاق بالقتال".
وتابع كوليبا أنّه "يدرك هذه الحاجة إلى القتال"، مؤكدا أنّ "الأهم هو تلقي مساعدة سياسية واقتصادية وعسكرية من بقية دول العالم، وخصوصا الدفاع الجوي".
وسمحت الدنمارك لمواطنيها بالمشاركة، وكذلك وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس. لكن قائد هيئة أركان القوات المسلحة البريطانية الأميرال توني راداكين اعتبر الأحد أنه "من غير القانوني وغير المفيد" للشعب البريطاني التوجه إلى أوكرانيا للقتال.
والثلاثاء الماضي، ألغت أوكرانيا مؤقتا إجراءات الحصول على التأشيرة للمتطوعين الأجانب الذين يرغبون في دخول البلاد والانضمام إلى القتال ضد القوات الروسية.
وجاءت هذه الخطوة بعدما طالب الرئيس الأوكراني بتشكيل "فيلق دولي" للدفاع الإقليمي الأحد الماضي، داعيا المتطوعين إلى "الانضمام إلى الدفاع عن أوكرانيا وأوروبا والعالم".
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا، في وقت سابق، إن أي شخص مهتم بالمشاركة يجب أن يتصل بالبعثات الدبلوماسية الأوكرانية في بلده، مضيفا "هزمنا هتلر معا، وسوف نهزم بوتين أيضا".