تونس: انتعاش سياحي رغم نقص الأيدي العاملة والمواد الغذائية

تونس – قال اتحاد النزل في تونس إن المؤسسات الفندقية تعاني من “نقص واضح في الأيدي العاملة وشح في المواد الغذائية”.
وحقق القطاع السياحي الحيوي في تونس حتى يوليو الماضي انتعاشا بتحقيقه زيادة في العائدات بنسبة تجاوزت 51 في المئة مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022 وبزيادة 25.1 في المئة عن عام 2019 قبل تفشي جائحة كورونا.
لكن مع توقعات عالمية بطفرة قوية في السياحة والسفر الدولي هذا العام، يعاني القطاع في تونس من نقص في الأيدي العاملة بسبب تداعيات جائحة كورونا التي تسببت في مغادرة آلاف العمال تحت وطأة تدابير الإغلاق.
9.3
مليون سائح وهو رقم قياسي حققته البلاد عام 2019 وتأمل أن تكسره هذه السنة
وألقى تناقص المواد الاستهلاكية في الأسواق، نتيجة الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا والأزمة المالية، بظلاله على قطاع السياحة والخدمات في النزل.
وتزامنت الأرقام الإيجابية لعدد السياح مع تواصل أزمة نقص الخبز التي تشهدها البلاد، وتداخلت فيها اتهامات سياسية وتساؤلات عن سبب نقص إحدى أكثر المواد الغذائية استهلاكا في البلاد.
وعبّر تونسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم بسبب الطوابير الطويلة ونفاد الخبز سريعا من المحلات التجارية والمخابز.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد تحدث عن الأزمة في وقت سابق واصفا الخبز بـ”الخط الأحمر”، كما وجه أصابع الاتهام إلى دوائر وجماعات ضغط “تسعى لتأجيج الوضع”، حسب تعبيره.
وتشكو المخابز التونسية في الآونة الأخيرة من شح في المواد الأساسية لتصنيع الخبز وأبرزها الدقيق.
وتتعدد عوامل نقص المواد، ومن أبرزها تداعيات الحرب في أوكرانيا، وهي أحد أكبر مصدري الدقيق في العالم، إذ تستورد تونس من روسيا وأوكرانيا نحو 60 في المئة من القمح. وأيضا عامل المناخ، مثل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والجفاف الذي يؤدي إلى تراجع المحاصيل الزراعية.
المخابز التونسية تشكو في الآونة الأخيرة من شح في المواد الأساسية لتصنيع الخبز وأبرزها الدقيق
وأشار الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى قضية المخابز غير المصنفة وغلاء أسعار الخبز فيها، وطالبوا بتقنين بيع المواد المدعمة وبالرقابة على الأسعار.
وقد أعلن المجمع المهني للمخابز العصرية عن إيقاف إنتاج الخبز في كل المخابز التابعة له، دون أن يذكر سببا واضحا. ويضم المجمع نحو 1500 مخبز في مختلف أنحاء البلاد.
من جانبها عبرت وزيرة التجارة التونسية كلثوم بن رجب عن “استغرابها” من الطوابير الطويلة، خلال لقاء أجرته مع صحيفة محلية، وقالت إنها “لا تتناسب مع كميات الدقيق التي تضخ يوميا”. وأضافت أن “الوزارة تعمل على زيادة كمية الدقيق الموجهة إلى المخابز المنظمة”.
ومع ذلك قال اتحاد النزل إن “الموسم السياحي يسير بشكل طبيعي بالرغم من وجود العديد من الإشكاليات”. وتأمل تونس أن يتخطى عدد الوافدين على البلاد هذا العام الرقم القياسي لعام 2019 حينما بلغ عدد السياح قرابة 9.3 مليون سائح.