تونس: إيقاف مسؤولين بينهم وزير سابق بشبهة فساد في قطاع الفوسفات

الرئيس التونسي يتحدث عن "غسالة النوادر السياسية" ويتوعد أطرافا في البلاد بـ"التطهير" عبر القانون.
الجمعة 2021/08/13
حملات مستمرة لمكافحة الفساد في تونس

تونس - أوقفت السلطات التونسية أربعة عشر مسؤولا وأدرجت ثلاثة آخرين على قائمة البحث للقبض عليهم، بينهم وزير صناعة سابق، وذلك بشبهة فساد مالي وإداري في قطاع صناعة الفوسفات، مع تحرك الرئيس التونسي قيس سعيّد للتصدي للفساد وعمليات الكسب غير المشروع في البلاد.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية محسن الدالي إن من بين المشتبه بهم وزير دولة سابق ومدير مناجم ومدير مشتريات في وزارة الصناعة وستة مديرين في ملف شبهة الفساد المالي والإداري في استخراج الفوسفات ونقله.

وأصدرت النيابة العامة بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي الثلاثاء قرارا بحظر السفر على 12 مشتبها بهم في شبهة فساد مالي وإداري، في القضية ذاتها.

وكان الرئيس التونسي توعد أطرافا متورطة في تعطيل إنتاج ونقل الفوسفات بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

وبسبب مطالب اجتماعية ومالية لعمال حقول إنتاج الفوسفات، اتجهت تونس عام 2020 للمرة الأولى في تاريخها منذ خمسينات القرن الماضي، إلى استيراده من الجزائر لتتمكن من تصنيع الأسمدة الكيميائية.

وفي 2010 احتلت تونس المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج هذه المادة بإجمالي 8 ملايين طن، قبل أن يشهد الإنتاج عدم استقرار في السنوات الماضية.

وجدد الرئيس التونسي تحذيره لأطراف في البلاد من "التطهير" عبر الوسائل القانونية خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث في قصر قرطاج.

وقال سعيّد إن "بعض الكوارث طبيعية منها المياه والحرائق والأمراض مثل جائحة كورونا، وبعضها الآخر مفتعل بل يرقى إلى درجة الجريمة".

وأكد الرئيس التونسي أنه سيعمل دون هوادة على أن يعود الماء لكل التونسيين، وقال "من أراد أن يشوه الحقائق فالتاريخ كفيل بفضحه"، وأضاف "البعض يريد إحراق الغابات والحقول وستتصدى لهم قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية لأنهم يريدون التنكيل بالشعب".

ومنذ أيام تشهد تونس حرائق في غاباتها، خاصة في محافظات بنزرت وجندوبة والقصرين، أتت على المئات من الغابات.

وتابع سعيّد "ستأتي غسالة النوادر السياسية عن طريق القنوات القانونية، وليست الطبيعية عن طريق مسالك المياه".

وقال "البعض في تونس مكانهم قنوات تصريف المياه والشعب التونسي يريد تطهير البلاد من كل الأوساخ التي علقت بها على مرّ العقود لتطهر المجاري"، وتابع "ستُطهِّر غسالة النوادر السياسية هؤلاء الذين عبثوا بالتونسيين في كل مظاهر الحياة، حتى صار الناس ظمآى من العطش".

ويطلق التونسيون اسم "غسالة النوادر" على الأمطار الموسمية التي تنزل في أول فصل الخريف من كل سنة فتغسل الأرض، وعادة لا تستمر أكثر من يوم، وتنزل بغزارة شديدة عموما.