تونسية تغامر بوظيفتها في القطاع الحكومي لتحقق حلمها بالعمل في تثمين الموروث الغذائي

فتحية عبدالحق جعلت حياتها في فضاء بيولوجي متنوع من خلال اتجاهها إلى تثمين العديد من المواد في محيطها وخاصة إنتاج النخلة.
الخميس 2024/03/28
إصرار على النجاح

تطاوين (تونس) - بعد مسار مهني دام عقودا في الوظيفة العمومية، غامرت فتحية عبدالحق، الرائدة حاليا في مجال تثمين المواد المحلية في تطاوين، بترك وظيفتها من أجل تحقيق حلمها في الانتصاب للحساب الخاص من أجل إثبات قدرتها على النجاح والتميز، ورغبة منها في التجديد والإبداع في قطاع محلي يعتمد أساسا على المنتجات المحلية الأصيلة من الموروث الغذائي.

غادرت فتحية عبدالحق الوظيفة العمومية رغم معارضة أسرتها بعد أن قضت فيها سنوات طويلة لتنشئ مشروعها في إنتاج العديد من المواد المنزلية التي لم تحظ سابقا باهتمام الباعثين، ولم تنل ما تستحقه من عناية، فجعلت حياتها في فضاء بيولوجي متنوع من خلال اتجاهها إلى تثمين العديد من المواد في محيطها وخاصة إنتاج النخلة، في إطار اقتصاد دائري لا يستثني عنصرا من هذه الثمرة المباركة، وفق ما أكدته لصحافي وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات).

كانت بدايتها سنة 2018، إلا أن سنوات جائحة “كورونا أفسدت عليها انطلاقة مشروعها الذي تحصلت من أجل بعثه على قرض بـ18 ألف دينار (5 769 دولارا) من البنك التونسي للتضامن وآخر بـ5 آلاف دينار(1602 دولار) من برنامج “رائدات” بعد أن شاركت في أكثر من دورة تكوينية في المركز الفلاحي بالقرضاب، ومركز واحة تلالت من معتمدية تطاوين الشمالية.

◙ الباعثة حرصت على أن تكون باكورة إنتاجها مشتقات التمور التي استخرجت منها عصير التمر أو ما يعرف بدبس التمر

وتؤكد فتحية أن انطلاقتها كانت صعبة من حيث الإجراءات الإدارية المعقدة التي مثلت الصدمة الأولى على هذا الدرب الجديد، إلا أن عزيمتها كانت أشد وحرصت على أن تكون باكورة إنتاجها مشتقات التمور التي استخرجت منها عصير التمر أو ما يعرف بدبس التمر، ثم استخرجت سكر وخل التمر، وأخيرا قهوة نوى التمر، إضافة إلى بقايا كل هذه المنتجات لتكون علفا للماشية، مستغلة هذه الثمرة استغلالا تاما دون اعتماد أي مادة حافظة وغير طبيعية، لتنتج بذلك بدائل عن العديد من المواد المصنعة للصغار والكبار.

كما عملت على توفير دقيق القمح ودقيق الشعير ودقيق الأرز دون “غلوتان”، وهي منتوجات مفقودة في الجهة ويحتاجها خاصة مرضى الأبطن ممن يعانون من حساسية تجاه الغلوتان، وهم كثيرون. وقد حرصت هذه الحرفية على توفيرها بالكميات الكافية لفائدة طالبيها.

إلى جانب هذه المواد أدخلت فتحية “البسيسة” العادية، أو الخالية من الغلوتان، إلى منتجاتها، وهي أكلة معروفة ومطلوبة في الجهة. كما أضفت على هذه المنتجات لمستها الخاصة بأن جمعت فيها العديد من المواد المحلية والمنكهة مثل السمسم الذي أدخلته بمقدار على دبس التمر والذي مزجته أيضا بمعجون وزبدة “الكاكاو” والفواكه الجافة، وهي خلطات متنوعة ومختلفة تراعي أذواق وحاجيات الزبائن.

وتحرص فتحية عبدالحق على المشاركة في المعارض داخل البلاد وخارجها، وكانت بدايتها في الدورة الرابعة لمناظرة المنتجات المحلية التي نظمتها وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية في العاصمة، وتحصلت فيها على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية، ما أهلها للمشاركة في معرض دولي بقطر فضلا عن مشاركاتها في معارض الصناعات التقليدية بصفتها حرفية.

أما بخصوص أهدافها فقالت عبدالحق إنها ترغب رغبة شديدة في تطوير مشروعها، خاصة وأن الإقبال على إنتاجها بدأ يتزايد، غير أن مصادر التمويل تبقى العائق الأبرز لديها، مؤكدة حرصها الشديد على أن تواصل مغامرتها وتحقق حلمها باقتناء تجهيزات جديدة والحصول على “الإشهاد” لتسويق إنتاجها في الخارج، شعارها في كل هذا “النجاح أو النجاح”.

15