توقعات بكسر كوماك الصينية احتكار أيرباص وبوينغ خلال عقد

دبي - أكدت شركة دبي لصناعات الطيران أن شركة كوماك الصينية المملوكة للدولة لديها الفرصة لكسر احتكار أيرباص وبوينغ لسوق طائرات الركاب خلال العقد المقبل. وأيرباص وبوينغ هما الموردان الرئيسيان للطائرات لشركات الطيران، لكن صانع الطائرات الأوروبي يكافح من أجل تعزيز الإنتاج وسط طلبيات قياسية وتخضع بوينع لتدقيق من الجهات التنظيمية بعد انفجار لوحة في الجو على متن طائرة جديدة في يناير.
وقال فيروز تارابور، رئيس شركة دبي لصناعة الطيران، في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز مؤخرا إن الطائرة سي 919 ذات الجسم الضيق، التي تصنعها شركة كوماك والتي تتم مقارنتها بطائرات أيرباص أي 320 وبوينغ 737 ماكس، هي “طائرة رائعة تماما”.
وقال في دبي هذا الشهر “على مدى العقد المقبل، ستتاح لشركة كوماك فرصة فريدة لكسر هذا الاحتكار الثنائي إلى احتكار ثلاثي لأنه من ناحية، تبيع أيرباص طائراتها بالكامل، بينما تواجه بوينغ مشاكل في الإنتاج”.
وتحلق طائرات كوماك بشكل شبه حصري داخل الصين ومع شركة طيران إندونيسية واحدة. تسعى شركة صناعة الطائرات للحصول على شهادة من هيئة الطيران الأوروبية لطائرتها سي 919 بينما تبحث أيضا عن عملاء دوليين.
ومع ذلك، تحذر مصادر صناعة الطيران من أن شركة كوماك لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق نجاحات على المستوى الدولي، خاصة بدون شهادات مرجعية من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، أو طائرات أكثر كفاءة. وقال تارابور إن الطلب على الطائرات من الصين والدول المجاورة “قوي للغاية” وأن شركة كوماك لديها “فرصة جيدة للغاية لتحقيق تقدم قوي”.
ومع ارتفاع السفر العالمي بعد الوباء، سارعت شركات الطيران إلى طلب طائرات جديدة لمواكبة زخم السفر مستقبلا والذي سيصل إلى مستويات قياسية في حال لم توقفه أزمات مفاجئة مثل ما حصل قبل أربع سنوات حينما تفشى وباء كورونا.
لكن المشاكل في سلسلة توريد الطيران وصناعة صيانة الطائرات، بما في ذلك نقص العمالة ومشاكل المحركات، أدت إلى تأخير تسليم الطائرات الجديدة مما أدى إلى تعقيد خطط نمو شركات الطيران وجذب انتباه كوماك.
وتحلق طائرات كوماك بالأساس في الصين فقط تقريبا وضمن أسطول شركة طيران إندونيسية واحدة. وتبحث الشركة التي تأسست في 2008 عن زبائن دوليين، في مسعى لمنافسة عملاقي تصنيع الطائرات التجارية أيرباص وبوينغ.
وعرضت الشركة قبل فترة طائراتها في أنحاء جنوب شرق آسيا، وتسعى كذلك إلى الحصول على شهادة جودة لطائرتها سي 919 من الجهة الأوروبية المعنية بتنظيم قواعد الطيران.
وتخطط كوماك لبناء نحو 150 طائرة من هذا الطراز كل عام على مدى السنوات الخمس المقبلة، بحسب ما أشارت إليه تقارير سابقة لوسائل الإعلام الحكومية. وتتمتّع طائرة كوماك بحقوق ملكية فكرية مستقلة، وتستجيب لمعايير صلاحية الطيران الدولية، وهي من الحجم الكبير وتحتوي على ما بين 158 و192 مقعدا، بمسافة ملاحة قصوى تقدّر بحوالي 5555 كيلومترا.
وبدأ تصنيع هذا الطراز قبل سبعة عشر عاما، وقد أجرت أول رحلة تجريبية في العام 2017، وحصلت على شهادة الجودة الصادرة عن إدارة الطيران المدني الصينية في سبتمبر 2022.
ويقول عملاق تصنيع الطائرات الأوروبية أيرباص إن فترات الإنتاج لعائلة طائراتها الشهيرة أي 320 قد بيعت حتى نهاية العقد. ومن ناحية أخرى، تعاني شركة بوينغ من أزمة سلامة مترامية الأطراف. وتواجه الشركة تحقيقات من قبل الجهات التنظيمية الأميركية، وملاحقة قضائية محتملة بشأن أفعالها السابقة، وتراجع إنتاج طائرتها الأقوى مبيعا، 737 ماكس.
ويأمل تارابور أن تبدأ بوينغ تغييرا هيكليا وثقافيا يؤدي إلى “إنتاج طائرات عالية الجودة بمعدل يتماشى مع المعايير التاريخية ويتوافق مع ما تحتاج بوينغ إلى إنتاجه لتبقى ذات صلة”.
وتتسبب المشاكل في شركة بوينغ في تباطؤ الإمدادات لشركة دبي لصناعات الطيران، وهي واحدة من أكبر عشر شركات تأجير في العالم، ولديها أسطول قوامه 500 طائرة مملوكة أو مدارة أو مطلوبة.
وسبق أن ذكرت دبي لصناعات الطيران أنها تتوقع أن تتسلم فقط حوالي نصف عدد الطائرات من بوينغ هذا العام عما التزمت شركة صناعة الطائرات بتسليمه. وقال تارابور “في غضون 30 عاما من الآن، أعتقد أننا لن نتحدث عن احتكار ثنائي، سنكون بالتأكيد صناعة تلعب فيها كوماك دورا أكثر أهمية”.