توقعات بعام سيء آخر للوظائف في مجال التكنولوجيا

شركات كبرى تواصل خفض الوظائف وتستثمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
الخميس 2024/01/18
الذكاء الاصطناعي يحدث تغيرات جذرية في شركات وادي السيليكون

نيويورك - يسود بين الخبراء على نطاق واسع الاقتناع بأن 2024 عام آخر سيء للتوظيف في شركات التكنولوجيا العملاقة التي تواجه تحولات على مستوى الأعمال بسبب ضبابية الاقتصاد العالمي وأيضا طفرة الذكاء الاصطناعي.

وربما يكون “عام الكفاءة” للشركات قد انتهى، لكن تسريح العمال في الآونة الأخيرة يشير إلى أن الشركات ستواصل خفض الوظائف هذا العام، حيث تقوم باستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وهذه التكنولوجيا، التي أحدثت تغيرات جذرية في شركات وادي السيليكون وخارجه منذ العام الماضي، تعمل كذلك على تسريع عملية الإبداع والتطوير الآلي لها.

ويعتقد المحللون وخبراء الصناعة أن عمليات التسريح ستكون أصغر وأكثر استهدافا هذا العام، حيث من المرجح أن تقوم الشركات التي تتسابق للحاق بسباق الذكاء الاصطناعي بمثل هذه التحركات لتعويض المليارات من الدولارات التي تنفقها على أعمالها.

جيل لوريا: أولوية الذكاء الاصطناعي باتت على حساب التوظيف
جيل لوريا: أولوية الذكاء الاصطناعي باتت على حساب التوظيف

واقترحت ألفابت ذلك الأسبوع الماضي، قائلة إنها تخطط للاستثمار في “أكبر أولوياتها”، إذ قامت الشركة الأم لشركة غوغل بتسريح حوالي ألف موظف في أقسام متعددة، بما في ذلك وحدة المساعد الصوتي والفريق المسؤول عن بيكسل وفيتبت.

وحتى أعمالها الإعلانية لم تنج، حيث ذكر تقرير الثلاثاء الماضي أنه تم إلغاء المئات من الوظائف في الوحدة.

ولم يكن عملاق التجارة الإلكترونية أمازون متخلفا عن هذه الموجة، إذ قام بتسريح المئات من الموظفين في عمليات البث والأستوديو الأسبوع الماضي.

كما تم إلغاء المئات من الوظائف في منصة البث المباشر تويتش ووحدة الكتب الصوتية أوديوبل، وفقا لتقارير وسائل الإعلام.

وبشكل عام تخلت شركات التكنولوجيا عن أكثر من 7500 موظف حتى الآن في يناير الجاري، وفقًا لموقع التتبع لايوفس دوت أف.واي.آي.

وقال جيل لوريا، المحلل لدى شركة ديفيدسون آند كو، لرويترز “لا تريد أي شركة أن تتخلف عن ثورة الذكاء الاصطناعي، وجميع الشركات تتأكد من أن لها القدرة على ذلك وتعطيها الأولوية، حتى عندما يكون ذلك على حساب المبادرات الأخرى”.

وتبذل شركتا غوغل وأمازون جهودا كبيرة في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وهما في منافسة مع مايكروسوفت وآخرين كثر لكسب الرهان على تبني هذا المجال.

وكشفت غوغل، التي تحاول سد الفجوة مع مايكروسوفت في سباق الذكاء الاصطناعي، الشهر الماضي عن نموذج جيميني الذي طال انتظاره.

في المقابل تعمل أمازون على تطوير نموذج يحمل الاسم الرمزي “أوليمبوس” للتنافس مع نموذج جي.بي.تي-4 الخاص بشركة أوبن آي.إي.

ومع ذلك، من المتوقع أن يكون الحجم الإجمالي لعمليات تسريح العمال أصغر بكثير، مقارنة بالتخفيضات الضخمة في العام الماضي، مع ارتفاع الإنفاق على التكنولوجيا على خلفية اقتصاد أكثر استقرارًا.

وفقد قطاع التكنولوجيا أكثر من 168 ألف وظيفة العام الماضي، وهو ما يمثل أكبر عدد من عمليات تسريح العمال في مختلف الصناعات، وفقا لتقرير صادر عن تشالنجر وجراي وكريسماس في وقت سابق من هذا الشهر.

وقاد ذلك عشرات الآلاف من التخفيضات في عمالقة التكنولوجيا بما في ذلك ألفابت ومايكروسوفت وأمازون وميتا، التي وصف رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ 2023 بأنه “عام الكفاءة”.

ولا تعتقد بياتريس فالي المحللة في شركة غلوبال داتا أنه سيكون ثمة حساب مماثل. وقالت “في العام الماضي كانت شركات التكنولوجيا تستغني عن كل هؤلاء الموظفين الذين عينتهم خلال وباء كورونا”.

من المتوقع أن يؤدي الإنفاق إلى تعميق توقعات المستثمرين بشأن عوائد جين آي.إي، لكن المردود بالنسبة إلى معظم الشركات قد يستغرق وقتا أطول

وأضافت “يقود الذكاء الاصطناعي الكثير من الديناميكية، لكن هذا يعني فقط أن شركات التكنولوجيا ستغير أولويات التوظيف لديها”.

وتقدم بعض شركات التكنولوجيا رواتب ضخمة لأدوار الذكاء الاصطناعي، حيث ذكر تقرير العام الماضي أن تطبيق المواعدة ماتشز هينغ كان يبحث عن نائب رئيس الذكاء الاصطناعي براتب أساسي يصل إلى 398 ألف دولار سنويا.

وأشار التقرير إلى أن أمازون كانت تقدم راتبا قدره 340 ألف دولار لمدير أول للعلوم التطبيقية والذكاء الاصطناعي الجيني.

ومن المتوقع أن يؤدي الإنفاق إلى تعميق توقعات المستثمرين بشأن عوائد جين آي.إي، لكن المردود بالنسبة إلى معظم الشركات قد يستغرق وقتا أطول، وفقًا للمحللين والخبراء.

وحتى الآن ظلت شركة مايكروسوفت وعملاق الرقائق إنفيديا الفائزين الأكبرين من الطفرة.

وقال دانييل كيوم، الأستاذ المساعد في الإدارة بكلية كولومبيا للأعمال، “إن الأدلة السابقة تظهر أن الأمر قد يستغرق عقدًا من الزمن أو أكثر لتحقيق مكاسب مربحة من التقنيات الجديدة”.

وأضاف “السؤال هو: هل الأمر مختلف هذه المرة بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي؟ أنا متشائم، لكن الكثير من الأشخاص الأذكياء يعتقدون أن المسألة ستكون أقصر بكثير هذه المرة”.

10