توقعات بتشكيل الحكومة اللبنانية خلال يومين في انتظار حل العقدتين

النائب سليم عون يؤكد أن لبنان على قاب قوسين أو أدنى من التأليف، فيما يستبعد النائب علي درويش ذلك لوجود أمور عالقة تتطلب المزيد من البحث بين عون وميقاتي.
الاثنين 2021/09/06
علي درويش: اعتذار ميقاتي غير وارد في الوقت الحاضر

بيروت - أعرب النائب اللبناني سليم عون الاثنين عن "تفاؤله في موضوع تشكيل الحكومة"، متوقعا تأليفها "خلال 48 ساعة"، فيما اعتبر النائب علي درويش أن هناك أمورا لا تزال عالقة وتتطلب المزيد من البحث بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي.

ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن عون قوله إن "لبنان على قاب قوسين أو أدنى من التأليف"، لافتا إلى أن "الحكومة ستكون مؤلفة من 24 وزيرا بينهم ثمانية وزراء لرئيس الجمهورية و16 وزيرا للأطراف الباقية".

وشدد على "أن لا عذر لعدم التأليف"، مشيرا إلى أن "رئيس الجمهورية سهل كل الأمور حتى موضوع الثلث الضامن".

ونبه إلى أن "عدم التأليف ضمن الساعات المذكورة يعني أن لبنان أصبح في مسار آخر، وهو ما لا يريده أحد داخليا ولا خارجيا".

وتم تكليف رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في السادس والعشرين من يوليو الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد استشارات نيابية أجراها رئيس الجمهورية ونال خلالها ميقاتي 72 صوتا من أصوات النواب.

ولم تسفر لقاءات عون وميقاتي عن إعلان تشكيل الحكومة بالرغم من إشاعة أجواء إيجابية حول إمكانية إصدار التشكيلة قريبا.

ويخيم الحذر على اتصالات تشكيل الحكومة ويفترض أن يتحدد مسار التأليف سلبا أو إيجابا خلال الساعات الـ48 المقبلة، لاسيما وأن ميقاتي الذي زار بعبدا 13 مرة للتشاور مع الرئيس عون في شأن التشكيلة الحكومية، لن يقوم بالزيارة الـ14 إلا إذا خلصت الاتصالات إلى حل العقد التي تحول حتى الساعة دون الانفراج الحكومي المنتظر.

واعتبر النائب علي درويش، عضو كتلة الوسط المستقل النيابية التي يرأسها ميقاتي، "أن هناك أمورا لا تزال عالقة وتتطلب المزيد من البحث بين عون وميقاتي".

وقال درويش في تصريحات صحافية "إن الرئيس المكلف من جهته أبدى كل إيجابية لتذليل الصعاب، ولكن بتفاصيل الأمور هناك بعض النقاط لا تزال عالقة، وهو يريد أن يكون على رأس حكومة قادرة ومسؤولة".

وأشار إلى أن "ميقاتي يسعى إلى حكومة متوازنة، والمفاوضات التي تجري خلف الكواليس منوط بها إيجاد هذه التوازنات"، ورأى أن "الاعتذار غير وارد في الوقت الحاضر"، مضيفا "نحن أمام أزمة ضخمة، والعمل جار لحلها، وميقاتي هو الوحيد الذي يعلن عن الاعتذار إذا وصلنا إلى حائط مسدود".

وتلقى ميقاتي خلال الساعات الماضية دعما فرنسيا وأميركيا للاستمرار في مساعيه وعدم الاعتذار، وإن كانت هذه الورقة حاضرة في حال باءت بالفشل كل الخيارات التي قدمها للرئيس عون.

واعتبر النائب جورج عطالله عن "تكتل لبنان القوي" برئاسة جبران باسيل أن "من يعتقد أن مسألة تشكيل الحكومة داخلية فهو واهم".

وأكد عطالله أن "الموضوع مرتبط بتفاهم دولي أميركي - روسي - صيني، وبمباحثات تتعلق بإرساء اتفاق تركي - إيراني - إسرائيلي".

وأضاف "إذا كان هناك من يعتقد أن الخلاف على وزير بالزائد وآخر بالناقص، فهو واهم أيضا"، معتبرا أن التداول بحكومة أقطاب هو "تسريب إعلامي لم نسمع به على الصعيد الرسمي، وهو يبقى في إطار جس النبض".

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد خلال اتصاله بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعم تأليف حكومة قوية في لبنان قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني، ويعزز ذلك التأكيد أن حزب الله على المستوى المحلي يبذل جهودا لتشكيل الحكومة لاقتناعه بأن خطوة اعتذار ميقاتي لن ينجو من تداعياتها أحد.

وفيما يزور وفد من حزب الله الاثنين باسيل، ينتظر المتابعون ما ستؤول إليه الاتصالات لحل عقدتين أساسيتين، الأولى تتصل بعقدة الثلث المعطل الذي يصر عليه رئيس الجمهورية، والثانية متعلقة بتمثيل "سنة 8 آذار" في الحكومة، مع توجه تكتل لبنان القوي إلى عدم إعطاء حكومة ميقاتي الثقة في البرلمان، علما أن أوساطا دبلوماسية تقول إن الحكومة العتيدة يجب أن تتشكل خارج اجتهاد الثلث أو غيره، وهناك تقاطع بين الدول المعنية وبين الأطراف المحلية الأساسية حيال هذا الأمر.