توقعات بانكماش كبير في معروض النفط خلال أشهر

توقعات تباطؤ الطلب في الأعوام القادمة يرجع إلى احتمالات تراجع استخدام النفط كوقود للنقل بعد عام 2026.
الخميس 2023/06/15
الطلب في تراجع

باريس- رجحت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد أسواق النفط العالمية انكماشاً في المعروض بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، حيث تحد تخفيضات أوبك+ للإنتاج من زيادة إمدادات النفط العالمية.

وقالت الوكالة في تقرير أصدرته الأربعاء إن “أسواق النفط العالمية تعيد ضبط توازنها ببطء بعد ثلاث سنوات مضطربة بسبب جائحة كورونا ثم الحرب في أوكرانيا، حيث أدت أزمة الطاقة العالمية إلى تغيير غير مسبوق في التدفقات التجارية العالمية”.

وتتوقع الوكالة تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط تدريجيا خلال السنوات المقبلة إلى أن يتوقف تقريبا قبل نهاية هذا العقد، إذ سرّع ارتفاع الأسعار والمخاوف التي أبرزتها أزمة الطاقة العالمية التحولَ نحو تقنيات الطاقة النظيفة.

ورأت في تقريرها للسوق على المدى المتوسط أنه بناء على السياسات الحكومية الحالية واتجاهات السوق، سيرتفع الطلب العالمي بنسبة 6 في المئة حتى 2028 ليصل إلى 105.7 مليون برميل يوميا، مدعوماً بالطلب القوي من قطاعي البتروكيماويات والطيران.

0.4

مليون برميل يوميا نسبة الطلب السنوي بعد أربع سنوات ونصف السنة، مما يضع في الأفق ذروة الطلب

ورغم هذه الزيادة التراكمية قد يتقلص نمو الطلب السنوي من 2.4 مليون برميل يوميا هذا العام إلى 0.4 مليون برميل يوميا بعد أربع سنوات ونصف السنة، مما يضع في الأفق ذروة الطلب.

وأرجعت الوكالة توقعات تباطؤ الطلب في الأعوام القادمة إلى احتمالات تراجع استخدام النفط كوقود للنقل بعد عام 2026، حيث يؤدي التوسع في إنتاج المركبات الكهربائية ونمو الوقود الحيوي إلى تقليل استهلاك النفط.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة في تعليق ضمن التقرير إن “التحول إلى الطاقة النظيفة يسير بخطى سريعة”.

وأوضح أنه باقتراب بلوغ ذروة الطلب على النفط قبل نهاية هذا العقد، مع تقدم صناعة السيارات الكهربائية وكفاءة الطاقة والتقنيات الأخرى، يتعين على المنتجين “الانتباه بعناية إلى وتيرة التغيير المتصاعدة ومعايرة قراراتهم الاستثمارية لضمان انتقال منظم”.

وثمة مؤشرات على أن نمو الطلب في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، على النفط سيتباطأ بشكل ملحوظ اعتبارا من عام 2024 فصاعدا.

ومع ذلك يُظهر التقرير أن الطلب المتزايد على البتروكيماويات والنمو القوي للاستهلاك في الاقتصادات الناشئة والنامية سيعوضان الانكماش المتوقع في الاقتصادات المتقدمة.

ونمت الاستثمارات العالمية في التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما وإنتاجهما بنسبة 11 في المئة لتبلغ 528 مليار دولار في عام 2023، وإذا استمر هذا المستوى من الاستثمار فسيكون كافياً لتلبية الطلب المتوقع في الفترة القليلة القادمة حتى 2028.

nn

وتفترض توقعات الوكالة أن كبار منتجي النفط يحافظون على خططهم لبناء القدرة حتى مع تباطؤ نمو الطلب وأن يؤدي ذلك إلى طاقة إنتاجية فائضة لا تقل عن 3.8 مليون برميل يوميا، تتركز في منطقة الشرق الأوسط.

ولكن هناك عددا من العوامل التي يمكن أن تؤثر على توازن السوق على المدى المتوسط، بما في ذلك اتجاهات الاقتصاد العالمي غير المؤكدة، وسياسة أوبك+ وصناعة التكرير الصينية.

وأبقت منظمة أوبك الثلاثاء الماضي على توقعاتها للطلب على الخام في 2023 دون تغيير للشهر الرابع على التوالي، عند 2.3 مليون برميل يوميا. وقالت إن “الطلب سيتحسن في النصف الثاني من العام الحالي”.

وذكر التحالف خلال مطلع يونيو الجاري في بيان أن “مستوى إجمالي إنتاج النفط الخام للدول الأعضاء في التحالف، سيبلغ 40.46 مليون برميل يوميا، بداية من مطلع العام المقبل حتى نهايته، بدلا من 41.86 مليون برميل يوميا بنهاية أكتوبر 2023”.

10