توقعات بارتفاع استهلاك الفحم عالميا إلى أعلى مستوى في 2022

باريس – رجحت الوكالة الدولية للطاقة الجمعة أن يرتفع الاستهلاك العالمي للفحم هذا العام إلى أعلى معدلاته على الإطلاق، بالنظر إلى المشاكل المرتبطة بإمدادات النفط والغاز جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وتأتي هذه التوقعات المقلقة على الرغم من الأهداف العالمية الطموحة للحد من اعتماد دول العالم على الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.
وقالت الوكالة في تقرير أوردت وكالة بلومبرغ مقتطفات منه، إن “استهلاك العالم للفحم سوف يرتفع، على الأرجح، بنسبة 1.2 في المئة خلال عام 2022، ليتجاوز 8.3 مليار طن في سنة واحدة للمرة الأعلى على الإطلاق”، وهو رقم قياسي تم تسجيله في العام 2013.
كما من المتوقع أن يظل استهلاك الفحم ثابتا عند هذا المستوى حتى العام 2025، حيث يقابل الانخفاض في الأسواق الناضجة استمرار الطلب القوي في الاقتصادات الآسيوية الناشئة.
وهذا يعني أن الفحم سيظل أكبر مصدر منفرد في نظام الطاقة العالمي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى حد بعيد.
وأشار معدو التقرير إلى أن تراجع الطلب على الفحم في الاقتصاديات المتقدمة سوف تقابله زيادة في حجم الطلب من الأسواق الآسيوية الصاعدة مثل الصين والهند.
وتعتقد الوكالة أن تكون أكبر زيادة في الطلب على الفحم في الهند بنسبة 7 في المئة، يليها الاتحاد الأوروبي بنسبة ستة في المئة، وتأتي الصين في المركز الثالث بنسبة 0.4 في المئة.
وتُعتبر الصين لاعبا نشطا في مجال مصانع الفحم الحيوية لإنتاج الكهرباء قبل أن يتقلص إنتاجها بفعل استمرار الأزمة الصحية.
وسيرتفع توليد الطاقة العالمي من الفحم إلى رقم قياسي جديد يبلغ حوالي 10.3 تيراواط / ساعة هذا العام.
وخلال العام الماضي، زاد إنتاج الفحم العالمي بقيادة الصين والولايات المتحدة، مع زيادة الاستهلاك بعد عام الوباء.
ووفقا لما نقله موقع أوبورتايمز عن بيانات وكالة الطاقة الدولية وشركة آرك ريسورسز في وقت سابق من العام الجاري، فقد صعد إنتاج الفحم في العالم بنحو 4 في المئة العام الماضي على أساس سنوي، ليصل إلى 8 مليارات طن.
وقال كيسوكي ساداموري مدير أسواق الطاقة والأمن في الوكالة إن “العالم يقترب من ذروة استخدام الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن يكون الفحم هو أول من يتراجع، لكننا لم نصل إلى هذا الحد بعد”.
وتزايد اعتماد أوروبا على الفحم كمصدر للطاقة خلال العام الجاري بعد القيود التي فرضتها روسيا على تصدير الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، مما اضطر هذه الدول إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة.
وقبل الحرب في أوكرانيا كان الاتحاد الأوروبي أحد أبرز التكتلات العالمية التي سعت إلى إقناع الحكومات بالابتعاد عن هذه الصناعة الملوثة للبيئة.
ونقلت بلومبرغ عن ألكسندرو موستاتا، الناشط في حملة يوروب بيوند كول، المعنية بالتوقف عن استخدام الفحم في أوروبا، قوله إن هذا التحليل “يؤكد الحاجة الملحة إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة”.
وأضاف “يجب زيادة فعالية الطاقة حتى يمكننا الحد من ارتفاع كلفة الفواتير وتأمين إمدادات الطاقة الخاصة بنا والحفاظ على سلامة الأهداف المناخية الضرورية”.
وأكد موستاتا “الشيء المهم هو أنه لم تراجع أي دولة أوروبية خططها بشأن التوقف عن استخدام الفحم بشكل كامل بحلول 2030، وأن أوروبا ما زالت في طريقها لتصبح خالية من الفحم بحلول نهاية العقد الجاري”.
وتتجه أكبر ثلاث دول منتجة للفحم وهي الصين والهند وإندونيسيا إلى تحقيق أرقام قياسية للإنتاج خلال هذا العام، لكن رغم الأسعار المرتفعة والهوامش المريحة لمنتجي الفحم، لا توجد علامة على زيادة الاستثمار في مشاريع القطاع.