توسع دائرة الاحتجاجات في الأردن على اتفاقية الطاقة مقابل المياه

الإخوان المسلمون يجدون في اتفاقية الطاقة مقابل المياه التي تعتزم المملكة توقيعها مع إسرائيل فرصة مواتية لاستعراض العضلات بالتعبئة الجماهيرية.
السبت 2021/12/11
استثمار الاحتقان الشعبي

عمان – توسعت دائرة الاحتجاجات التي يقودها الإسلاميون في الأردن ضد اتفاقية الطاقة مقابل المياه بين عمان وتل أبيب لتشمل محافظة العقبة بعد العاصمة عمان، حيث يسعى الإخوان المسلمون عبر ذراعهم السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي لاستعراض قدرتهم على تحشيد الشارع المنتفض أصلا بسبب الأزمة الاقتصادية من أجل أن يحققوا مكاسب سياسية قد تعيدهم إلى الواجهة.

وانطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني بالعاصمة عمّان، أين حذر المشاركون فيها من “خطورة المضي قدما في العلاقات مع إسرائيل، لما في ذلك من آثار وخيمة على الأردن اقتصاديا وسياسيا، وعلى القضية الفلسطينية، ومحوريتها”.

وشدد المشاركون في المسيرة على ضرورة عدم رهن القرار الأردني بيد إسرائيل، بسبب الاتفاقيات التي تضع المواد الاستراتيجية بيد المحتل.

مراد العضايلة: هذه الاتفاقية ترهن سيادة الأردن للكيان الصهيوني

وطالبوا الحكومة بالبحث عن حلول ذات بعد وطني لحل أزمات المياه والطاقة عبر استراتيجيات وطنية شاملة بالشراكة مع الدول المجاورة، في إشارة إلى سوريا.

وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة إن “هذه الاتفاقية ترهن سيادة الأردن وقطاعاته الأساسية للكيان الصهيوني”.

وفي محافظة العقبة طالب المحتجون بإلغاء اتفاقية إعلان النوايا مع إسرائيل للتعاون في مجال الطاقة الشمسية وتحلية المياه، منددين بما وصفوه بـ”الهرولة الحكومية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وقال همام سعيد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الأردن “هذه الاتفاقية اتفاقية عار (…) اتفاقية احتلال؛ لأنها تهدف إلى تحويل منطقة صحراوية إلى مزرعة كهربائية، وبالتالي إقامة مستوطنة على أرض الأردن، لذلك نرفض هذه الاتفاقية”.

ودأب الإسلاميون، منذ أن خسروا في الانتخابات التشريعية السابقة وفقدوا ثقلهم التشريعي، على استثمار الاحتقان الشعبي جراء الأزمة الاقتصادية ومحاولة كسب تأييد الشرائح الشعبية الأردنية المعادية لإسرائيل من أجل إحراج السلطة وتأليب الرأي العام ضد خططها لتفادي نقص مائي حاد أثر على قطاع الزراعة والحياة اليومية للمواطنين.

وفقدت جماعة الإخوان المسلمين تأثيرها التشريعي في البرلمان الأردني بعد أن منيت بهزيمة قاسية في الانتخابات الفارطة وبالتالي باتت عمليا خارج المعادلة البرلمانية.

وأمام هذا الواقع لم يبق للجماعة، حسب مراقبين، إلا تعبئة الشارع والرهان على ثقل اجتماعي تغذيه العشائرية للظهور في موقع قوة قادرة على ضبط الوضع العام والإيحاء بأن السلطة ستكسب الود المجتمعي إذا عولت عليها.

همام سعيد: الاتفاقية تهدف إلى إقامة مستوطنة على أرض الأردن

ووجد الإخوان المسلمون في اتفاقية الطاقة مقابل المياه التي تعتزم المملكة توقيعها مع إسرائيل فرصة مواتية لاستعراض العضلات بالتعبئة الجماهيرية والدعوة إلى احتجاجات حاشدة ضد التطبيع، في خطوة يقول مراقبون إنها تهدف إلى مساومة السلطة وتحقيق مكاسب سياسية قد تعيدهم إلى الواجهة. ويخدم الاحتقان الاجتماعي الذي يشهده الأردن واستفحال نسبة البطالة وقصور برامج السلطة للتعافي الاقتصادي أجندات الجماعة التي وجدت في ذلك بيئة مواتية للتحشيد السياسي تحت يافطة المطالب الاجتماعية ومناهضة التطبيع، وهو مشترك أردني جامع لا يخص طيفا مجتمعيا بعينه.

وبعيدا عن المناكفات السياسية الضيقة يرى خبراء أن التعاون بين إسرائيل والأردن في مجال الموارد المائية ينتعش تحت ضغط التغير المناخي الذي يتسبب في موجات جفاف تزداد حدة، ما قد يلعب دورا أيضا في تحسين العلاقات بين البلدين على أصعدة أخرى.

وتقول إريكا وينثال، الأستاذة في جامعة ديوك الأميركية المتخصصة في السياسة البيئية العالمية، إن “المياه مورد يسمح للخصوم بإيجاد طرق للتعاون”.

وتضيف وينثال “إذا نظرنا إلى المعطيات نلحظ تعاونا بشأن المياه أكثر من نزاعات حولها، وعند الحديث عن نزاع يكون غالبا شفاهيًّا”.

والأردن من أكثر الدول التي تعاني نقصا في المياه، إذ يواجه موجات جفاف شديدة. وبدأ تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال قبل معاهدة السلام الموقعة في 1994. وكذلك تعاني إسرائيل من الجفاف، إلا أنها تملك تكنولوجيا متقدمة في مجال تحلية مياه البحر.

2