توسع الاحتجاجات في إيران بعد مقتل فتاة على يد شرطة الأخلاق

الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي يعلنون الحداد العام والإضراب الأحد والاثنين، فيما تواصل السلطات الإيرانية إنكار مسؤولية النظام عن الحادث.
الأحد 2022/09/18
مقتل الشابة الكردية يتصدر الصحف الإيرانية

طهران – تتواصل الاحتجاجات في إيران عقب وفاة امرأة شابة بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي تطبق القواعد الصارمة الخاصة بارتداء الحجاب، تحت التعذيب، فيما أعلنت الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي الحداد العام والإضراب الأحد وغدا الاثنين، في وقت تواصل السلطات الإيرانية إنكار مسؤولية النظام عن الحادث.

كما أفادت منظمة حقوقية بإصابة 5 أشخاص بينهم حالات حرجة برصاص الأمن الإيراني ضد محتجين في مدينة سقز.

وأعلنت الأحزاب الكردية الإيرانية والنشطاء المدنيون والسياسيون الأحد إضرابا عاما في المحافظات الكردية، حيث تنتمي الشابة مهسا أميني إلى مدينة سقز بكردستان غربي البلاد.

وطلب "مركز تعاون أحزاب كردستان الإيرانية" من جميع فئات شعب كردستان والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ونشطاء حقوق الإنسان المشاركة في الإضراب.

وأعلن ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي الأحد وغدا الاثنين حدادا عاما للإيرانيين.

 وقال إن "مقتل مهسا أميني الصادم على يد نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران والمعادي للمرأة، أضر بمشاعر الأمة الإيرانية. هذا الشعور العام، والحداد الوطني، والغضب، هو رمز لقرار شعب يقف في وجه الموت للحصول على حقوقه".

وأضاف "المقاومة الشديدة التي امتدت 43 عاما والتي تزينت بدم ندا آقا سلطان لن تنتهي بدم مهسا.. نحن بحاجة إلى ربط هذا الحزن والغضب بالتضامن الوطني والأمل بغد خال من ظلم الجمهورية الإسلامية".

كما نددت زوجة شاه إيران السابق فرح بهلوي في بيان بمقتل مهسا أميني قائلة "مرة أخرى، مات أحد أبناء إيران على يد نظام مناهض لإيران. بصفتي أما إيرانية، أقدم التعازي القلبية لوالدة جينا ووالدها وأقاربها على هذه المأساة الكبيرة والمؤلمة".

وشهدت إيران تظاهرات ليلية تنديدا بمقتل الفتاة الكردية على يد شرطة الأخلاق، وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق السبت إلى سنندج عاصمة الإقليم، حيث أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا تهتف "سقز ليست وحدها، سنندج تدعمها".

وشوهد المتظاهرون وهم يواجهون شرطة مكافحة الشغب وسط دوي إطلاق نار متقطع.

واستمرت الاحتجاجات في ساعة متأخرة من الليل في سنندج، مع نشر مقاطع مصورة تظهر شبانا يحرقون إطارات سيارات ويرشقون شرطة مكافحة الشغب بالحجارة عبر سحب من الغاز المسيل للدموع.

وأقدم المحتجون على تمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، فيما واجهت قوات الأمن المحتجين بالغاز المسيل للدموع.

وهتف بعض المحتجين "الموت للدكتاتور"، في إشارة إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع.

وظهر رجل واحد على الأقل مصابا في رأسه في مقطع مصور، حيث أمكن سماع شخص آخر يقول إنها إصابة بالخرطوش.

وفي الشهور القليلة الماضية حثّ نشطاء حقوقيون النساء على المجاهرة بخلع الحجاب، فيما يعرضهن لخطر القبض عليهن بتهمة تحدي قواعد الزي الإسلامي، في وقت تشدد فيه السلطات الدينية حملة على ما تسميه "السلوك غير الأخلاقي".

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة على ما يبدو أنه إجراءات شديدة الوطأة، اتخذتها وحدات شرطة الأخلاق ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.

وأجرت السلطات تحقيقات في وفاة مهسا، لكن طبيبا شرعيا قال السبت إن ظهور نتائج فحص الجثة قد يستغرق ثلاثة أسابيع. وقال وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي للتلفزيون الحكومي "لم ترد تقارير عن تعرضها للضرب".

وذكرت الشرطة أن الشابة أصابتها وعكة صحية وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه، رافضة بذلك مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي ترجح تعرضها للضرب.

وأظهرت لقطات دائرة تلفزيونية مغلقة نشرتها الشرطة الرواية الرسمية لما حدث. ولم يتسن التحقق من اللقطات.

وقالت الشرطة في وقت سابق إن مهسا تعرضت لأزمة قلبية بعد اقتيادها إلى المركز التابع لشرطة الأخلاق، من أجل "إقناعها وإرشادها"، نافية مزاعم تعرضها للضرب. ونفى أقاربها أنها كانت مصابة بأي مرض في القلب.

ونشرت شخصيات رياضية وفنية بارزة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي حول وفاة مهسا، ونظمت احتجاجات في طهران الجمعة وسط حضور كثيف لشرطة مكافحة الشغب.

وجاء في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن السلطات قيّدت على ما يبدو الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول في سقز والمناطق المجاورة، كما حدث خلال الاحتجاجات السابقة.

وأفاد مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت بوقوع "انقطاع كبير للإنترنت" في طهران الجمعة، وربطه بالاحتجاجات.