تورط دبلوماسي إيراني في هجوم فرنسا يربك زيارة روحاني إلى النمسا

الرئيس الإيراني حسن روحاني يعتبر اتفاق فيينا حجر الزاوية في سياسة الانفتاح على الغرب والتي يتعرض بسببها لانتقادات حادة من المعسكر المحافظ المتشدد في الداخل.
الأربعاء 2018/07/04
أسوأ وقت

فيينا- في إطار بحثه عن شركاء اقتصاديين لمواجهة اعادة فرض العقوبات الاميركية، يزور الرئيس الايراني حسن روحاني فيينا الاربعاء في اطار جولة ألقت عليها ظلالاً قضية الكشف عن مخطط لتنفيذ هجوم على مجموعة ايرانية معارضة في فرنسا.

وتزامن تقريباً مع الزيارة التي قالت طهران انها تكتسي "أهمية قصوى" على صعيد التعاون بين الجمهورية الاسلامية وأوروبا بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي، توقيف دبلوماسي إيراني معتمد في فيينا يشتبه بتورطه في التخطيط للاعتداء.

وقبل ساعات فقط على استقبالها روحاني، استدعت فيينا على عجل السفير الايراني لابلاغه بانها ستستحب اعتماد الدبلوماسي الذي أوقف السبت في المانيا ويمكن ان يتم ترحيله قريبا الى بلجيكا حيث يجري تنسيق التحقيقات حول مخطط الاعتداء بحسب ما نقلت وكالة "دي بي ايه" عن نيابة بامبورغ في جنوب المانيا.

وقالت مصادر عدة بان المشتبه به لا يمكنه الاستفادة من الحصانة لانه ارتكب الجنحة المزعومة في بلد غير البلد المعتمد فيه. إلا أن هذا الارباك لم يؤد الى تعديل برنامج روحاني الذي وصل فيينا الاربعاء بعد زيارة رسمية الى سويسرا ومن المقرر ان يلتقي خلال الصباح نظيره النمساوي الكسندر فان دير بيلن ورئيس الحكومة سيباستيان كورتز.

وتشهد ايران والنمسا حركة دبلوماسية نشيطة، ففي سبتمبر 2015 وبعد أسابيع فقط على توقيع الاتفاق النووي، كان سلف فان دير بيلن أول رئيس دولة غربية يقوم بزيارة رسمية الى ايران منذ العام 2004.

الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي "مدبر" محاولة الاعتداء والمخطط الرئيسي لها
الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي "مدبر" محاولة الاعتداء والمخطط الرئيسي لها

وكان روحاني الرئيس المحافظ المعتدل الذي أعيد انتخابه في 2017 بدعم من الاصلاحيين من أبرز مهندسي اتفاق فيينا مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف. ويعتبر روحاني الاتفاق حجر الزاوية في سياسة الانفتاح على الغرب التي ينتهجها والتي يتعرض بسببها لانتقادات حادة من المعسكر المحافظ المتشدد في الداخل.

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أعلن في مايو انسحابا احادي الجانب لبلاده من الاتفاق النووي ما أدى الى انتقادات من الدول الاخرى الموقعة (ايران والمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والتي تبذل جهودا لانقاذ الاتفاق بعد ان فتح الانسحاب الاميركي الباب أمام فرض عقوبات جديدة على ايران.

وبالتالي فان الاشتباه بممثل رسمي للحكومة الايرانية في التخطيط لاعتداء يصادف في أسوأ وقت بالنسبة الى طهران والجهات الاخرى الموقعة على الاتفاق.

وقال "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" الذي تنضوي ضمنه منظمة مجاهدي خلق الاثنين ان "دبلوماسي نظام الملالي في النمسا أوقف في المانيا ويدعى اسد الله اسدي"، واتهمه بانه "مدبر" محاولة الاعتداء "والمخطط الرئيسي لها".

ويشتبه بانه كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من اصل إيراني أرادا تنفيذ تفجير في فيلبانت قرب باريس، خلال تجمع لمجاهدي خلق وهي حركة معارضة في المنفى تأسست في 1965 وحظرتها السلطات الايرانية في 1981.

وقد اوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي متفجرات يدوية الصنع، الى جانب "جهاز للتفجير".

وشارك حوالي 25 الف شخص في تجمع حركة مجاهدي الشعب بحضور اثنين من المقربين الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.

وذكر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية النمسوية ان أسدي يشغل منصب المستشار الثالث في سفارة ايران لدى فيينا. واوضح ناطق باسم الوزارة ان فيينا ابلغت سفير ايران بقرارها لدى استدعائه الى الوزارة الاثنين بعد اعلان القضاء البلجيكي عن احباط مخطط لتنفيذ هجوم. واكدت طهران التي اثارت القضية استياءها، انها "عملية مزيفة".

وما يزيد من حساسية الوضع ان وزراء خارجية الدول الخمس الموقعة على الاتفاق حول برنامجها النووي سيجتمعون الجمعة في فيينا للمرة الاولى منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو الماضي، حسبما اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

متابعة خبر نشر في عدد 04 يوليو 2018: النمسا تعتقل دبلوماسيا إيرانيا وتسقط الحصانة عنه