توحيد المؤسسة العسكرية يتقدم على غيره من مسارات تفكيك عقد الأزمة الليبية

طرابلس - عقد اجتماع مهم بين قيادات من المؤسسة العسكرية شرق ليبيا وممثلين لقوات من غرب البلاد في العاصمة طرابلس، تم خلاله التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لتوحيد المؤسسة العسكرية، وأيضا تشكيل حكومة موحدة.
ويرى متابعون أن اللقاء الأمني يشي بتقدم مهم في مسار توحيد الفصائل العسكرية المتنافسة، على عكس باقي المؤسسات حيث لا يزال الوضع ضبابيا لاسيما لجهة التعاون بين مجلسي النواب والأعلى للدولة بشأن استكمال النقاط الخلافية لإجراء الانتخابات.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي الاثنين إن الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي عقد في طرابلس كان “بمثابة عملية بناء ثقة مهمة للقيادات الأمنية والعسكرية الليبية”.
وأثنى باتيلي، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، على “الروح الوطنية التي أظهرها المشاركون”، معبرا عن أمله في أن “يغدوا قدوة للآخرين الذين يسعون للتوصل إلى حلول للأزمة السياسية في ليبيا”.
الاجتماع ناقش توحيد الجهود لتنظيم الانتخابات ووضع آليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية
وعقد الاجتماع في مجمع قاعات فندق ريكسوس بالعاصمة الليبية، وناقش أساسا توحيد الجهود لتنظيم الانتخابات، ووضع آليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية.
وضم وفد القيادة العامة للجيش الليبي في الاجتماع كلا من رئيس الأركان العامة الفريق عبدالرزاق الناظوري، ووكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج قعيم، ومدير مكتب المشير خليفة حفتر خيري التميمي، وآمر “اللواء 128 معزز” حسن معتوق الزادمة، وآمر “لواء طارق بن زياد” عمر مراجع، وعضوي اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” مراجع العمامي والمهدي الشريف، بالإضافة إلى باسم البوعيشي.
ومثل حكومة الوحدة في الاجتماع وزير الداخلية عماد الطرابلسي، وكل من آمر “لواء 444 قتال” محمود حمزة، ورئيس جهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي، وآمر “اللواء 52 مشاة” التابع لمنطقة الساحل الغربي العسكرية محمود حمزة، وآمر قوة مكافحة الإرهاب مختار الجحاوي، وآمر الكتيبة 301 مشاة عبدالسلام الزوبي، وآمر قوة العمليات المشتركة العميد عمر بوغدادة.
ويأتي اللقاء ضمن ما يسمى اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، التي تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في شرق ليبيا ومثلهم من طرف قوات الغرب، وتعقد منذ عامين حوارات داخل وخارج ليبيا لتوحيد الجيش تحت رعاية الأمم المتحدة تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020 عقب حرب بينهم.
المجتمعون اتفقوا على عقد اجتماع قادم خلال شهر رمضان الجاري في مدينة بنغازي
وتوصل المشاركون في الاجتماع إلى توافق حول عدة نقاط منها “مواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة، وإيجاد حكومة موحدة”.
ونص البيان الختامي للاجتماع أيضا على “أن يكون الحوار ليبيا – ليبيا وداخل الأراضي الليبية، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين القادة العسكريين والأمنيين مع اللجنة العسكرية ‘5+5’ في اجتماعها الأول في تونس والثاني في طرابلس”.
كما دعا البيان إلى “نبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله على كامل التراب الليبي، وزيادة المجهودات لحل مشاكل المهجرين والنازحين والمتضررين من الاقتتال والحروب، واستكمال جهود المصالحة الوطنية وجبر الضرر، والمضي في مسعى الانتخابات، وحث مجلسي النواب والأعلى للدولة على استكمال الإجراءات المنوطة بهما”.
واتفق المجتمعون على عقد اجتماع قادم خلال شهر رمضان الجاري في مدينة بنغازي (شرق).
وخلال الاجتماع جدد باتيلي دعوته جميع القادة في الشرق والغرب والجنوب “إلى توطيد دعائم السلام في ليبيا”، مشيرا إلى أن “قادة الوحدات الأمنية والعسكرية سيضطلعون بدورٍ مهمٍ في التوافق حول الترتيبات الأمنية والقضايا الرئيسية الأخرى التي ترافق المسار الانتخابي”.
وفي السابع عشر من مارس الجاري دعا باتيلي أطراف النزاع المنخرطين في مباحثات توحيد المؤسسة العسكرية إلى دعم توفير بيئة آمنة لإجراء الانتخابات.
ويأمل الليبيون بدعم أممي ودولي في الوصول إلى انتخابات لحل صراع على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب (شرق) في مطلع 2022 برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد ومنتخب.