توجه لأسلمة التلفزيون السوري تحت قيادة موال لهيئة تحرير الشام

هل باستطاعة مسؤول عن صفحة على فيسبوك تلمّع الجولاني أن يدير تلفزيونا رسميّا.
الجمعة 2024/12/20
الإعلام سيد المرحلة

تتواصل الانتقادات في سوريا بعد قرار الحكومة المؤقتة تعيين أحد المحسوبين على هيئة تحرير الشام مديرا للإذاعة والتلفزيون، وهو معروف بتشدده وتبييض صفحة الجولاني.

دمشق - أثار تعيين علاء برسيلو مديرا عاما للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كونه شخصية بارزة في الإعلام الموالي لهيئة تحرير الشام وعمل على تلميع صورة الهيئة وقائدها أحمد الشرع المعروف باسم أبي محمد الجولاني منذ سنوات.

يذكر أن الجولاني كان قد انتسب في شبابه إلى اختصاص الإعلام بقسم التعليم المفتوح في جامعة دمشق، وعُرفت عنه عنايته بالإعلام، سواء لتعزيز صورته أو لتزيين حكمه لإدلب داخلياً وخارجياً. وهو نموذج يستنسخه حاليا باستدعاء كم هائل من الصحافيين الغربيين إلى “سوريا الجديدة” بهدف الترويج للحكام الجدد.

وتداول الناشطون على الشبكات الاجتماعية صورة الشاب الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، متسائلين عن الخبرة التي تخول له أن يكون مديرا للتلفزيون السوري، في ظل الفوضى التي تشهدها مؤسسات الإعلام السوري منذ سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر الجاري، خصوصا أن جميعها كانت تدور في فلك الرئيس السابق بشار الأسد، وتحتاج إلى خبرة وفريق عمل قادر على التعاطي مع المرحلة الجديدة الحساسة.

علاء بسيلو كان مسؤولا عن صفحة في فيسبوك مرتبطة بهيئة تحرير الشام، وعمل مديراً لمنصة مقربة من الهيئة

وقال ناشطون إن برسيلو كان مسؤولا عن صفحة في فيسبوك مرتبطة بهيئة تحرير الشام، وعمل مديراً لمنصة “المبدعون السوريون” في إدلب، وهي منصة مقربة من الهيئة، وظهر في مقاطع فيديو هاجم فيها مثلاً عمل النساء خارج المنزل، وروج لغيرها من التفاصيل المُحافظة.

ورأى ناشطون أن تعيين برسيلو يأتي متزامنا مع توالي القرارات التي فرضها قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع وأثارت سابقاً ردود أفعال مشابهة، حيث تأتي القرارات بهذه الصيغة غير الرسمية من دون تبنيها كـ”جس نبض” للشارع قبل تثبيت الشخصيات أو التراجع عنها لاحقاً.

وتساءل معلقون عن مؤهلات الرجل. وكتب مغرد:

SyrianNationAR@

من تعيينات الجولاني علاء برسيلو الذي صار مديرا عاما للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق. العمر: 33 سنة. الخبرة: مسؤول عن صفحة على فيسبوك تابعة لهيئة تحرير الشام، وكان مصورا مرافقا لصقور الحق التابعة للجبهة الإسلامية السلفية.

وانتشرت التعليقات على فيسبوك المنتقدة للقرار والمتوجسة من أسلمة التلفزيون السوري الذي من المفترض أن يكون جامعا لكل السوريين لا أن يكون صوتا لطيف واحد، ونشر ناشط مقطع فيديو لأحد العاملين مع برسيلو ينتقد فيه الديمقراطية واستغلالها من قبل النظام السابق بنبرة لا تخلو من طائفية، وعلق قائلا:

Shiyar Khaleal

إذا كان خبر تعيين برسيلو مديراً للتلفزيون السوري صحيحا حسب ما نشر تلفزيون سوريا عن مصادر خاصة فهذه مصيبة.

استمعوا إلى خطاب فريق مدير التلفزيون السوري الجديد الذي تم تعيينه من قبل الجولاني (حسب تلفزيون سوريا).

هذا صديق ومن ضمن فريق علاء برسيلو مدير صفحة “المبدعون السوريون” الذي كان يروّج لهذه الأفكار المتطرفة منذ فترة قريبة قبل أن يتم تعيينه مديراً للتلفزيون.

نموذج عن حكم الجولاني لسوريا.

نسخة لمن يروجون للجولاني من أجل حكم سوريا والسوريين.

الفيديو لأحد أعضاء فريق مدير التلفزيون الجديد بمنصته التي تسمى “المبدعون السوريون”.

واعتبر معلق على إكس:

K_11_10N@

في استمرار لحالة الانفراد بالحكم والدكتاتورية والتخلف #الجولاني يعين #علاء_برسيلو رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون في #سوريا.

هذه المؤسسة العريقة التي خرج منها أهم مذيعي الوطن العربي، وعند مراجعتنا السيرة الذاتية نجد أنه من مواليد 1993 ومقاتل في #هيئة_تحرير_الشام. الصادم أنه لا يملك شهادة جامعية.

وقال آخر إن القيادة المستمرة تحاول جس نبض الشارع بهذه القرارات لاستكشاف المدى الذي يمكنها التمدد فيه وفرض أجندتها على المجتمع السوري:

Bushra Arnous

علاء برسيلو هو البداية.. جس نبض الشارع والمماطلة في تشكيل الحكومة لكسب شرعية الشعب؛ ألاعيب مكشوفة ومعروفة.

وتساءل الكثيرون عن خبرة المدير الجديد. وكتب معلق في هذا السياق:

Yamen Al-mughraby

ما هي خبرات وقدرات السيد علاء برسيلو ليتولى مهمة بحجم إدارة #الهيئة_العامة_للإذاعة_والتلفزيون؟

مرة جديدة جس نبض.

واعتبر آخر أن خبرة برسيلو لا تتعدى كونه مسؤولا عن صفحة، بينما يوجد الكثير من الإعلاميين المتميزين:

Ahmad M S Alkhalil

مفسبك (نسبة إلى فيسبوك) غير معروف صار مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون:

هناك عدد كبير من الإعلاميين المتميزين والكفاءات ممن انشقوا عن النظام وأيضاً ممن بقوا في البلد.

وأبو محمد يعين شخصا مغمورا كتب عدة منشورات على فيسبوك مديرا عاماً للإذاعة والتلفزيون!

فيما يحتل خريجو الشريعة حالياً بعضا من أهم مفاصل الدولة ويقولون: طولوا بالكم شوية وامنحوه فرصة!

مثلما كان بشار يقول: أنا ما عندي عصا سحرية.

وقالوا حينها: أعطوا فرصة للطبيب الشاب الذي حول سوريا إلى ركام!

من هو علاء برسيلو؟!

ورأى آخر أن هذا القرار كارثة:

Fadi Hussein

تعيين علاء برسيلو مديرا للإذاعة والتلفزيون هو كارثة جديدة… علاء كان مسؤولا عن تزوير وتشويه وتمييع وتسخيف أي حراك أو مظاهرات ضد الهيئة في إدلب… يعني قناة الدنيا صارت تتبع الهيئة.

وحاولت بعض وسائل الإعلام الموالية للهيئة الدفاع عن صورة المدير الجديد وقالت إنه يأخذ على عاتقه مهمة مواجهة تحديات كبيرة، تتطلب جهودًا استثنائية من أهمها استعادة ثقة الجمهور، فبعد سنوات من الصراع تأثرت سمعة الإعلام الرسمي، وأصبحت استعادة المصداقية لدى الجمهور السوري إحدى أولويات المرحلة القادمة.

كما أن إحدى أولويات المرحلة القادمة تطوير المحتوى الإعلامي فهناك حاجة ملحّة إلى تقديم محتوى حديث وجاذب يعكس الواقع السوري ويلبي تطلعات مختلف الشرائح، مع التركيز على القضايا المجتمعية والثقافية.

ويبرز أيضا التنافس مع الإعلام البديل في ظل الانتشار الواسع للإعلام الرقمي والقنوات غير الرسمية، ويحتاج برسيلو إلى وضع إستراتيجيات مبتكرة تعزز مكانة الهيئة في الفضاء الإعلامي السوري والإقليمي.

ويرى السوريون أنه من غير الطبيعي أن يتوجهوا إلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية لسماع ما يدور في بلدهم، في حين أن هناك مؤسسة سورية تم إيقافها عن العمل، حيث كان من الأجدر العمل على استمراريتها لتكون مصدرا لوسائل الإعلام الأخرى، بدلا من إعطاء امتيازات لوسيلة إعلامية سورية واحدة أو اثنتين.

وانتقد كثيرون ما أقدمت عليه الحكومة المؤقتة في سوريا بوقف بثّ إذاعة “شام أف أم” التي تحظى بانتشار واسع؛ إذ أعلنت الأخيرة اعتذارها عن عودة بث برامجها وتغطياتها ونشراتها الإخبارية، وقالت إن ذلك التزام منها بقرار وزارة الإعلام في الحكومة الجديدة. علماً أن الإذاعة نفسها كانت تعرضت سابقاً لأمر مماثل، ففي عام 2010 أوقفت الحكومة السابقة بثّها.

وبحسب ما نشره مدير الإذاعة سامر يوسف على صفحته في فيسبوك، فإن مسؤول الإذاعات في وزارة الإعلام في حكومة تسيير الأعمال محمد الشيخ طلب توقيف العمل بالبرامج والتغطيات والأخبار حتى إشعار آخر من دون تبيان السبب.

وتتمتع إذاعة “شام أف أم” بقاعدة جماهيرية كبيرة في سوريا، وتركت بصمة راسخة في ذاكرة السوريين من خلال صوت الإذاعية السورية المعروفة هيام حموي، التي عملت سابقاً في إذاعة “مونت كارلو الدولية”.

5