توجه سعودي لزيادة مراكز الإرشاد الأسري والتوعية به

الرياض – أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي السعودي، على حاجة المجتمع إلى الإرشاد الأسري كوسيلة فعالة لمساعدة الأسر في التغلب على التحديات وتحقيق توازن أفضل في الحياة، إذ أن الكثير من العائلات لا تعي أهمية هذا الجانب.
وقال الوزير خلال حديثه في منتدى الأسرة في نسخته الـسابعة الأحد، أن 52 بالمئة من الأطفال بالمملكة شاهدوا الخلافات الأسرية، مضيفا أن 31 بالمئة من سكان المملكة يقضون 8 ساعات أسبوعيا في ألعاب الفيديو، وهذا يبين حجم مشكلة الانعزال عن الأسرة، مشيرا إلى أن 29 بالمئة من المجتمع لا يعي أو لا يهتم بموضوع الإرشاد الأسري، والمستفيدين من الإرشاد فقط 14 بالمئة.
وتوقع أن يزيد الطلب على الإرشاد الأسري من 14 بالمئة إلى 28 بالمئة بعام 2027، وأن يرتفع عدد المراكز من 98 إلى 197 مركز بحلول 2027، ما يعني زيادة بعدد الوظائف في المجال، كما توقع رفع الوعي بالإرشاد الأسري من 29 بالمئة إلى 65 بالمئة بعام 2027.
وأعدت الإدارة العامة لمراكز التوجيه والإرشاد الأسري بالوزارة بالتعاون والتكامل مع الجهات الحكومية والأهلية والقطاع غير الربحي استراتيجية الإرشاد الأسري، ونصت رسالتها على تطوير وإدارة خدمات الإرشاد بمهنية وابتكار عبر أفضل الكفاءات والمنهجيات والممارسات العالمية لأسرة مستقرة ومجتمع متماسك، لرفع الوعي بأهمية الإرشاد الأسري وزيادة التغطية الجغرافية وانتشار الخدمات وتعزيز التكامل مع الشركاء وصولا إلى تحقيق الأثر المستهدف.
52
في المئة من الأطفال شاهدوا الخلافات الأسرية وثلث المجتمع لا يهتم بالإرشاد الأسري
وبحسب الوزير فإن رحلة إعداد استراتيجية الإرشاد الأسري استغرقت أكثر من 1200 ساعة عمل عقدت خلالها 12 ورشة عمل بمشاركة ما يزيد على 13 جهة من مختلف القطاعات.
وتستهدف السلطات السعودية الوصول إلى 5 آلاف متخصص في الإرشاد الأسري بنهاية 2030، وقد ساهم مركز “واعي” للإرشاد الأسري بالرياض في 3 آلاف ساعة استشارة للإرشاد الأسري في عام 2023، كما ساهم مركز “وئام” بالدمام فقد ساهم العم الماضي بـ11 ألف ساعة استشارية.
من جهته قال وزير التعليم يوسف البنيان، إن تجويد التعليم ومخرجاته يرتكزان على التكامل ما بين المدرسة والأسرة، وأن عدم وجود هذا التكامل سيخلق فجوة كبيرة جدا في نواتج التعليم، مضيفا أن الإرشاد الأسري يهدف إلى أن يكون لدينا مواطن صالح ومتصالح مع نفسه ومجتمعه وهذا من أهم الركائز الأساسية التي تعمل عليها الحكومة.
وأكد على أهمية تعزيز دور مجالس أولياء الأمور، فهي من أهم المكونات لتعزيز نواتج التعلم والربط ما بين الأسرة والمدرسة، ودعا إلى ضرورة تدريب الأبناء على كيفية التعامل مع الانترنت بطريقة آمنة، مشيرا إلى أن الوزارة تتعاون مع وزارة الصحة لتعزيز الصحة النفسية للطلاب.
وأضاف أن الإرشاد الأسري يعزز من التواصل مع الأسرة وتمكينها من معرفة ما يدور في المدرسة ومعرفة محتوى المنهج وما يحتاجونه من ممكنات لدعم ابنهم لأن التعليم يبدأ من الأسرة وينمو في المدرسة فهي عملية تكاملية.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الإعلام عبداللطيف العبداللطيف، أن الهيئة وضعت مجموعة من الضوابط الإعلامية للمحتوى بهدف توفير بيئة آمنة للأسرة من خلال ضمان محتوى يحترم القيم والمبادئ ويعزز من المسؤولية الاجتماعية مثل منع الترويج لمنتجات التبغ وحماية حقوق الطفل والمرأة وضمان احترام الحياة الخاصة للأشخاص، وحوكمة محتوى إعلانات المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر أن الهيئة تستهدف من خلال هذه الحوكمة ضبط جودة محتوى الإعلانات لتتواءم مع الأخلاق والقيم المجتمعية في المملكة حيث تمنع ضوابط ترخيص الإعلانات للأفراد استغلال الأطفال للترويج والتسويق الإعلاني أو أي إعلانات تتضمن القسوة أو العنف أو التحريض على ارتكاب الجرائم والتمييز العنصري أو إثارة النعرات.
وبين أن الهيئة تعمل على متابعة التزام الوسائل الإعلامية وصانعي المحتوى الأفراد بضوابط المحتوى الإعلامي لتوفير البيئة الآمنة للأسرة، كما أولت الهيئة اهتماما في رفع جودة المحتوى الإعلامي لتعزيز القيم وضمان الطرح الإعلامي المسؤول والمتوازن والمحافظة على بيئة إعلامية سليمة وآمنة للأسرة والطفل.