توجه ثابت في إقليم كردستان العراق نحو ترسيخ خيار الشراكة مع الخليج

رئيس حكومة الإقليم يلتقي مجدّدا برئيس دولة الإمارات ويتلقى دعوة لزيارة الكويت.
الخميس 2025/02/13
أريحية في التعامل وسلاسة في تطوير العلاقات

خيار الشراكة بين إقليم كردستان العراق وبلدان الخليج والذي تدفع حكومة الإقليم بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني نحو ترسيخه جزء من سياسة أشمل تنتهجها قيادات الحزب وتقوم على توسيع نطاق شراكات الإقليم وتوسيع صداقاته داخل المنطقة وعبر العالم بما يفتح له آفاقا اقتصادية وأيضا سياسية ويساعده على مواجهة الضغوط التي تسلطها عليه قوى محلية تعمل كأذرع لجهات خارجية.

دبي - أجلى التواصل الكثيف لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع قادة بلدان خليجية ملامح توجّه ثابت لدى حكومة إقليم كردستان العراق التي يقودها الحزب بشكل رئيسي، نحو توسيع الشراكة مع تلك البلدان التي تتميّز باستقرارها الفريد وحيويتها السياسية والاقتصادية ونجاح نماذجها التنموية.

وفي ظرف أقل من شهر التقى رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني للمرّة الثانية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، فيما تلقى دعوة لزيارة الكويت، بعد أن كان قد زار مملكة البحرين في ديسمبر الماضي.

وتأتي زيارات بارزاني إلى الخليج كمظهر على حيوية الدبلوماسية التي يقودها مع باقي قيادات حزبه والهادفة إلى توسيع نطاق الشراكة بين إقليم كردستان ومختلف القوى الإقليمية والدولية بما يتيح للإقليم فرصا للتعاون الاقتصادي، ويضمن له حضورا ضمن المجتمع الدولي يمكّنه من إيصال صوته والدفاع عن وضعه إزاء محاولات التضييق عليه وزعزعة استقراره من قبل إيران وأذرعها في الداخل العراقي.

ساسان عوني: قمة الحكومات فرصة أخرى لتطوير العلاقات بين إقليم كردستان والدول
ساسان عوني: قمة الحكومات فرصة أخرى لتطوير العلاقات بين إقليم كردستان والدول

وأتاحت مشاركة مسرور بارزاني في أعمال القمّة العالمية للحكومات في دبي الالتقاء مجدّدا برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وذلك بعد اللقاء الذي كان جمع بينهما في أبوظبي في شهر يناير الماضي.

وجرى خلال اللقاء “تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في العراق والمنطقة.” وقالت وسائل إعلام محلية إنّ الجانبين “اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيز علاقات الصداقة بين إقليم كردستان ودولة الإمارات.”

وتمثّل الإمارات وجهة رئيسية لتحركات قيادات إقليم كردستان باعتبارها قوّة دفع باتجاه تحقيق الاستقرار في المنطقة والحفاظ على أمن دولها وشعوبها بفعل المواقف المعتدلة لقيادتها وشبكة العلاقات الإقليمية والدولية الثرية والمتنوّعة لتلك القيادة، وأيضا بفعل حيوية الدبلوماسية الإماراتية ونشاطها.

ويقول مراقبون إنّ الإمارات تستطيع بما تحتفظ به من علاقات متطورة مع العراق والعديد من الفاعلين السياسيين فيه القيام بأدوار بنّاءة في حلحلة القضايا التي يواجهها الإقليم.

وعلى هامش القمّة ذاتها اجتمع بارزاني مع رئيس وزراء دولة الكويت الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح واستعرض معه “آخر تطورات الأوضاع على الساحة العراقية ومجمل المستجدات في المنطقة.” وقد أكّد الجانبان “على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيد سبل التعاون والتنسيق المشترك بين إقليم كردستان ودولة الكويت في مختلف المجالات.”

وتلقى مسرور بارزاني دعوة من الشيخ أحمد العبدالله لزيارة الكويت ستكون في حال إجرائها رابع زيارة يقوم بها رئيس وزراء إقليم كردستان إلى الخليج في ظرف عدّة أشهر.

فبالإضافة إلى زيارتيه إلى الإمارات كان بارزاني قد زار أيضا مملكة البحرين في شهر ديسمبر الماضي حيث التقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد الأمير سلمان بن حمد وعددا من قادة المملكة وكبار مسؤوليها، وفتح معهم العديد من ملفات التعاون الثنائي بين الإقليم والمملكة.

ويسير التطور الملحوظ في علاقات إقليم كردستان العراق بدول الخليج على أرضية من المشتركات في المقاربات القائمة على ربط الاستقرار السياسي والاجتماعي بالتنمية والازدهار الاقتصادي، وعلى أساس من التقارب في الرؤى بشأن قضايا المنطقة وتطوراتها.

ووصف بارزاني مشاركته في القمة العالمية للحكومات بدبي بـ”أنها فرصة جيدة للقاء زعماء العالم لمناقشة القضايا المهمة وتبادل وجهات النظر حول كيفية مواجهة التحديات.”

وأثار خلال لقاء تلفزيوني موضوع فرص الاستثمار المربح والآمن التي توفّرها حكومته في الإقليم. وقال إنّ القمّة “تشكّل منصة مهمة لمشاركة قادة العالم وحكوماته مناقشة القضايا التي تهم السكان وتحظى باهتمام شعوب المنطقة وقلقهم.”

وجاءت مشاركة بارزاني في القمة بعد فترة وجيزة من حضوره أشغال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الشخصيات الدولية والإقليمية من بينها أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس أذربيجان إلهام علييف ووزير خارجية فرنسا جان نويل بارو ورئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش وولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وجواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية وأحمد الشيباني وزير خارجية سوريا.

واكتسى النشاط الكثيف لبارزاني أهمية استثنائية بفعل طبيعة المرحلة التي يمرّ بها إقليم كردستان والتي تتميّز باشتداد الضغوط المسلطة عليه من قبل الأحزاب والفصائل الشيعية والتي اتّخذت من القضايا الاقتصادية والمالية وسيلة لتصفية الحسابات السياسة مع قيادة الإقليم من خلال إثارتها المشاكل بشأن حصته من الموازنة الاتحادية والأموال المخصصة لصرف رواتب موظّفيه.

وتحدّث وزير البلديات والسياحة في حكومة إقليم كردستان ساسان عوني عن أهمية مشاركة وفد حكومة الإقليم في القمة العالمية للحكومات بدبي وما تتيحه تلك المشاركة من فرص لـ”تطوير العلاقات بين الإقليم والدول.”

كما وصف في حديث لموقع كردستان أربع وعشرين القمة العالمية بـ”المهمة للغاية لأنها تجمع صنّاع القرار والمسؤولين الرئيسيين من أغلب دول العالم القوية.”

3