توجس في ألمانيا من نوايا لترحيل السوريين إلى بلادهم

وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر يعتزم عدم تمديد حظر الترحيل لـ5719 سوريا لا يزال يُنظر إليهم على أنهم معارضون لنظام الأسد.
الثلاثاء 2020/12/08
السوريون يدفعون ثمن جرائم وسلوكيات فردية

برلين- تصاعدت في ألمانيا الانتقادات للسلطات بسبب تفكيرها في عدم تمديد حظر الترحيل إلى سوريا، حيث تعتبر العديد من المنظمات والأحزاب أن الأخطار الأمنية لا تزال ماثلة هناك. 

وانتقدت منظمة “برو أزول” الألمانية المعنية بشؤون اللاجئين خطط وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الرامية إلى عدم تمديد الحظر العام الذي تفرضه بلاده على الترحيل إلى سوريا. وترى المنظمة أن التعذيب والملاحقة التعسفية يمكن أن يطالا أي فرد في سوريا.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة، جونتر بوركهارت، إنه من غير المناسب على الإطلاق أن يناقش وزراء الداخلية على المستوى الاتحادي والولايات خلال اجتماعهم الخريفي هذا الأسبوع مسألة إنهاء الحظر العام المفروض على الترحيل إلى سوريا، وأضاف “النظام السوري لا يمكن التنبؤ بتصرفاته على الإطلاق”.

وذكر بوركهارت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن اقتراح وزير الداخلية الاتحادي، هورست زيهوفر، في هذا الشأن ما هو إلا مجرد “دعاية شعبوية”. ويقترح زيهوفر عدم تمديد الحظر العام الذي تفرضه بلاده على الترحيل إلى سوريا، إلى ما بعد 31 ديسمبر.

متحدثة باسم وزارة الداخلية ذكرت أن هورست زيهوفر أراد إرسال رسالة إلى "الخطيرين أمنيا" بأنهم فقدوا حقهم في البقاء في ألمانيا
هورست زيهوفر أراد إرسال رسالة إلى "الخطيرين أمنيا" بأنهم فقدوا حقهم في البقاء في ألمانيا

وقال الوزير مؤخرا “في مؤتمر وزراء الداخلية، سأدعو إلى أن نفحص مستقبلا، على الأقل بالنسبة للمجرمين والخطيرين أمنيا، ما إذا كان من الممكن ترحيلهم إلى سوريا، وذلك بدلا من من فرض حظر عام على الترحيل”. وتقرر الحظر العام لأول مرة في عام 2012، وتم تمديده عدة مرات منذ ذلك الحين. 

ووفقا لمنظمات حقوقية، انتهت الحرب الأهلية في معظم مناطق سوريا حاليا، ولكن لا يزال الذين يُنظر إليهم على أنهم معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عرضة لخطر التعذيب والقتل حال عودتهم إلى هناك. وفي مناطق قليلة لا تزال تحت سيطرة الإسلاميين أو غيرهم من المسلحين، هناك أيضا مخاطر على أنصار الأسد.

وجاء في تقرير عن الوضع في سوريا صادر عن وزارة الخارجية الألمانية في مايو الماضي ’’حتى في أجزاء من البلاد حيث تراجع القتال الآن، لا يزال هناك خطر كبير من الوقوع ضحية للعنف والهجمات.. وينطبق هذا أيضا على المناطق التي يُفترض أنها أكثر سلاما في أقصى غرب سوريا والعاصمة دمشق”.

وتعتزم وزارة الخارجية الألمانية تقديم تقرير جديد عن الوضع الأمني في سوريا في موعد مشاورات وزراء الداخلية التي تبدأ الأربعاء. ومن الناحية العملية، من المرجح أن تكون عمليات الترحيل صعبة لأن ألمانيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا حاليا.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية إن زيهوفر أراد إرسال رسالة إلى “الخطيرين أمنيا” والمجرمين بأنهم فقدوا حقهم في البقاء في ألمانيا. ووفقا لوزارة الداخلية، يوجد في ألمانيا حتى نهاية أكتوبر الماضي 5719 سوريا ملزما بمغادرة البلاد.

وفي سياق متصل، قالت خبيرة شؤون اللاجئين في الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، لويزه أمتسبرج إن زيهوفر أثبت باقتراحه “أن معرفته بحالة حقوق الإنسان والوضع الأمني في سوريا سيئة على نحو مفزع”، مضيفة أن بعض وزراء الداخلية في الولايات أشاروا عن حق إلى أن “الترحيل إلى سوريا مجاف للواقع”.

وذكرت أمتسبرج أن وزارة الخارجية، التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مُلزمة الآن بـ”التأكيد على النتائج التي توصلت إليها بشأن حالة حقوق الإنسان الكارثية في سوريا في ما يتعلق بالعائدين، وبالتالي منح الولايات الدعم اللازم لتمديد الحظر العام على الترحيل إلى سوريا خلال مؤتمر وزراء الداخلية”.

ولا يرى رئيس مؤتمر وزراء الداخلية ووزير الداخلية المحلي لولاية تورينجن، جيورج ماير، فرصا لقبول مقترح زيهوفر. 

وقال ماير لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج” الألمانية الصادرة الاثنين “أرى فرصة ضئيلة للاقتراح في المؤتمر لأن وزراء الداخلية المنتمين للحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يدعمون اقتراح التحالف المسيحي لأسباب قانونية وعملية”. 

وأضاف ماير الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي “هذه الاستراتيجية مفهومة.. يريد زيهوفر ووزراء الداخلية المنتمون للتحالف المسيحي كسب نقاط من فئات معينة من الناخبين”.

5