توتر بين السودان وإثيوبيا عقب تصريحات بشأن إسقاط طائرة سلاح

الخرطوم تستدعي السفير الإثيوبي لديها لإبلاغه باستنكارها تصريحاته عن إسقاط بلاده طائرة محملة بالسلاح موجّهة إلى جبهة تيغراي دخلت عبر الأجواء السودانية.
الأربعاء 2022/08/31
تصريحات مخالفة للتقاليد الدبلوماسية في وقت يسعى البلدان لتعزيز العلاقات

الخرطوم - أعلنت الخرطوم الثلاثاء أنّها استدعت السفير الإثيوبي للاحتجاج على تصريح أدلى به الاثنين، وقال فيه إنّ جيش بلاده أسقط طائرة دخلت المجال الجوي الإثيوبي عبر الأجواء السودانية، وعلى متنها أسلحة موجّهة إلى المتمرّدين في إقليم تيغراي.

وفي الرابع والعشرين من أغسطس، أعلن الجيش الإثيوبي في بيان أنّه أسقط طائرة محمّلة بأسلحة مرسلة إلى المتمرّدين في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، بعدما "انتهكت المجال الجوي الإثيوبي" آتية من الأجواء السودانية.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم الاثنين وتناول فيه التطورات العسكرية في شمال بلاده، أكّد السفير الإثيوبي يبلتال أيميرو أليمو صحّة هذا البيان.

وقال السفير الإثيوبي "ليس هناك أدنى شكّ في أنّ الخبر المتعلّق بتحليق طائرة في الأجواء السودانية وعبورها إلى الأجواء الإثيوبية وإسقاطها من قبل الجيش الإثيوبي هو خبر صحيح".

والثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنّها استدعت سفير إثيوبيا لدى السودان لإبلاغه بـ"استنكار" الخرطوم لتصريحه هذا.

وقالت الوزارة في بيان إنّ المدير العام للشؤون الأفريقية السفير فضل عبدالله فضل "نقل للسفير الإثيوبي استنكار الوزارة للتصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام بالأمس (الاثنين)، وذكر فيها إسقاط القوات الإثيوبية لطائرة محمّلة بالأسلحة لقوات جبهة تحرير شعب تيغراي خرقت المجال الجوي الإثيوبي عبر السودان".

ونقل البيان عن المسؤول في الوزارة قوله للسفير الإثيوبي إنّ "إطلاق هذه الإدعاءات غير المؤسّسة هو أمر يخالف التقاليد الدبلوماسية المعهودة في التواصل مع السلطات الرسمية في بلد التمثيل، لاسيما وأنّ قيادة كلا البلدين تسعى لتعزيز العلاقات بينهما".

وتتعرض العلاقات السودانية - الإثيوبية طوال العامين الماضيين إلى توترات مستمرة نتيجة للنزاع حول منطقة الفشقة الحدودية، والخلافات حول سد النهضة الإثيوبي، والحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير إقليم تيغراي.

كما زادت حدة التوتر في يونيو الماضي، بعد أن أعدمت إثيوبيا 7 جنود سودانيين، وآخر مدنيا، عقب اختطافهم من داخل الأراضي السودانية.

ولاحقا، خفّت لغة التصعيد بين الطرفين، حيث قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إن الخرطوم تريد علاقات سوية ومتزنة مع الجارة إثيوبيا، بينما وجّه رئيس مجلس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسالة إلى السودانيين معددا الروابط التي تجمعهما مع بلاده.

وكان البرهان قد التقى آبي أحمد في يوليو الماضي في العاصمة الكينية نيروبي، واتفقا على حل القضايا العالقة بين إثيوبيا والسودان سلميا.

ولم توضح أديس أبابا المكان الذي أقلعت منه الطائرة ولا في أي يوم تحديدا أسقطتها قواتها.

وتتبادل الحكومة ومتمردو جبهة تحرير شعب تيغراي الاتهامات بشأن المسؤولية عن إشعال المواجهات واستئناف القتال على الحدود الجنوبية الشرقية للإقليم، الذي أنهى في الرابع والعشرين من أغسطس هدنة استمرت خمسة أشهر.

واقتصر القتال على منطقتين حول الحدود الجنوبية الشرقية لتيغراي، لكن الجمعة شنت طائرات إثيوبية غارة جوية على ميكيلي.

وأكد المتمردون أن طائرة "ألقت قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي".

وردت الحكومة الإثيوبية بأن سلاح الجو الإثيوبي لم يستهدف سوى "المواقع العسكرية"، متهمة متمردي تيغراي بأنهم "وضعوا أكياس جثث زائفة في مناطق مدنية للقول إن الطيران استهدف مدنيين".