توتر الخليج يرفع تكاليف تأمين الناقلات والاقتراض السيادي

القلق يسود بين أصحاب ناقلات النفط، التي تحمل الخام من أكبر منطقة تصدير في العالم من دخولها في حالة ارتباك قد لا تنتهي قريبا.
السبت 2019/06/15
المخاطر تشعل تكاليف الشحن

حركت سلسلة هجمات على ناقلات نفط في منطقة الخليج، تُتهم إيران بتدبيرها، أوراقا كثيرة يتوقع محللون أنها ستربك الإمدادات العالمية مع احتمال زيادة شركات التأمين تكاليف تأمين سفن الشحن، في الوقت الذي ارتفعت فيه بالفعل تكاليف تأمين الانكشاف على الديون السيادية للسعودية وقطر ولبنان بسبب ذلك التوتر.

لندن - دفعت سلسلة الهجمات، التي تعرضت لها ناقلات نفط في منطقة الخليج شركات التأمين إلى التفكير في زيادة رسوم تأمين سفن الشحن، التي تنقل الخام إلى الأسواق العالمية.

وتعرضت ناقلتا نفط في خليج عمان لهجوم مسلح الخميس الماضي بعد 32 يوما من تعرض 4 ناقلات أخرى لهجوم مماثل أمام سواحل إمارة الفجيرة الإماراتية، والتي تُتهم إيران بالوقوف خلفها.

ولم يتسبب الهجوم الأخير في خلط حسابات شركات شحن النفط أو شركات التأمين فحسب، بل أيضا تجاوز الأمر ذلك ليرفع تكلفة تأمين الانكشاف على الديون السيادية للسعودية وقطر ولبنان الجمعة.

وأظهرت بيانات آي.اتش.أس ماركت أن تكلفة التأمين على الديون السعودية لأجل 5 سنوات زادت بمقدار نقطة أساس، مقارنة مع إغلاق الخميس إلى 88 نقطة أساس.

في المقابل، ارتفعت تكلفة التأمين على ديون قطر نقطة أساس إلى 66 نقطة أساس، كما صعدت تكلفة التأمين على ديون لبنان بمقدار نقطة أساس إلى 910 نقاط أساس بعد زيادة كبيرة الخميس.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ إن قرار شركات التأمين يأتي في ظل التوقعات بتصنيف المنطقة من العالم باعتبارها منطقة حرب.

ويسود القلق بين أصحاب ناقلات النفط، التي تحمل الخام من أكبر منطقة تصدير في العالم من دخولها في حالة ارتباك قد لا تنتهي قريبا.

وأوقف كل من المالكين والشركات، التي استأجرت سفنهم الحجوزات الخميس الماضي، حيث أعادوا تقييم المخاطر على شحن الخام من الشرق الأوسط.

وكشفت المصادر أن شركة دي.أن.كي النرويجية للتأمين، والتي تقدم تغطيتها التأمينية لواحدة من الناقلتين، اللتين تعرضتا للهجوم الأخير، تعتزم زيادة رسوم التأمين ضد مخاطر الحرب.

باولو دوميكو: علينا تذكر أن 30 بالمئة من نفط العالم يمر عبر مضيق هرمز
باولو دوميكو: علينا تذكر أن 30 بالمئة من نفط العالم يمر عبر مضيق هرمز

كما تعتزم شركة التأمين المنافسة هلينيك وور ريسكس كلوب زيادة رسوم ما يسمى “تكلفة التأمين الإضافية”، التي يدفعها أصحاب السفن عند إبحار هذه السفن في الخليج، مع تطبيق هذه الزيادة فورا.

وبحسب مصدر آخر، فإن أي سفينة من حجم ناقلة النفط، التي تعرضت للهجوم يتراوح سعرها بين 30 و50 مليون دولار.

وتتحمل شركات التأمين تعويض كامل الخسائر التي تتعرض لها أي سفينة تتمتع بالتغطية التأمينية نتيجة حوادث حربية.

وتقول شركة انترتانكو إنها “قلقة للغاية” بشأن سلامة الطواقم بالمنطقة خاصة بعد تأكيد إصابة اثنين من عمالها في هجوم خليج عمان.

ونسبت وكالة بلومبيرغ لباولو دوميكو، الرئيس التنفيذي لانترتانكو، أكبر مجموعة تجارية لأصحاب ناقلات النفط “علينا أن نتذكر أن حوالي 30 بالمئة من النفط في العالم يمر عبر مضيق هرمز”.

وأضاف “إذا أصبحت المياه غير آمنة، فقد تكون الإمدادات إلى الغرب في خطر”.

وتشير بيانات تتعلق بتتبع ناقلات النفط في الخليج العربي عبر المضيق إلى أنه تم تحميل أكثر من 16 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.

وقال هالفور إيلفسن، صاحب شركة لاستئجار السفن في لندن، إن “بعض الملاك يأخذون استراحة على ما يبدو عندما يتعلق الأمر بقبول مواثيق من الشرق الأوسط بينما يقومون بتقييم مخاطر رفع النفط من المنطقة”.

وحددت لجنة الحرب المشتركة، وهي مجموعة تقدم المشورة لشركات التأمين، منطقة الخليج العربي والمياه الواقعة خارجها مباشرة باسم المنطقة المدرجة في القائمة بعد الحوادث التي وقعت قبل شهر.

وكتبت مجموعة بيمكو الصناعية، وهي أكبر جمعية شحن دولية لأصحابها، في مشورة أمنية لأعضائها تؤكد فيها أنه يتعين على شركات الشحن النظر في تحويل السفن من المنطقة.

وقالت في بيان إن “التوترات في المضيق والخليج وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها دون أي صراع مسلح حقيقي“.

وفي خطوة احترازية، طلبت شركة ميستوي أو.أس.كي للشحن من طواقم سفنها التي تعمل في المنطقة الحفاظ على دائرة نصف قطرها 12 ميلا من المنطقة، التي تعرضت فيها الناقلتان للهجوم.

وكتب نوح باركيه المحلل في جي.بي مورغان تشيس وشركاؤه في تقرير على المدى القصير أن معدلات استئجار السفن في الشرق الأوسط قد ترتفع حيث يفكر بعض الملاك في تجنب المنطقة وخفض العرض.

وتظهر دوافع الهجمات أن الهدف هو وقف تدفق الإمدادات النفطية من المنطقة وتعطيل سفن الحاويات التي تمر من خلال إحدى أهم نقاط عنق الزجاجة الاستراتيجية في العالم، بين الخليج العربي وخليج عمان.

وتؤكد شركة هاباغ لويد، وهي خامس أكبر شركة شحن للحاويات في العالم، أن واحدة من كل عشر من خدماتها المجدولة تمر عبر المضيق. وقالت إنها “ستتكيف مع عمليات الشحن حسب الظروف”.

11