توافق عربي أوروبي على حشد الدعم لإعمار غزة في مؤتمر القاهرة

المجتمعون يؤكدون رفضهم القاطع لأي نقل أو طرد للشعب الفلسطيني خارج أرضه، من غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
الاثنين 2025/03/24
عملية إعادة الإعمار معقدة ومكلفة في ظل مخاوف من تصعيد جديد

القاهرة - أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ودبلوماسيون من دول عربية وإسلامية، عن ترحيبهم بخطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية غير العادية هذا الشهر، وعبروا عن دعمهم للمؤتمر المقرر عقده قريبا في القاهرة للتعافي وإعادة الإعمار المبكر للقطاع، والعمل على حشد الموارد التي سيتم الإعلان عنها خلال المؤتمر.

وجاء ذلك في بيان مشترك صدر في القاهرة بعد اجتماع كالاس مع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بغزة والتي ضمت وزراء خارجية مصر وقطر والأردن والسعودية وتركيا والبحرين ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية خليفة شاهين المرر والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إضافة إلى ممثلين عن دولتي إندونيسيا ونيجيريا.

وقال البيان "رحب الأطراف بخطة التعافي وإعادة الإعمار العربية التي تم تقديمها في قمة القاهرة في الرابع من مارس، والتي اعتمدتها بعد ذلك منظمة التعاون الإسلامي ورحب بها المجلس الأوروبي".

وأضاف البيان "أكد الأطراف في هذا السياق أن الخطة المشار إليها تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وشددوا على رفضهم القاطع لأي نقل أو طرد للشعب الفلسطيني خارج أرضه، من غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما حذروا من العواقب الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الأعمال".

وتابع البيان "‏‎أكد الأطراف في هذا الصدد على أهمية دعم مؤتمر التعافي وإعادة الإعمار المبكر في غزة، والمقرر عقده في القاهرة بمشاركة الأطراف المعنية، ودعوا المجتمع الدولي إلى العمل على حشد الموارد التي سيتم الإعلان عنها خلال المؤتمر، وذلك لمواجهة الوضع الكارثي في غزة".

وجاءت الخطة العربية بشأن غزة ردا على مقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض السيطرة الأميركية على القطاع ونقل سكانه إلى دول مجاورة وهو ما قوبل برفض عربي واسع لا سيما من مصر والأردن.

وقال البيان "أكد الأطراف معا التزامهم الكامل بالتسوية السياسية للصراع على أساس حل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وذلك استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وبما يمهد الطريق لتحقيق السلام الدائم والتعايش بين جميع شعوب المنطقة".

ويعكس وجود دعم دولي وإقليمي واسع لجهود إعادة إعمار غزة، بمشاركة الاتحاد الأوروبي والدول العربية والإسلامية أهمية هذه الجهود.

وتعتبر إعادة إعمار غزة خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، لا سيما وأن الظروف المعيشية الصعبة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وزيادة احتمالية الصراعات، كما أن هذه الخطوة قد تساهم في دعم العملية السياسية وتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.

وتلعب مصر دوراً محورياً في جهود إعادة إعمار غزة، من خلال استضافة المؤتمر والسعي إلى حشد الدعم الدولي.

ويعتبر المؤتمر المقرر عقده في القاهرة فرصة حاسمة لحشد الموارد المالية والسياسية اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة الذي يواجه دمارا هائلاً في بنيته التحتية.

وتعد عملية إعادة الإعمار معقدة ومكلفة، حيث يشكل الوضع الأمني غير المستقر في غزة تحديا كبيرا أمام هذه الجهود، إلى جانب الحصار المفروض على القطاع والذي يعيق تدفق المواد والموارد اللازمة لإتمام إعادة الإعمار.

وتتطلب إعادة إعمار غزة مبالغ مالية ضخمة، وقد قدرت مصر والأمم المتحدة التكلفة بنحو 53 مليار دولار، ويشكل حشد هذه الموارد تحديا كبيرا، لذلك فهو يتطلب تعاونا دوليا واسعا وجهودا متضافرة من جميع الأطراف المعنية.

ومن التحديات الأخرى التي تواجه خطة الإعمار استئناف إسرائيل الحرب على غزة حيث تعتزم شن عملية عسكرية هجومية برية واسعة النطاق في القطاع ، وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية استنادا إلى مصادر لم تكشف عنها.

وبحسب المصادر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشن هجوم بري كبير في غزة اعتقادا بأن احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها سيسمح لهم أخيرا بهزيمة حركة حماس الفلسطينية المسلحة.

وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو وفريقه المتشدد من كبار مساعديه الذين تم تعيينهم في الأشهر الأخيرة يعتقدون أنه يجب هزيمة حماس في ساحة المعركة بالقوة العسكرية قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة.

كما أضافت الصحيفة أن نتنياهو وفريقه الجديد، بما في ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس والجنرال الكبير إيال زامير، يعتقدون أن الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان العام الماضي واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد حماس يمنحهم مزيدا من الحرية في القتال.

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس الجاري العمليات العسكرية في قطاع غزة، وشنت غارات ضخمة على القطاع في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.

وذكرت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق الأحد أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تجاوز 50 ألفا.