توافق بين الاتحاد والديمقراطي الكردستاني على السلام بين تركيا والمسلحين

السليمانية (كردستان العراق) - أبدى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماعه مع وفد "إمرالي" من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، برئاسة بروين بولدان وسري سوريا أوندر، في دباشان موقفا متوافقا مع قادة حزب الديمقراطي الكردستاني بشأن دعم عملية السلام في تركيا مع حزب العمال الكردستاني.
ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان تركيا توقيف 282 مشتبها به في إطار حملة في أنحاء البلاد تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، بحسب ما أفاد وزير الداخلية علي يرليكايا.
وذكر بيان للاتحاد الوطني أن اللقاء حضره قوباد طالباني، عضو المكتب السياسي، حيث نقل وفد إمرالي تحيات ورسالة عبدالله أوجلان إلى بافل جلال طالباني، كما ناقشوا مواقفهم السياسية وخياراتهم بشأن التطورات في المنطقة، بالإضافة إلى قضية السلام في تركيا ومحادثاتهم مع أوجلان.
من جانبه، رحب طالباني بالوفد بحرارة، وعبّر عن رؤيته واستراتيجية الاتحاد الوطني الكردستاني بشأن المرحلة الجديدة من عملية السلام في تركيا، مؤكداً دعمهم لأي مبادرة تسهم في حماية حقوق الشعب الكردي في تركيا. كما شدد على أن الاتحاد الوطني سيواصل دوره في تعزيز هذه الجهود التاريخية التي أرسى أسسها الرئيس مام جلال منذ عام 1993.
وأشار رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني خلال اللقاء إلى أنه ما لم يتم إيجاد حل للقضية الكردية، فإن المنطقة لن تشهد سلامًا واستقرارًا شاملاً. وأكد أن القضية الكردية لا يمكن حلها بالسلاح والصراع، بل إن السبيل الوحيد لذلك هو العودة إلى الحوار والمفاوضات الجادة.
وأضاف "نأمل أن نعمل جميعًا بإصرار ومسؤولية لتعزيز هذه الفرصة التاريخية على أساس الشراكة والأخوة، من أجل تحقيق السلام والاستقرار".
وفي جانب آخر من حديثه، شدد طالباني على إيمانهم بالأخوة والتعايش السلمي، مؤكداً أنهم لن يشكلوا تهديدًا لأي دولة مجاورة، وأنهم يسعون لترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين الجميع.
وكان الوفد قد وصل مساء الاثنين، إلى السليمانية، في زيارة تهدف إلى بحث تطورات القضية الكردية في إقليم كردستان والمساعي الإقليمية المرتبطة بها.
ويضم الوفد الزائر عددا من الشخصيات البارزة من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، مثل بروين بولدان وسري سريا أوندر، بالإضافة إلى الرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطية كسكين بايندر وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في الحزب، حيث كان قد وصل إلى أربيل السبت قبل توجهه إلى السليمانية لاستكمال جدول لقاءاته.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه التحركات السياسية بشأن القضية الكردية في المنطقة، وسط محاولات لإعادة إحياء مسار الحل السلمي في تركيا.
ومن المنتظر أن تسفر اللقاءات الجارية عن مواقف جديدة قد تؤثر على مسار القضية الكردية ومستقبل علاقات الأطراف المعنية بها.
ويعد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب من أبرز الأحزاب المدافعة عن حقوق الأكراد في تركيا، وله مواقف داعمة لمسار الحل السلمي للقضية الكردية.
وفي وقت سابق، التقى الوفد بالزعيم الكردي المخضرم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البرزاني، حيث جرى بحث قضايا مهمة تتعلق بالوضع السياسي في كردستان والعلاقات بين الأطراف الكردية.
وعقب الاجتماع، قال محافظ أربيل أوميد خوشناو، خلال مؤتمر صحافي إن "الوفد الذي يضم ممثلي عدد من الأحزاب الكردية في تركيا ومحامين عن عبدالله أوجلان، اجتمع مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، حيث قاموا بإيصال رسالة أوجلان إلى قادة الإقليم".
وأشار إلى أن "إقليم كردستان لعب دورا مهما في عملية السلام"، معرباً عن "أمله في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح هذه المرة أيضاً، بما يعود بالخير على جميع مكونات تركيا".
من جانبه، ذكر وفد إيمرالي، أنه "التقى أولًا بالزعيم الكردي مسعود بارزاني، حيث جرى نقاش استمر لمدة ساعة و45 دقيقة في أجواء أخوية، وتم خلال اللقاء إيصال تحيات عبدالله أوجلان إلى بارزاني، إلى جانب مناقشة مستقبل عملية السلام".
وأضاف الوفد "التقينا برئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وأوصلنا التحية إليه أيضا، وناقشنا مستقبل الكرد وكيفية إنجاح عملية السلام في تركيا، حيث أن الشعب الكردي يتمنى حل القضية الكردية بطريقة ديمقراطية، وهو ما سيكون له آثار إيجابية على المنطقة وإقليم كردستان".
وأشار الوفد، إلى أن "عبدالله أوجلان يسعى لإنهاء الحروب ووضع آلية لحل القضية الكردية”، مؤكداً أن “هناك توترات سياسية كبيرة في المنطقة ككل، وفي هذا السياق، شدد الرئيس مسعود بارزاني على دعمه للوفد ولجهوده في إنجاح عملية السلام".
وأعرب أعضاء الوفد، عن "سعادتهم بلقاء مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني"، مشيرين إلى "أنهم خلال تواجدهم في أربيل عقدوا لقاءين إيجابيين للغاية، معربين عن أملهم في أن “يتم حل القضية الكردية عبر السلام، لما له من أهمية كبيرة لشعبهم والمنطقة بأسرها".
وتستمر هذه الاجتماعات كجزء من الجهود المستمرة لنقل رسائل أوجلان إلى جميع الأحزاب السياسية في الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، وتعزيز التفاهم والتعاون بين القوى السياسية المختلفة لتحقيق أهداف السلام والاستقرار في المنطقة.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد مع شاناز إبراهيم أحمد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وذلك في إطار تعزيز التنسيق بين جميع الأطراف السياسية الكردية والتأكيد على التزامهم بالسلام وبناء المستقبل السياسي المشترك.
ويعتبر إقليم كردستان العراق على تماسّ مباشر بالصراع المسلّح بين تركيا ومسلّحي حزب العمال الكردستاني كون حلقات كثيرة من ذلك الصراع دارت وما تزال تدور على أجزاء من أرضه. وتمتلك قيادات كردية مثل الرئيس بارزاني خبرة طويلة بالملف الذي عايشت حلقات طويلة من تطوره الأمر الذي جعلها مرشحة للعب دور إيجابي في حسمه ووقف مسار الهدر في الوقت والجهد والمقدّرات المترتّب عنه.
ويخوض الحزب نزاعا مسلحا منذ أربعة عقود مع السلطة المركزية التركية، وتصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية.
وتقيم تركيا منذ حوالي ربع قرن قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.
وتقع محافظة السليمانية ضمن دائرة نفوذ حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني والذي تتهم أنقرة قيادته بالتواطؤ مع حزب العمال واحتضان قادته ومقاتليه بالتنسيق مع فصائل عراقية مسلّحة، وينفي الاتحاد هذه الاتهامات ويصفها بالباطلة ولا أساس لها.
ومن المنتظَر أن يصدر عن أوجلان خلال الأسابيع المقبلة "نداء تاريخي"، يُرجَّح أن يكون بوابة لحلّ النزاع بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، وسط ترجيحات بأنه سيعلن قبل عيد نوروز في 21 مارس المقبل.
وعلى وقع جهود جديدة لتحقيق السلام لإنهاء نزاع اندلع قبل أربعة عقود، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا الثلاثاء أن الشرطة اعتقلت 282 شخصا، من بينهم صحافيون وسياسيون وأكاديميون، بتهمة أن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني المحظور في مداهمات خلال الخمسة أيام الماضية.
وتأتي هذه المداهمات في الوقت الذي تواصل فيه تركيا إقالة رؤساء بلديات منتخبين مؤيدين للأكراد بسبب صلتهم بالحزب في حملة تتزامن مع بزوغ آمال بإنهاء صراع مستمر منذ 40 عاما بين الجماعة والسلطات.
وندد اتحاد الصحفيين في تركيا باعتقال ثلاثة صحافيين. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "لا نقبل اعتقالهم في مداهمات للمنازل بدلا من استدعائهم إلى مراكز الشرطة".
ومن بين المعتقلين أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي وأحزاب يسارية أصغر وأكاديميون.
ونفذت الشرطة مداهمات لمكافحة الإرهاب في 51 إقليما بما في ذلك العاصمة أنقرة وإسطنبول أكبر مدن البلاد.
وقال وزير الداخلية إن المشتبه بهم متهمون بالترويج لحزب العمال الكردستاني وتوفير التمويل له وتجنيد أعضاء والانضمام إلى احتجاجات في الشوارع.
وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة من بينها بندقيتان كلاشنيكوف.
وأقالت تركيا السبت رئيس بلدية ينتمي إلى حزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للأكراد من منصبه في إقليم فان بشرق البلاد بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب ليرتفع بذلك عدد رؤساء البلديات المنتمين لهذا الحزب الذين جرى فصلهم إلى ثمانية منذ انتخابات 2024.