تواتر عمليات احتجاز ضباط في السويداء يحرج دمشق

السويداء (سوريا) - احتجزت فصائل محلية في السويداء، عنصرين من الأجهزة الأمنية السورية برتبة ضابط صف، للضغط من أجل الإفراج عن ثلاثة معتقلين من أبناء المحافظة الواقعة جنوب البلاد.
جاء ذلك، بعد تهريب خمسة محتجزين من القوات الحكومية بينهم ضباط، الثلاثاء، من مكان احتجازهم لدى الفصائل. ونفذ عملية التهريب عدد من الأشخاص، أحدهم من قرية الحريسة، تقاضوا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مبالغ مالية، لقاء العملية.
ومنذ بداية العام الجاري، تواترت عمليات احتجاز عناصر من الجيش السوري والقوى الأمنية من قبل فصائل مسلحة ومجموعات أهلية، في السويداء بغرض مساومة السلطات لإطلاق سراح معتقلين من المحافظة.
وكانت مجموعة أهلية أقدمت في مايو الماضي على احتجاز عناصر من القوات الأمنية في المحافظة بهدف الضغط على السلطات لإطلاق سراح طالبٍ جامعي من المحافظة، اعتقل في 12 فبراير الماضي بمدينة اللاذقية.
ويترافق ذلك مع حراك شعبي تشهده السويداء ذات الغالبية الدرزية منذ العام الماضي، وكانت مطالب المحتجين في البداية تقتصر على تحسين الأوضاع الاجتماعية والخدمات الإدارية المقدمة، وخفض أسعار المواد الأساسية، قبل أن تتحول إلى مطالب ذات بعد سياسي تطالب برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
وتتجنب السلطات السورية منذ اندلاع الحراك في أغسطس من العام الماضي الدخول في أي صدام مع المحتجين، لكن عمليات احتجاز عناصر أمنية وعسكرية قد تقود إلى تحول في سياسة دمشق تجاه الحراك.
فصائل محلية احتجزت عنصرين من الأجهزة الأمنية برتبة ضابط صف، للضغط من أجل الإفراج عن ثلاثة معتقلين
ونقلت شبكة “الراصد” المحلية عن مصدر في فصيل “القوى المحلية” قوله إن قضية المحتجين الثلاثة بهاء الشاعر، وسلمان الشاعر، ومرهف الحيناني، “أخذت منعطفاً جديداً، بعد رفض المسؤولين الأمنيين في دمشق التفاوض في هذا الملف”.
وأوضح المصدر أن وسطاء من السويداء نقلوا رسالة للحكومة، لكن رد الأخيرة كان أن هناك قرارا أمنيا “أخذ بعدم التفاوض مع الفصائل المحلية بقضية أي اعتقال من المحافظة”.
وقال المصدر في الفصيل إن “الفصائل تحمل المسؤولية الكاملة لمسؤولي دمشق من عواقب ونتائج هذا القرار، وإن القوى المحلية ستتابع التصعيد حتى يتم الإفراج عن المعتقلين الثلاثة ولن نتهاون بالرد بحال تم التصعيد من قبل الأفرع الأمنية في السويداء”.
ويرى متابعون أن أسلوب الفصائل في السويداء قد يجر المحافظة إلى عواقب، حيث أن السلطة المركزية في دمشق، باتت محرجة، وترى أن صمتها قد يوحي بالضعف ويشجع على عمليات احتجاز عناصر أمنية لها في محافظات أخرى.
وقتل قائد فصيل محلي في السويداء في وقت سابق من الشهر الجاري، وذكرت التحقيقات الأولية أن مجهولين أقدموا على قتله داخل منزله باستخدام سلاح كاتم للصوت. وليس مستبعدا أن تكون السلطات السورية خلف الأمر.
والقيادي القتيل هو قائد فصيل “لواء الجبل”، مرهج الجرماني، المعروف بمعارضته الشديدة للنظام الرئيس بشار الأسد، وقد كان له دور بارز في الحراك الشعبي المستمر، كما شارك فصيله في عمليات احتجاز ضباط من القوات الحكومية للضغط من أجل الإفراج عن معتقلين من المحافظة.
وقالت شبكة “السويداء 24″، حينها إن عملية الاغتيال جرت برصاصة واحدة أطلقت على الجرماني من مسافة قريبة من إحدى نوافذ منزله خلال نومه.
وشهدت المحافظة الشهر الماضي اشتباكات مسلحة نادرة، بين فصائل محلية وقوات تابعة للأجهزة الأمنية.