تهديد بوتين بالرد على نشر صواريخ أميركية في ألمانيا يعيد أجواء الحرب الباردة

بوتين يهدّد باستئناف إنتاج أسلحة نووية إذا أكدت الولايات المتحدة عزمها على نشر صواريخ في ألمانيا أو في أي مكان في أوروبا.
الاثنين 2024/07/29
بوتين: تطوير عدد من الأنظمة في مرحلته النهائية

لندن- تضع التهديدات الروسية بالرد على التعهدات الأميركية بنشر صواريخ في ألمانيا أوروبا في مرحلة خطرة تعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة التي كانت قد انتهت في أواخر ثمانينات القرن الماضي بسقوط جدار برلين.

وهدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد باستئناف إنتاج أسلحة نووية متوسطة المدى إذا أكدت الولايات المتحدة عزمها على نشر صواريخ في ألمانيا أو في أي مكان في أوروبا.

وقال بوتين خلال كلمة ألقاها بمناسبة عرض بحري في سان بطرسبرغ “إذا نفذت الولايات المتحدة مثل هذه الخطط، فسنعتبر أننا تحررنا من الوقف أحادي الجانب الذي تم اعتماده مسبقًا بشأن نشر قدرات هجومية متوسطة وقصيرة المدى”.

وأكد أن “تطوير عدد من الأنظمة من هذا النوع في مرحلته النهائية” في روسيا.

وحذر الرئيس الروسي قائلا “سنتخذ إجراءات رد بنشرها، مع الأخذ في الاعتبار أفعال الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في أوروبا ومناطق أخرى من العالم”.

وكان استخدام هذا النوع من الأسلحة التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر محظورا بموجب معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى بين واشنطن وموسكو، والموقعة خلال حقبة الحرب الباردة.

وانسحبت روسيا والولايات المتحدة من هذه المعاهدة في عام 2019، واتهم كل منهما الآخر بعدم الامتثال لها.

◄ واشنطن تعتزم نشر صواريخ "إس إم - 6" وصواريخ أرض جو وصواريخ توماهوك، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية

وقال الكرملين آنذاك إنه سيلتزم بوقف إنتاج هذا النوع من الصواريخ إذا لم تنشر الولايات المتحدة منها على مسافة قريبة من روسيا. لكنّ واشنطن وبرلين أعلنتا في يوليو نيتهما “البدء بعمليات نشر عرضية لقدرات قصف بعيدة المدى” في ألمانيا عام 2026.

وتشمل الأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة في ألمانيا صواريخ “إس إم – 6” وصواريخ أرض جو بعيدة المدى ومتعدّدة الاستخدام وصواريخ توماهوك، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية لا تزال قيد التطوير.

وقال بوتين الأحد “ستكون مواقع روسية مهمة تابعة لإدارة الدولة والجيش في نطاق هذه الصواريخ (…). وستكون مدة وصول هذه الصواريخ، التي يمكن أن تجهز في المستقبل برؤوس حربية نووية، إلى أراضينا حوالي 10 دقائق”.

وأكد أن الولايات المتحدة نشرت صواريخ تايفون متوسطة المدى في الدنمارك والفلبين خلال تدريبات مؤخرا. وتابع “يذكرنا هذا الوضع بأحداث الحرب الباردة المرتبطة بنشر صواريخ بيرشينغ الأميركية متوسطة المدى في أوروبا”.

دميتري بيسكوف: نسير بخطوات ثابتة نحو الحرب الباردة
دميتري بيسكوف: نسير بخطوات ثابتة نحو الحرب الباردة

ونشرت الولايات المتحدة صواريخ بيرشينغ البالستية الأميركية في ألمانيا الغربية في ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب الباردة. واستمر نشر الصواريخ الأميركية خلال إعادة توحيد ألمانيا وحتى في تسعينات القرن الماضي.

لكن بعد نهاية الحرب الباردة خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير أعداد الصواريخ في أوروبا مع تراجع التهديد الروسي.

وحذر الكرملين في منتصف يوليو الحالي من أن نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى في ألمانيا قد يجعل من عواصم أوروبية أهدافا للصواريخ الروسية.

لكن المستشار الألماني أولاف شولتس يرى أن هذا القرار سيكون “ضمانة للردع والسلام” في الوقت نفسه، على الرغم من افتقاده إلى الإجماع داخل البلاد ولاسيما من جانب اليسار الراديكالي الذي أعلن عن تخوّفه من تحويل ألمانيا من جديد إلى ساحة حرب في المستقبل.

وتحدث الرئيس الروسي خلال العرض السنوي للأسطول الروسي في سان بطرسبرغ، والذي شاركت فيه هذا العام سفن صينية وهندية وجزائرية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل تلفزيون حكومي “نسير بخطوات ثابتة نحو الحرب الباردة. تعود كل سمات الحرب الباردة والمواجهة المباشرة”.

1