تهديدات حول العالم تحجب صوت الصحافيين

باريس - ذكر تقرير حول وضع وسائل الإعلام عبر العالم أن مهنة الصحافي تواجه تهديدا غير مسبوق بسبب الأخبار الكاذبة وتفاقم الشعور المضاد لوسائل الإعلام في الأوساط السياسية ومعركة مضامين تزداد “حدة” من أجل استقطاب أكبر عدد من المتابعين.
واعتبر تقرير مؤسسة “سيزيون” المختصة دوليا في حلول العلاقات العامة والتأثير على الرأي، أن هذه التهديدات “تحجب صوت الصحافيين”.
وتتناول الدراسة أوضاع وسائل الإعلام عبر العالم في الفترة ما بين 1 و28 فبراير الماضي، وشملت 1355 صحافيا من أوروبا وما وراء المحيط الهادي.
وأظهرت أن 56 بالمئة من المحترفين المستجوبين يلمسون شكّ قطاع واسع من الجمهور في الخبر الذي يقدمونه فيما تأسف نسبة 71 بالمئة منهم لتراجع الثقة خلال الأشهر الـ12 الأخيرة. وأوضحت الدراسة أن ثلاثة أرباع المستجوبين يرون أن الدقة بنسبة 100 بالمئة في تغطيتهم الإعلامية هي “أهم من تحقيق مراتب أولى والفوز بالسبق الصحافي”.
وأكد 56 بالمئة من الصحافيين أن ظاهرة الأخبار الكاذبة تجعل المتابعين “أكثر تشككا” في المضمون الذي يقترحون، إضافة إلى أن الأخبار الكاذبة أصبحت تمثل “مشكلة كبرى” كونها تجعل الجمهور “متشككا أكثر” إزاء الأخبار التي يتلقاها.
ومن جهة أخرى، فإن الثقة تمثل أيضا مشكلة بمعدل عالمي يقدر بنسبة 71 بالمئة من هؤلاء الصحافيين الذين يرون أن الجمهور فقد الثقة فيهم. وذكرت الدراسة أن الشبكات الاجتماعية أدت إلى تعقيد مهنة الصحافي بحيث أبدى بعضهم قلقا جديا لارتفاع نسبة المتابعة لوسائل الإعلام الجديدة هذه على حساب وسائل الإعلام التقليدية.
واستخلص المشرفون على الدراسة أن الصحافيين يدركون بأنه بات من المهم فرض أنفسهم كمصادر ناجعة وكشركاء يتسمون الثقة أكثر من أي وقت مضى.
ويشعر أغلب الصحافيين في جل بلدان العالم بأن الجمهور فقد خلال الأشهر الـ12 الأخيرة الثقة في وسائل الإعلام التقليدية.
وتمت الإشارة في الدراسة إلى أن “صناعة الصحافة تعرف اليوم تغيرات عميقة حيث يتواصل تقليص عدد الأشخاص بقاعات التحرير في حين يكلف الصحافيون بتغطيات أكثر”.
وحول مختلف المشكلات التي يعرفها قطاع الصحافة، يؤكد 28 بالمئة من الصحافيين أن المستخدمين والموارد هما “أكبر تحد” خلال الأشهر الـ12 الأخيرة.
كما أن الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث تتجاوز وسائل الإعلام التقليدية التي تأتي في المرتبة الثانية بـ25 بالمئة.
وأشارت الدراسة إلى أن ظاهرة الأخبار الكاذبة وانتشار الشائعات والخلط بين المقال والتقرير والإعلانات والإشكاليات المرتبطة بحرية الصحافة ورهانات التأثير على الرأي المترتبة عن المتصيدين (المستخدمين عبر الإنترنت بتعليقات مسيئة أو كلام مثير للجدل) أو الأحزاب السياسية المتطرفة، شكلت تحديا متناميا خلال الأشهر الـ12 الأخيرة.
وأمام هذه التحديات التي يواجهها الصحافيون أوصى المبادرون بالدراسة بـ”الدقة وإيلاء أهمية للأحداث وتفادي تقنيات الإنتاج التي قد تحرّف الحقيقية بأي شكل من الأشكال”.