تنفيذ آخر عملية تبادل بالجولة الأولى من الهدنة دون استعراضات حماس

الحركة تؤكد أنها مستعدة لبدء المحادثات المتعلقة بالمرحلة الثانية، وأن السبيل الوحيد للإفراج عن الرهائن المتبقين هو التفاوض والالتزام بالاتفاق.
الخميس 2025/02/27
إسرائيل تفرج عن معتقلين فلسطينيين بعد استلام جثث أربع رهائن

غزة  - سلمت حماس جثث أربعة رهائن إسرائيليين دون مراسم كما درجت على ذلك في السابق، بينما أفرجت الدولة العبرية في الضفة الغربية المحتلّة عن معتقلين فلسطينيين، في آخر عملية تبادل بين الطرفين تجري بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر ونيّف في القطاع الفلسطيني.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير وصمد إلى حد كبير بالرغم من العديد من الانتكاسات. لكن المرحلة الأولى منه تنتهي هذا الأسبوع ولا يزال مصير المرحلة التالية، التي تهدف إلى إنهاء الحرب، غير واضح. وقالت حماس إنها لم تتلق أي مقترحات حتى الآن.

وقالت حماس في بيان اليوم الخميس "لقد قطعنا الطريق أمام مبرّرات العدو الزائفة، ولم يعد أمامه سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية"، مضيفة "نجدّد التزامنا الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بكل حيثياته وبنوده، كما نؤكّد استعدادنا للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق".

وتترقّب الأطراف بدء المباحثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تضع حدّا للحرب بشكل نهائي، وهو ما يعارضه اليمين الإسرائيلي المتطرف المتحالف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما يهدّد استمرارية حكومته.

وفي بيانها، شدّدت حماس على أنّ "السبيل الوحيد" للإفراج عن الرهائن المتبقين لديها في قطاع غزة "هو التفاوض والالتزام بما تمّ الاتفاق عليه فقط".

وطالبت الحركة "الوسطاء بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بما تم الاتفاق عليه".

وبعد أيام من الجمود، نجح وسطاء مصريون في تأمين تسليم جثث الرهائن الأربعة الأخيرة في المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل الإفراج عن 620 فلسطينيا إما محتجزين لدى القوات الإسرائيلية في غزة أو مسجونين في إسرائيل.

ورفضت إسرائيل إطلاق سراح السجناء السبت بعدما اتهمت حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عن طريق ما اعتبرته تسليما علنيا مهينا لجثث رهائن.

فقد جعلت حماس الرهائن يظهرون على منصة قبل تسليمهم، فضلا عن استعراض التوابيت التي تحتوي على رفات الرهائن بين الحشود في غزة، وهو ما لاقى انتقادات حادة من جهات منها الأمم المتحدة.

لكن عملية التسليم الأخيرة لم تشمل مثل هذه المراسم.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الساعات الأولى من صباح الخميس إن إسرائيل تسلمت توابيت تحمل رفات الرهائن الأربعة.

وكانت حماس قد حددت في وقت سابق الجثث على أنها جثث تساحي عيدان وإيتسيك إلغارات وأوهاد ياهالومي وشلومو منتسور، وجميعهم من رهائن هجوم السابع من أكتوبر 2023 كانوا من قاطني كيبوتس بالقرب من غزة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن الجثث تخضع حاليا للفحص الأولي للتعرف عليها في إسرائيل وسيتم إرسال إشعار رسمي إلى أسر الرهائن بمجرد اكتمال العملية.

وكان قد تم تعليق اتفاق التسليم في مرة سابقة أيضا بعد أن سلمت حماس رفات امرأة مجهولة الهوية بدلا من شيري بيباس قبل تسليم جثتها بالفعل في اليوم التالي. وقال مسعفون إن جثة المرأة المجهولة الهوية أعيدت إلى مستشفى في غزة يوم الخميس.

وأفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأنه من المقرر أن يجري الطب الشرعي فحصا كاملا لتحديد سبب وفاة الأربعة الأخيرين في وقت لاحق.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن نحو 30 رهينة قتلوا في غزة. وتشير تقارير إلى مقتل بعضهم على يد من أخذوهم رهائن والبعض الآخر في هجمات إسرائيلية.

وأفاد مصدر في حماس بأن السجناء الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم هم 445 رجلا و24 من النساء والقصر تم اعتقالهم في غزة، بالإضافة إلى 151 سجينا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لاتهامهم في هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.

وأظهر بث مباشر حافلة تقل بعض السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم وهي تغادر سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وتصل إلى مدينة رام الله الفلسطينية بعد بضع دقائق.

ونزلت المجموعة من الحافلة وسط هتافات من مئات المتجمعين حولها، والذين رفعوا بعض المفرج عنهم.

وقال السجين المفرج عنه بلال ياسين (42 عاما) لرويترز إنه أمضى 20 عاما في الاعتقال الإسرائيلي. وقال ياسين إنه تعرض لقمع وظروف سيئة طوال هذه الفترة.

وأضاف "لم تذهب تضحياتنا وسجننا هباء... كنا لدينا ثقة في المقاومة".

وأفاد مصدر في حركة حماس ووسائل إعلام مصرية بأن مصر تسلمت ما يقرب من 100 سجين فلسطيني آخرين، وأنهم سيبقون فيها حتى تقبلهم دولة أخرى.

وفي وقت لاحق من صباح الخميس، وصلت سيارات إسعاف إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس بجنوب قطاع غزة لنقل الفلسطينيين المحررين الذين من المقرر أن يخضعوا للفحص الطبي.

وقالت حماس إنه من المقرر الإفراج عن 580 سجينا ومعتقلا في غزة. ومن المتوقع وصول حافلات برفقة الصليب الأحمر خلال الساعات المقبلة.

وشملت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تبادل 33 رهينة إسرائيلية في المجمل مقابل نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة بالإضافة إلى تدفق المساعدات.

لكن مع انتهاء الهدنة التي استمرت 42 يوما السبت، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التمديد الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن المتبقين، وعددهم 59، سيتم، أو ما إذا كان من الممكن بدء المفاوضات بشأن مرحلة ثانية من الاتفاق.