تنسيق قطري مع طالبان لإعادة تشغيل مطار كابول

طائرة قطرية تحمل فريقا فنيا تحط في كابول لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية والبحث في تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان.
الخميس 2021/09/02
لا يوجد مؤشر واضح على موعد تشغيل المطار بكامل طاقته

الدوحة - أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الخميس أنّ بلاده تعمل مع حركة طالبان لإعادة تشغيل مطار كابول في "أقرب وقت ممكن"، بينما يجري وفد قطري فني محادثات في العاصمة الأفغانية حول هذه المسألة.

وتتوسط قطر بين طالبان والدول الغربية في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب استمرت عقدين. كما أنها تستضيف مكتبا للحركة وقد سهلت المحادثات بين المجموعة الأفغانية والولايات المتحدة.

وقال الوزير القطري في مؤتمر صحافي في الدوحة مع نظيره البريطاني دومينيك راب "ما زلنا في إطار التقييم، لا يوجد مؤشر واضح على موعد تشغيله بكامل طاقته بعد، لكننا نعمل بجد ونأمل في أن نتمكن من تشغيله في أسرع وقت ممكن".

وتابع الوزير "نحن نتعامل معهم وكذلك مع تركيا حول ما إذا كان بإمكانها تقديم أي مساعدة فنية في هذه المرحلة. ونأمل في الأيام القليلة القادمة أن نسمع بعض الأخبار الجيدة".

وأضاف أن "عمل المطار سيكون بيانا ومؤشرا مهما على مدى احترام طالبان التزامها، وتوفير عبور ومرور آمن لمن يريد مغادرة أفغانستان" .

والأربعاء حطّت طائرة قطرية تحمل فريقا فنيا في كابول لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية والبحث في تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية، حسبما أفاد مصدر مطلّع على الملف، وهي أول طائرة أجنبية تحط في كابول منذ انسحاب القوات الأميركية الاثنين.

وقال المصدر إنه "في حين لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تقديم المساعدة الفنية، فإنّ الفريق الفني القطري أطلق هذا النقاش بناء على طلب" أطراف أخرى، مضيفا أن "المحادثات جارية بشأن الأمن والعمليات".

راب: طالبان أمام اختبار إعادة فتح المطار والعبور الآمن خارج أفغانستان
راب: طالبان أمام اختبار إعادة فتح المطار والعبور الآمن خارج أفغانستان

وذكرت وسائل إعلام عربية عبر موقع تويتر نقلا عن الناطق باسم طالبان تأكيده أنّ الحركة طلبت رسميا من قطر المساعدة في إدارة المطار في أقرب وقت ممكن.

واعتبر راب أن العالم بحاجة "إلى التكيف مع الواقع الجديد" في أفغانستان، مشددا على أن الأولوية هي "تأمين الممر الآمن للرعايا البريطانيين المتبقين، وكذلك الأفغان الذين عملوا لصالح المملكة المتحدة".

وأجلت بريطانيا أكثر من 15 ألف شخص من أفغانستان، لكنها فشلت في إخراج المئات من الأفغان المؤهلين لنظام الاستقبال الخاص بها، ويصل عددهم إلى 1100 شخص، وفقا لوزير الدفاع بن والاس.

وقد دافع وزير الخارجية البريطاني الذي انتُقد بشأن كيفية إدارته الأزمة في أفغانستان، عن نفسه الأربعاء أمام نواب ينتقدون عدم الجهوزية حيال ما حصل.

واُتهمت إدارته بأن مستواها غير مهني عندما كشفت الصحافة أن وثائق تحدد متعاونين أفغانا تركت على أرضية سفارة لندن في كابول التي أخليت، وأن الآلاف من الرسائل الإلكترونية المتعلقة بعمليات الإجلاء لم تُقرأ.

وشدد الوزير راب على ضرورة "الحفاظ على الاستقرار في المنطقة واختبار طالبان ومساءلتها بحسب التزاماتها بالانتقال إلى حكومة أكثر شمولا، وسوف نراقب كذلك حقوق الإنسان وحقوق الفتيات" .

وقال "لن نعترف بطالبان في المدى المنظور لكننا نرى الحاجة إلى التواصل المباشر معها لإبلاغ الرسائل وأن نسمع الردود"، مضيفا أن "طالبان أمام اختبار إعادة فتح المطار والعبور الآمن خارج أفغانستان وهذا اختبار أساسي يجب أن نركز عليه".

وتابع "نريد تجنب كارثة إنسانية، وهذا يتطلب من طالبان توفير بيئة مواتية لتقديم المساعدات، وسنحكم على طالبان بأفعالها وليس بأقوالها".

وأكد وزير خارجية قطر أن "قضية أفغانستان قد أخذت حيزا كبيرا من المحادثات، وأكدت للوزير البريطاني أن الجهود القطرية المبذولة سوف تتواصل كوسيط حيادي لتعزيز المواقف الدولية حول أفغانستان، واستمرار التعاون والتشاور مع الزملاء في كافة الدول الحليفة والصديقة لضمان ما فيه مصلحة الشعب الأفغاني الشقيق" .

وأضاف "قيّمنا الوضع الحالي من الناحية الأمنية وكافة التحديات ونتشارك في وجهات النظر حيال التعامل مع الشأن الأفغاني في هذه الأيام، وأكدنا أهمية توحيد الجهود من أجل حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة وحرية التنقل".