تنسيق سعودي عراقي متسارع في مجال الأمن والدفاع

بغداد - يتقدّم العراق والسعودية بثبات في رفع مستوى التعاون والتنسيق بينهما في المجال الدفاعي والأمني، وبسرعة تفوق ما يحقّقانه من تقدّم بطيء في تحسين العلاقات بينهما في مجالات أخرى مثل الاقتصاد.
ويعود ذلك بحسب مطّلعين على شؤون البلدين إلى وجود قناعة لدى الطرفين بوجوب فصل قضايا الأمن والاستقرار عن القضايا السياسية وما تنطوي عليه من تباعد في الرؤى، بهدف التفرّغ لمواجهة التهديدات عبر إحكام ضبط الحدود وتضييق مجال تحرّك فلول تنظيم داعش والميليشيات المسلّحة عبر الأراضي الشاسعة والامتدادات الصحراوية قليلة السكان بين البلدين.
وقام رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي، الثلاثاء، بزيارة رسمية إلى العراق عقد خلالها اجتماعا وُصف بالموسّع مع رئيس أركان الجيش العراقي عبدالأمير يارالله وجرى فيه “بحث آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال العسكري”، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع العراقية.
كما استُقبل المسؤول السعودي والوفد المرافق له من قبل وزير الدفاع العراقي جمعة عناد “وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات”.
وجاءت الزيارة عقب كشف وكالة أسوشيتد برس الأميركية قبل أيام أنّ “الهجوم الذي استهدف في يناير الماضي القصر الملكي السعودي في العاصمة الرياض بطائرات مسيرة انطلق من داخل العراق”.

ونقلت الوكالة عن قائد كبير في ميليشيا مدعومة من إيران في بغداد لم تذكر اسمه القول إنّ “ثلاث طائرات مسيرة انطلقت من مناطق حدودية عراقية سعودية من قبل فصيل غير معروف نسبيا تدعمه إيران في العراق وانفجرت في المجمع الملكي بالرياض في 23 يناير الماضي”.
وفي فبراير الماضي أجرى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي زيارة رسمية إلى السعودية، أعقبتها بيوم زيارة لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى المملكة تناولت المباحثات التي أجريت خلالها التنسيقَ الأمني والسياسي بين البلدين.
واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر 2015 بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990. وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات تتحسن عقب زيارة لبغداد قام بها في فبراير 2017 وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير.