تنسيق أمني مغربي - إسباني يسفر عن اعتقال إرهابيين

وسائل إعلام تشيد بالتعاون الأمني الوثيق بين الرباط ومدريد، مؤكدة أن ذلك جنّب إسبانيا العديد من التهديدات الإرهابية.
الخميس 2024/10/24
جهود مثمرة

الرباط - تمكنت مصالح الشرطة بمدينة مليلية المحتلة من اعتقال اثنين من المشتبه في انتمائهما إلى تنظيم “داعش”، ليتم نقلهما بعد ذلك نحو مدريد لبدء التحقيق معهما وعرضهما على القاضي المشرف على القضية، في خطوة تؤشر على أهمية الشراكة الأمنية بين المغرب وإسبانيا لمكافحة التهديدات الإرهابية وتعزيز التعاون الثنائي لفك الارتباطات القائمة بين الخلايا الإرهابية.

وأشادت وسائل إعلام بالتعاون الأمني الوثيق بين الرباط ومدريد، مؤكدة أن ذلك جنّب إسبانيا العديد من التهديدات الإرهابية.

 وقال متحدث باسم الشرطة “قامت المفوضية العامة للمعلومات بالتعاون مع فرقة المعلومات الإقليمية لرئاسة الشرطة في مليلية بتنفيذ ثلاث مداهمات، من بينها منزل في شارع ألفارو دي بازان وقاعة رياضية في شارع مار شيكا”.

وأوضح المصدر ذاته أن هذه الاعتقالات تأتي بعد أيام على اعتقال رجل في مدينة “أفيليس” (أستورياس) بتهمة توزيع رسائل وأفكار تنظيم “داعش” الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان يدعو في منشوراته إلى الجهاد ويحث على انتفاضة المسلمين في مدينة مليلية المحتلة.

وأكد أن الشاب تم إيداعه السجن الجمعة الماضي بأمر قضائي، وتم توجيه تهم له حول تورطه المزعوم في التجنيد ونشر الدعاية الإرهابية وتمجيد الإرهاب والتحريض على ارتكاب أعمال العنف.

التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا بلغ مستويات مهمة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية والتصدي للإرهاب

وفي الأسبوع ذاته، تم اعتقال شخص آخر في “إتساسوندو” (جيبوزكوا)، وتم توجيه نفس التهم له بعد تفتيش منزله وسيارتيه ومصادرة مواد إلكترونية، رغم أن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه لا توجد علاقة بين المعتقلين.

وتشير المعطيات إلى أن التحقيق حول هؤلاء المعتقلين بدأ بداية هذا العام الجاري عندما اكتشف الخبراء في مكافحة الإرهاب رجلا يتبنى أفكار تنظيم “داعش”، وكان يقوم بإنشاء ونشر مواد متطرفة وعنيفة ذات طابع جهادي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ودائما ما يثبت المغرب قدرات قوية في مجال محاربة الإجرام الدولي والإرهاب والجريمة المنظمة، ما شجع الإسبان على الاستفادة من الخبرة المغربية وتعزيز اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة بين البلدين في العام 2019، هدفها تطوير التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة 18 نوعا من الأفعال الإجرامية، وعلى رأسها الإرهاب، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والجرائم التي تمس حياة الناس وسلامتهم الجسدية، والاعتقال والاختطاف غير القانونيين.

وبلغ التعاون الأمني بين البلدين مستويات مهمة تتصدر فيه الهجرة غير النظامية ومحاربة الإجرام الدولي والإرهاب عناصر التعاون بينهما، حيث قدمت الأجهزة الأمنية في إسبانيا والمغرب دليلا على ذلك من خلال العمليات المشتركة التي نفذتها مؤخرا ضد شبكات الاتجار بالمخدرات والهجرة غير النظامية على وجه الخصوص.

الاعتقالات تأتي بعد أيام على اعتقال رجل في مدينة "أفيليس" (أستورياس) بتهمة توزيع رسائل وأفكار تنظيم "داعش" الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وفي وقت سابق، قام وزير الداخلية الإسباني في حكومة بيدرو سانشيز الثانية فرناندو غراندي مارلاسكا بزيارة إلى الرباط لتعزيز هذا التعاون الأمني وتطويره. واعتبر مارلاسكا التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والتعاون الأمني، أفضل نموذج للتعاون المعروف بين أوروبا وأفريقيا.

من جهته، أكد مدير مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مانويل نافاريتي أن التعاون بين إسبانيا والمغرب في المجال الأمني “جيد للغاية ومطرد”.

وقال نافاريتي، تزامنا مع الذكرى العاشرة لإنشاء مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، “إن التعاون بين الشرطة والحرس المدني وقوات الأمن الإسبانية بشكل عام ونظيرتها المغربية جيد للغاية ومطرد”.

وأوضح المسؤول الإسباني أهمية التعاون بين البلدين في التصدي للتهديدات مثل الجريمة المنظمة والإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وشدد على أن “مكافحة الهجرة غير الشرعية هو مجال ذو أهمية كبيرة في هذا التعاون الثنائي المطرد”، مشيرا إلى أن “ما يتم القيام به مع المغرب في هذا المجال مهم جدا” وينبغي القيام به أيضا مع بلدان أخرى.

وترأس المغرب في يونيو الماضي في نيويورك، بشكل مشترك مع بعض الدول من ضمنها إسبانيا في شخص مدير مكافحة الإرهاب في وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية كارلوس رويز، حدثا رفيع المستوى حول أنشطة مكاتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، حيث ركز ممثل المملكة على مساهمة أجهزة الأمن الوطني التي تنفتح على التعاون مع شركاء موثوقين، من أجل بذل جهود ملموسة تمكن من تحقيق نتائج إيجابية.

4